Site icon IMLebanon

لمسات أخيرة على عَقد الهِبة السعودية لتسليح الجيش

لمسات أخيرة على عَقد الهِبة السعودية لتسليح الجيش

سلام يطمئن: إستعادة العسكريين أولوية – الحريري يمهّد مع موسكو لزيارة وفد عسكري

جلسة مجلس الوزراء الخاطفة (من التاسعة والنصف صباحاً ولغاية الحادية عشرة والنصف) والمخصصة لاحالة مشروع قانون يجيز للحكومة اصدار سندات خزينة باليوروبوند لدفع مستحقات ديون خارجية، تستحق في الفترة ما بين 15 ونهاية هذا الشهر ضمناً، هل تفتح الباب امام جلسة نيابية للتشريع، ام ان انكماشاً تشريعياً سيبقى سيد الموقف بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعليه تترتب تداعيات تخشى دوائر او اوساط سياسية ان تؤثر على انتاج الحكومة؟

 والوقت المحدود للجلسة، قد لا يتسع لتناول ملف المفاوضات الجارية لتحرير الاسرى العسكريين، والذي ينتقل من مأزق الى آخر، في ظل «الارهاب الكلامي» لقوى 8 آذار تحت ذريعة هيبة الدولة وما ادراك ما هيبة الدولة!

ولعل سبب اقتصار الجلسة ليس فقط لاتاحة المجال للوزراء للذهاب الى مجلس النواب، حيث موعد الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بل ايضاً للابتعاد ما امكن عن اثارة الملفات الحساسة سواء المتعلقة بالمخطوفين العسكريين الذين سجلت قضيتهم انتكاسة واضحة امس، مع المعلومات ان الرقيب في الجيش اللبناني علي السيد قتل فعلاً على ايدي «داعش» وان فحوصات الحمض النووي تجري للتأكد من الوفاة قبل نعيه، ومطابقة عينة منها مع عائلته، او بالنسبة للكهرباء او المياه التي وعد الرئيس تمام سلام نواب بيروت بايجاد حال لها في غضون يومين منعاً لتفاقمها وتحولها الى ملف ساخن وحارق في وقت واحد.

احتفال السراي

 وفي ظل هذا الوضع، لاحظ المشاركون في الذكرى 94 لاعلان دولة لبنان الكبير، والذي اقيم بدعوة من النائب السيدة بهية الحريري رئيسة اللجنة، في السراي الكبير، ان نبرة الرئيس تمام سلام كانت هي الاعلى في غضون الاشهر الثلاثة الماضية، حيث تسلمت حكومته وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية الذي تعذر انتخابه حتى اليوم.

فقد اكد الرئيس سلام ان حكومته تعتبر قضية الاسرى اولوية قصوى لديها، مخاطباً عائلات العسكريين المخطوفين بقوله: «لستم وحدكم»، مطالباً «باقصى درجات التضامن ومساندة الدولة ودعم جهودها، والابتعاد عن الاثارة، لان الوصول الى نتيجة في هذه القضية يتطلب صبراً وحلماً، معتبراً ان المعركة مع الارهاب ما زالت في بدايتها، وخط الدفاع الاول عن لبنان هو وحدة الصف، مكرراً الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية لاعادة النصاب الى حياتنا السياسية، معتبراً ان عدم تطبيق الطائف والصراعات من حولنا زادت من هشاشة الوضع.

وتأتي مواقف سلام هذه عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، والتي يتوقع أن تكون كسابقاتها لجهة النصاب، الا أن مصادر رفيعة المستوى في قوى 14 آذار كشفت لـ «اللواء» ليلاً أن قوى 14 آذار ستعلن من تحت قبة البرلمان مبادرة تقضي بسحب ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ودعوة الفريق الآخر لسحب ترشح العماد ميشال عون والاتفاق على رئيس خارج الاستقطاب تتفق الكتل على انتخابه في أسرع وقت ممكن.

وإذا ما سارت الأمور في الطريق الإيجابي، وفي حال اكتمل النقاش حولها مع جميع مكونات 14 آذار، فان المبادرة سيعلنها اليوم اما الرئيس فؤاد السنيورة أو النائب جورج عدوان وفقاً لمعلومات «اللواء».

وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب محمّد الحجار لـ «اللواء» أن طرح المبادرة يهدف الى إسقاط كل الذرائع امام الفريق الاخر الذي ينتهج التعطيل، املاً أن تسهم بحصول ملاقاة في منتصف الطريق من قبل هذا الفريق، وان كان الأمل ضعيفاً نظراً إلى الموقف الثابت من «حزب الله» الذي يريد رهن الاستحقاق ومعه الساحة اللبنانية لمصلحة المشروع الايراني.

