Site icon IMLebanon

ليتكم تقاطعون بكركي !

اهتمام بكركي بأولادها، ابناء الشريط الجنوبي الحدودي، ليس ابن ساعته، ولا هو تصرّف احادي من البطريرك بشارةالراعي، بل يعود الى بكركي مع البطريرك نصرالله صفير، الذي رفع الصوت قبل 25 ايار 2000، مطالبا الدولة بحماية ابناء الشريط قبل ان تطحنهم آلة الحرب «وهم نيام» او يضطروا للهرب الى اسرائيل طلبا للنجاة والحماية من عدوّ احتل منطقتهم بعدما تخلّت عنهم دولتهم، واوكلت امرهم الى التنظيمات الفلسطينية واللبنانية التي كانت تقاوم اسرائيل، وتعمل في الوقت ذاته على ضرب الجيش اللبناني وتقسيمه، تحت نظر اسرائىل، وقد نجحت في ذلك وانشقّ الجيش طائفيا ومذهبيا، اغلبية مسلمة كبيرة، بقيادة الملازم احمد الخطيب، واقليّة مسيحية، مع بعض المسلمين، بقيادة النقيب سعد حداد، بقيت على اتصال بقيادة الجيش التي كلّفتها البقاء في الجنوب وحماية القرى والبلدان الحدودية، التي انقطعت عاما عن الوطن الام، بحيث اصبحت اسرائيل المنفذ الوحيد لها على العالم، والمرجع الوحيد للعمل والسلاح، فاغتنمت اسرائيل هذه الفرصة الذهبية، لتوسّع بقعة احتلالها في منطقة الشريط، وتقيم علاقات اقتصادية وامنية وعسكرية واعلامية، شارك فيها جميع المذاهب والطوائف بنسب مختلفة، الاكثرية تحت ضغط الحاجة الى الرغيف والامن، والبعض طوعا وجريا وراء الكسب والتسلّط، وقد زادت الاوضاع اعتمادا على اسرائىل بعد وصول آلاف المسيحيين النازحين من قرى ساحل الشوف وشرق صيدا وبعض قرى جزين، الى المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل هربا من عمليات القتل والتدمير التي تعرّضت لها هذه القرى على يد تنظيمات فلسطينية ولبنانية مسلحة، لم يتوقف مسلحوها عن «الزحف المقدس» باتجاه مدينة جزين، الا بعد تدخل جيش لبنان الجنوبي وقصفهم، وقصف مدينة صيدا.

هذه العودة القصيرة لواقع الحال في تلك الايام، ليس الهدف منها تبرير التعاون مع العدو الاسرائيلي، بل للتأكيد على ان المسيحيين في لبنان، مثلهم مثل باقي الطوائف والمذاهب، كانوا على استعداد للتعاون مع الشيطان من اجل سلامتهم وسلامة قراهم ومدنهم، فوجدوا في اسرائيل هذا الشيطان المستعدّ لتقديم خدماته، ليس حباً بعيون المسيحيين وغيرهم، بل خدمة لاغراضه واهدافه التي ساعده على تحقيقها غياب الدولة المغلوبة على امرها، والمفككة، واذا كانت القوى اللبنانية التي تجرّد اليوم، حملة ظالمة ومسيئة ومعيبة ضد البطريرك بشارة الراعي، لانه لم يسمع «النصيحة» بعدم زيارة فلسطين والقدس ورعيته، لا تأخذ هذه الوقائع الحقيقة في الاعتبار، وتصرّ على الاتهام والتخوين والتهديد، فانها تؤسس مرة جديدة لعداء طائفي مع المسيحيين، خصوصاً وان الحملات تطاول رمزين من اهم الرموز المسيحية، هما بكركي ورئاسة الجمهورية، بشخص البطريرك الراعي والرئيس العماد ميشال سليمان، اضافة الى اكثر من 75 بالمائة من المسيحيين الذين دعموا زيارة الراعي الى فلسطين مهد المسيحية ومسقط المسيح، هم يدعمون مطالبته بعودة اللبنانيين الهاربين الى اسرائيل، من جميع المذاهب ويرفضون التطاول عليه من قبل فريق.

لا يقال لبطريرك انطاكية وسائر المشرق: اعتذر… ولا يمكن لاحد ان يطوّع بكركي او يخيفها، طالما ان هناك دما ينبض في العروق ومن غير المسموح ولا المقبول ان يصرّح احد النواب ممن يجهلون حتى طريق بكركي، انه نصح الراعي بعدم الذهاب ولم ينتصح، ولذلك فان «الوطنيين سوف يقاطعون الراعي».

قاطعوا ما طاب لكم… لأن بكركي في غيابكم، اقوى واجمل، واقرب الى الله، طريقها الوحيد، وناصحها الصدوق.