Site icon IMLebanon

لديّ حُلُم اليوم”

ما الذي يمنع أن نستيقظ ذات صباح ليس ببعيد، لنجد في انتظارنا مفاجأة سارة، لا مفاجعة؟ ولا تتحدّث عن تفجير انتحاري هنا أو هناك، إنما تبشّرنا بأن مجلس النواب سيعقد غداً (مثلاً) “جلسة تاريخية” يتم خلالها انتخاب رئيس جديد… واعتزوا يا لبنانيين؟

لا شك في أن خبراً من هذا النوع بهذا الحجم في هذا الحقل سينسطل الواحد منا وينهبل حين يسمعه، أو يقرأه، أو يتناهى اليه عبر أحاديث نساء الحي. ولكن، لِمَ لا؟

ولماذا نصعّبها على أنفسنا وبعضنا على بعض؟

فقد تلتقي المصالح المحلية مع مصالح الدول الإقليمية النافذة، والتي تحتفظ بمفاتيح الانفراجات عموماً… وبالتفاهم والتراضي، ولقاء التنازل في العراق تنازل في لبنان. وازاء التفاهم المحتمل مع مجموعة الخمسة زائد واحد، قد يصير الذي بعمره ما صار، وحتى ذاك الذي يُعتبر اليوم من رابع المستحيلات. أي انتخاب الرئيس العتيد.

لا أملك الكثير من الأسباب والوقائع التي تجعلني أميل الى التفاؤل المعلن على صنوبر بيروت، غير توقّعي ظهور تفاهمات وتوافقات لبنانية منفتحة بكونها بذاتها على الدول الاقليمية “العظمى” التي تمون، بلا جدال أو سؤال، على القوى المحلية المعلنة العصيان على ساحة النجمة وقصر بعبدا.

سوى أنني اتطلع بارتياح وتفهّم الى حركة الرئيس نبيه بري المنرفز جداً من الفراغ الرئاسي، والرئيس تمام سلام الذي يماثله في النرفزة، وكذلك الأمر بالنسبة الى اللاعب الآخر المميز والماهر النائب وليد جنبلاط، وإشهار البطريرك الماروني بشارة الراعي غضبته ضد الشغور والفراغ ونقمته على الذين لا ينفكون عن وضع المزيد من العصي في دواليب الاستحقاق الكبير.

طبعاً، لا يستطيع الناس أن يتكئوا على الهواء، أو على الـ”يمكن”، أو على “التحليل”. لقد شبعوا وسئموا وقرفوا. يريدون أن يعرفوا الآن “هناك انتخاب رئيس قريباً أم لا”؟ هذا ما سمعته باذني الاثنتين من نائب، وليس من مواطن عادي.

إني لست أدري، كما تقول أغنية عبد الوهاب عندما يسأل حبيبته “أيّ سرّ فيك؟”.

بصورة عامة وشاملة، السؤال اللبناني يكاد يكون واحداً: متى يأتي هذا الغد، ومعه الرئيس الذي يستقبل اللبنانيون اختياره بارتياح وزغاريد؟

عمر الخيام يقول لنا لدى اطلالاته النادرة أن الغد دائماً في الغيب، غد في ظهر الغيب واليوم لي، وكم يخيب الظن بالمقبل…

أم كلثوم تتساءل مثلنا: أغداً ألقاك، يا خوف فؤادي من غد.

على رغم ذلك، تجدنا ننتظر الغد الذي قد يأتي وقد لا يأتي، على غرار غودو صموئيل بيكيت. في كل حال سأنضم الى “انتفاضة” داهية عين التينة واللي بدو يصير يصير.

لديَّ حلمٌ اليوم، كما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ وراح.