تسليح الجيش

 وعلى نحو توقعت معه مصادر دبلوماسية غربية أن تدفع المخاطر المحدقة بلبنان، والتقارير التي تتحدث عن احتمال تجدد الاشتباكات عند الحدود اللبنانية – السورية، بتأثير ما يجري في القلمون، اتجهت الأنظار بقوة الى النتائج المرتقبة لمحادثات ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع، حيث احتلت صفقة المعدات والأسلحة الفرنسية التي يجب أن تسلم للجيش اللبناني والممولة من الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار (2.3 مليار يورو) بنداً اساسياً من المحادثات من الجوانب القانونية لإتمام الصفقة وأولوية الأسلحة الضرورية للجيش، وفق اللوائح المتفق عليها، والتي تشرف عليها منظمة الدفاع والتسليح والأمن التي يرأسها رئيس هيئة الأركان الفرنسية السابق الأميرال غيبوتيه.

ولم تستبعد المصادر أن يوقّع على العقد النهائي بين السعودية وفرنسا خلال زيارة الأمير سلمان التي بدأت أمس وتستمر أربعة أيام، وبعد ذلك وعلى الفور تبدأ مصانع السلاح الفرنسي بتصدير ما هو جاهز للبنان.

ولم تستبعد المصادر أيضاً أن تحضر انتخابات رئيس جمهورية لبنان على جدول الأعمال أيضاً، في ظل قناعة العاصمتين السعودية والفرنسية أن ملء الشغور يساهم في تثبيت الاستقرار السياسي في البلاد.

وأعلن الرئيس الفرنسي خلال حفل عشاء رسمي أقامه على شرف ولي العهد السعودي وشارك فيه نحو 200 مدعو أن «لبنان بلد رائع، وفي الوقت نفسه غير حصين، ويحتاج بدوره الى الأمن في الوقت الذي يستضيف فيه آلاف اللاجئين».

وأضاف هولاند: «من هنا فقد اتفقنا سوية السعودية وفرنسا على مساعدة لبنان بشرط أن يساعد هو نفسه من أجل حفظ أمنه».

وعلى صعيد تسليح الجيش أيضاً، أعربت ألمانيا وإيطاليا عن استعدادهما لبيع السلاح الى الجيش اللبناني وبالسرعة المطلوبة في ضوء هبة المليار دولار التي تبرّع بها خادم الحرمين الشريفين الشهر الماضي لمصلحة تسليح الجيش والقوى الأمنية الأخرى، وفوّض الرئيس سعد الحريري الإشراف على صرفها.

وقالت مصادر مقرّبة من الرئيس الحريري أنه عازم على استكمال مهمة دعم الجيش، وهو أجرى في الأسبوعين الماضيين اتصالات شملت عدداً من المسؤولين في القيادة الروسية، وأسفرت عن إعادة تفعيل الاتفاق الذي كان أبرمه خلال زيارته الرسمية الى موسكو في تشرين الثاني عام 2010 مع الحكومة الروسية لدعم الجيش بالسلاح والعتاد الروسيين.

وكانت الهبة مؤلفة يومذاك من 10 طائرات ميع29 تم استبدالها بناء على طلب الجيش وأصبحت على النحو الآتي: 6 طائرات هليوكبتر MI24P و77 دبابة T72a و4.5 مليون طلقة عيارات مختلفة و37 ألف قذيفة عيارات مختلفة.

وأكدت المصادر أنه بناء على التفاهم المجدد بين الرئيس الحريري والقيادة الروسية فإن الجيش سيحصل على الهبة بالمضمون المشار إليه.

وقالت مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع بصدد تشكيل وفد عسكري قد يرأسه العماد جان قهوجي لزيارة موسكو من أجل تحديد المسائل التقنية المتصلة بالمساعدة الروسية، علماً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيزور موسكو أيضاً بين 18 و22 الحالي لبحث إمكانات شراء أسلحة ومعدات للأجهزة الأمنية والمديريات التابعة للوزارة من ضمن هبة المليار دولار.

عرسال

 امنياً، أفادت معلومات ليلاً من بعلبك عن سماع أصوات قذائف صاروخية ومدفعية مصدرها السلسلة الشرقية، تبين انها ناجمة عن اشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين في منطقة وادي سويد في جرود عرسال استمرت ربع ساعة، فيما شن الطيران السوري غارتين على جرود عرسال سبقها قصف مدفعي على تجمعات المسلحين.

إلى ذلك أوضحت مصادر وزارية أن موضوع المبادلة بين العسكريين المخطوفين وسجناء رومية لم يطرح في أي جلسة حكومية، وانه من الضروري أن يفرض نفسه بنداً للنقاش في الجلسة المقبلة الخميس إذا لم يتسن بحثه اليوم، باعتباره موضوعاً حساساً، وان على الوزراء الاطلاع على جميع الحيثيات والشروط قبل اتخاذ اي موقف.

وفهم أن عدداً من الوزراء سيعرض هذه المسألة مع مرجعياتهم، علماً أن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أعلن أمس الحاجة للإسراع في محاكمات الإسلاميين، موضحاً أن مبدأ المقايضة مرفوض، وهو الموقف نفسه الذي أكّد عليه وزير بارز في قوى 8 آذار عندما قال لـ «اللواء» أن التسوية المزعومة مع الارهابيين ضربة لهيبة الدولة ومصداقية القضاء، وهي سابقة ستفتح الباب للتنظيمات الإرهابية لابتزاز الدولة واستباحة امن اللبنانيين.