لقاء الراعي ــ نادر الحريري «يُسقط» حسابات عون بالوصول الى بعبدا رفض البطريرك للشغور يحفظ الميثاق
ويطرح احتمالات «البقاء» تصريف سليمان الأعمال الرئاسيّة حتى انتخاب خلفه
. حماية للمناصفة
ترتفع وتيرة مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الرافضة لشغور منصب الرئاسة الاولى مع اقتراب نهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لخلافة رئيسها العماد ميشال سليمان، وتزداد وتيرة رفض الفراغ في العلن وامام زواره وفي مجالسه مع اصرار الفريق المعطل للنصاب بحسب مصادر في 14 آذار في خطوته هذه بهدف فرض شروطه على فريق 14 آذار للتراجع عن المضي في ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والدخول في صفقة تفاهم تؤدي لانتخاب المرشح الاقوى في محور الممانعة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية على قاعدة اضفاء الصفة التوافقية عليه.
وفي ظل هذا الواقع لا يزال العماد عون يراهن على احتمال التفاهم مع رئيس كتلة المستقبل الرئيس سعد الحريري حول صيغة توصله الى قصر بعبدا تقول المصادر نفسها وهو في سياق تعداده امام زواره ما احرزه التفاهم الحكومي بينه وبين تيار المستقبل من نتائج ايجابية لصالح التكتل لناحية حصوله على عدد لا بأس به من حصة التعيينات، اذ في سياق سرده لواقع «شهر العسل» من جانبه مع الحريري يكشف لزواره ان الصيغة النهائية لانتخابه رئيسا للجمهورية مشيرا الى ظروف اقليمية لصالحه وصالح محور الممانعة او قوى 8 آذار تجعله على قاب قوسين من دخول قصر بعبدا خلفا للرئيس سليمان وان نسبة التفاهم حاليا مع الرئيس الحريري من جهته تقارب الثمانين بالمئة في حين بقي على رئيس المستقبل ان يجتاز نسبته العشرين بالمئة ذات الصلة بالظروف التي على الاخير «حلحلتها» لتكامل التفاهم بانتخابه رئيسا توافقيا للجمهورية.
وفي هذا الوقت يتمسك البطريرك الراعي بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سيما ان الاقطاب الموارنة الاربعة التزموا وتعهدوا عدم تعطيل النصاب. على خلاف ما يحصل حاليا كنتيجة لقرار العماد عون بعدم المشاركة في جلسات الانتخاب الرئاسية، ويصنف البطريرك الراعي الشغور في مركز الرئاسة حسب اوساط بكركي على انه اهانة للطائفة المسيحية وخطوة معارضة للميثاق. خصوصا ان الموارنة والمسيحيون يشكلون مكون اساسي في البلاد، ثم ان على الاقطاب الاربعة انقاذ الرئاسة من خلال تنفيذ بكركي… وان من اجل استدراك هذه الخطوة كل الاقتراحات عندها مطروحة.
وفي اطار استدراك الشغور في رئاسة الجمهورية تندرج زيارة مستشار رئيس تيار المستقبل السيد نادر الحريري موفدا من الرئيس سعد الحريري الى البطريرك الراعي. في خانة بحث الوسائل وطرح المخارج لاستمرار الرئيس سليمان في موقعه. كاحد الخيارات تقول المصادر في 14 آذار وهي المحافظة على موقع رئيس البلاد، حتى انتخاب رئيس خلف له، وهي صيغة لا تتشابه حسب القانونيين على ما يطبق على ضرورة استمرارية المرفق العام نظرا لما لموقع الرئاسة من حالة مختلفة كليا. بل نظرا لحاجة البلاد الى رئيسها حتى انجلاء مصير الاستحقاق، على ان تشكل الالية المرتقبة سابقة ممكن اعتمادها في كل استحقاق لاحق لمنع التعطيل في المستقبل وتحويله الى سلاح قاتل للجمهورية على غرار ما حصل في العامين 1988 و2007.
واضافت المعلومات ان نادر الحريري اوضح للراعي التزام «المستقبل» بالانتخاب الرئاسي من خلال حضور نواب التيار الى المجلس ومن ثم دعمها لاحد المرشحين والتمسك بانتخاب رئيس ومنع الفراغ.
ومجموعة الافكار التي تم تداولها بين الراعي والحريري تزامنت مع حالة «الاطمئنان» التي يمر بها العماد عون بان التفاهم يتطلب بينه وبين رئيس المستقبل خطوات معدودة ليتم انتخابه توافقياً على الجمهورية. لكنها في الاستراتيجية هي من جانب قوى 14 آذار خطوة تهدف للحفاظ على النظام الحالي والمناصفة في ظل التهديد بنسفها، اذ ان قوى 14 اذار، التزمت تعهداتها مع البطريرك الراعي، فالرئيس الحريري يترجم من خلال ما حمله موفده الى بكركي، ما اعلنه في يوم الرابع عشر من شباط من حرص على الموقع المسيحي الأول في هذا الشرق، وحكماً يأمل من «الزعيم المسيحي المشرقي» تقول المصادر في 14اذار العماد عون السعي ايضا للحفاظ عليه بعدم تعطيل النصاب، ثم ان المرشح الرئاسي الاقوى في قوى 14آذار الدكتور جعجع التزم تفاهم بكركي ولم يعمد الى اي خطوة تعطيلية او سلبية، لا بل اعلن عن افساح المجال لمرشح اخر من قوى 14 اذار لاستجلاب نواب الممانعة الى ممارسة واجبهم، وكذلك يتحرك رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل في خطوة يهدف من خلالها ابعاد الفراغ الرئاسي، والى كل ذلك فان قوى 8 اذار المسيحية لم تظهر التزامها اتفاق بكركي، عندها، كان لا بد من التحرك لاستدراك الفراغ من خلال ايجاد الآليات المناسبة.. في حين «ينام» العماد عون على ورقة مستورة تضم نسبة التفاهم الرئاسي المرتقب بينه وبين الرئيس الحريري.
لكن ما هو موقف بكركي في ظل التداول السريع في المخارج، الاوساط ذاتها تشدد على ان البطريرك الراعي يتمسك بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وان هذه الخطوة هي على عاتق الاقطاب وكافة القوى السياسية، لكون تعطيل النصاب بمثابة ضربة لمفهموم الديموقراطية، لكن تتابع الاوساط، لمنع الفراغ كل الاحتمالات ممكنة اذا ما كانت توفر تحقيق هذه الغاية.