لماذا لا ينظف الحريري «المستقبل» من «الداعشيين»؟ مخيمات النزوح معسكرات مسلّحة حتى الأسنان من عرسال الى مخيمات عكار وصولاً الى وادي خالد
ما حصل في عرسال يعيد الى الاذهان حكاية الاعرابي الذي آوى ضبعاً تحت سقف خيمته كان صيادون يطاردونها وحماها، وما ان غفا حتى انقضت عليه وبقرت بطنه، فشاع المثل الشهير «ومن يصنع المعروف مع غير اهله». انه الواقع المرعب الذي باتت عرسال تحت وطأته فبعدما فتحت ابوابها للنازحين السوريين واستقبلتهم في بيوتها، واقامت مخيماً لايوائهم، فكان ان ردوا الجميل لأهلها بالانقضاض عليها وخطفها في التوقيت الذي ارادته «داعش» عبر مخطط بات معروفاً يقضي باستكمال الغاء الحدود كما حصل على الحدود السورية ـ العراقية التي تبخرت مع بروز تضاريس «دولة الخلافة» التي وصلت الرقة ودير الزور بالموصل، ولكن نجاحها في تلك المنطقة ستقابله هزيمة لها في لبنان بحكم التوزع الديموغرافي الطائفي، والبطولات التي يسجلها الجيش اللبناني العظيم الذي يقدم خيرة شبابه شهداء على مذبح الوطن وفق الاوساط المواكبة للميدان.
واذا كانت عرسال اخذت غدراً الا ان الوقائع تشير الى تواطؤ بعض العراسلة مع «داعش» وفي طليعتهم الشيخ الفار مصطفى الحجيري الذي نجح في ادخال عرسال تحت «طاقيته» وهو الملقب بـ«ابو طاقية» وربما المجريات الميدانية تستدعي الوقوف امام الكثير من الاسئلة والنقاط التي وبحسب وضعها تحت المجهر لكي لا يلدغ اللبنانيون من الحجر نفسه مرتين ويأتي في طليعتها وبحسب الاوساط:
1ـ النزوح السوري المبرمج وغير المبرّر في اكثريته كونه باستطاعة السوريين النازحين العودة الى ديارهم، الا انهم آثروا البقاء طمعاً بالهبات من جهة، ولاغراض أمنية من جهة أخرى، فمخيمات النازحين لم تعد مخيمات بل تتلطى خلف هذه التسمية كونها باتت معسكرات مسلحة حتى الاسنان وبؤراً ارهابية ترفد «داعش» بمئات المقاتلين وما حصل في عرسال ان المسلحين الذين استباحوا ازقتها هم سكان المخيم او المعسكر الذي اقامته لهم البلدة بحكم التعاطف المذهبي معهم وعندما دقت ساعة الصفر سارعوا إلى ابتلاعها، بعدما حكموها بقبضة حديدية منذ اندلاعة معارك منطقة القلمون وهروب التكفيريين الى جرودها اثر سقوط القصير ويبرود وبقية بلدات القلمون.
ولعل اللافت وفق الاوساط ان معسكرات النزوح السوري تمتد على رقعة معظم المناطق اللبنانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر بلدة وادي خالد حيث اعداد السوريين المسلحين حتى الاسنان تفوق بأضعاف سكان بلدات الوادي، وكانوا ينطلقوا منها لتنفيذ عمليات عسكرية في الداخل السوري قبل سقوط تلكلخ واقتلاع «امارة الحصن» الاسلامية حيث فر من بقي حياً من المعارك الى البلدات العكارية حيث اقيم مخيم في بلدة خربة داود لهم قد يكون معسكراً قابلاً للتحرك في التوقيت الذي تريده «داعش».
2- مواقف بعض نواب «المستقبل» المناقضة تماماً لموقف الرئيس سعد الحريري، وهؤلاء النواب معروفون تاريخياً بعدائهم للجيش اللبناني قبل الاحداث السورية لا بل ان بعضهم كان اكثر الناس تعاطفاً مع بسام الكنج الملقب بـ«ابو عائشة» الذي حاول اقامة «امارة اسلامية» في جرود الضنية واقتلعها الجيش اللبناني كما ان المعنيين تعاطفوا مع شاكر العبسي في معارك «نهر البارد»، وكذلك اليوم حيث يخوض الجيش اللبناني معركة حماية الوطن من «داعش» ومشتقاتها التكفيرية، ويسوق هؤلاء الاسطوانة المملة ان «حزب الله» استدعى التكفيريين في قتاله الاستباقي لهم في سوريا علماً ان الحزب كان آخر من دخل الميدان السوري، وهنا يطرح السؤال: لماذا لا يقوم الحريري بتنظيف «تيار المستقبل» من الطارئين والمحسوبين عليه من النواب، ولماذا لا ترفع الحصانة النيابية عن هؤلاء ويحالون امام القضاء كون «ابو طاقية» اكثر اعتدالاً منهم.
3- استهداف الجيش في طرابلس يأتي ضمن المخطط الذي ينفذ في عرسال كحلقة من حلقات ستظهر لاحقاً وتحذير النائب وليد جنبلاط من الآتي الاعظم يصب في خانة استشرافه لما تم اعداده في اقبية الظلاميين، وتبقى نتائج مجريات عرسال البوصلة التي ترسم مستقبل الساحة المحلية.