Site icon IMLebanon

مأزق السلسلة: إفادات بدل الشهادات!

مأزق السلسلة: إفادات بدل الشهادات!

الحريري لدعم دعوة الملك عبد الله .. وبكركي تتهم عون لعرقلة الرئاسة

  لم تكن مناسبة مريحة لأحد من اللبنانيين أن يمر الأول من آب، عيد الجيش اللبناني الـ 69، من دون احتفال رسمي برئاسة رئيس الجمهورية، كما يحدث كل سنة، ومع ذلك بقيت الأنظار متجهة الى أهمية توفير الدعم والالتفاف حول القوى الشرعية اللبنانية لاجتياز المرحلة الخطرة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية على وجه العموم.

وبرزت على هذا الصعيد، دعوة الرئيس سعد الحريري «للتفاعل إيجاباً مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمواجهة الإرهاب بكل تداعياته»، مؤيداً ما ذهب إليه الملك عبد الله «أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواءً أأتى من جماعات أو منظمات أو دول» (في إشارة الى إرهاب الدولة الاسرائيلية التي تمارس الجرائم والمجازر ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم، الذي يتفرج على تدمير غزة).

واعتبرت مصادر سياسية أن هذه الدعوة من شأنها أن تعزّز الوحدة الوطنية اللبنانية، لجهة رفض الإرهاب «المستتر برداء الإسلام» بشعارات لا تمتّ للإسلام بصلة، وتهدف الى تمزيق المجتمعات وإحلال الكراهية والتقاتل بين أبناء الأمة.

السنيورة في بكركي

 سياسياً، وفي الأول من آب، حيث كان من المفترض أن يحتفل لبنان الرسمي بعيد الجيش اللبناني، بمشاركة رئيس الجمهورية، الذي لم يُنتخب، رأى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، أن يزور بكركي، ويلتقي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مع وفد من الكتلة للتداول في الوضع في ضوء دخول شهر آب من دون انتخاب رئيس.

ووصف السنيورة عدم الانتخاب بالفراغ القاتل، داعياً لبذل المساعي الجادة للانتخاب، باعتباره أولوية مطلقة، لا يتقدّم عليها أي أولوية أخرى.

ولاحظ أن هناك من يعطّل الجلسات ولا يسمح بتوافر النصاب، الأمر الذي أوقعنا في المحظور».

وعلمت «اللواء» من مصادر نيابية شاركت في الاجتماع أن الهوّة آخذة بالاتساع بين الكنيسة المارونية والرابية، حيث تترسخ القناعة بأن النائب ميشال عون يجرّ الوضع المسيحي الى دائرة الخطر بامتناعه عن توفير نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

وقالت هذه المصادر أن الكنيسة تعرف أن عون وفريقه هو المسؤول الأول عن عرقلة انتخاب الرئيس.

وتحدث خلال اللقاء النواب المسيحيون فأشاروا الى أن خطر عدم انتخاب الرئيس (الماروني) لا يعني الطائفة المارونية فقط، بل هو يترك تأثيرات سلبية على كل المسيحيين، من روم أرثوذكس الى روم كاثوليك وأرمن، وسائر الأقليات المسيحية الأخرى.

السلسلة عقدة طارئة

 على صعيد الملفات العالقة، حصل تطور دراماتيكي على جبهة سلسلة الرتب والرواتب: فنقابياً، هيئة التنسيق تتحدث عن عودة الى نقطة الصفر، وتربوياً، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب أبلغ مَنْ يعنيه الأمر، أنه بصدد استبدال الشهادات الرسمية بإفادات من الوزارة مبنيّة على العلامات المدرسية بإنهاء الدراسة الثانوية في علوم الحياة أو العلوم العامة أو الإنسانيات والاقتصاد والاجتماع، ليُتاح للطلاب الالتحاق بالجامعات في لبنان والخارج.

مالياً، يعتبر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشمّاس أن موضوع السلسلة، ليس تربوياً ولا سياسياً، بل هو مالي، مشدداً على زيادة 1٪ على ضريبة القيمة المضافة، كنسبة موحّدة على الاستهلاك، مطالباً بنتائج الامتحانات المدرسية وإلغاء الامتحانات الرسمية في لبنان.

أما نيابياً، فالكتل النيابية، تكرّر مواقفها، علي خلفية الموافقة على السلسلة، والخلاف على الدرجات، والإيرادات، والتقسيط، والنسبة التي يتعيّن حذفها من الكتلة المالية الإجمالية لكلفة السلسلة، الأمر الذي جعل وزير المال علي حسن خليل يكشف عن تباينات، متحدثاً عن نقاش مفتوح، معلناً عدم ممانعة فريقه من حسم 10٪ من كلفة السلسلة، لكن «هناك طروحات لرفع نسبة هذا الحسم» (في إشارة الى اقتراح كتلة المستقبل برفع نسبة الحسم الى 15٪)، فضلاً عن النقاش حول ضريبة الـ T.V.A، والتراجع عن الاتفاق على أعطاء 6 درجات للأساتذة، فضلاً عن مدة تقسيط دفع السلسلة، متسائلاً: هل نريد أو لا نريد السلسلة، داعياً الكتل الى الذهاب الى الجلسة النيابية وطرح آرائها ورؤاها في المجلس، معتبراً أن هناك مشكلة تتعلق بمصير آلاف الطلاب وعشرات الموظفين، كاشفاً أن الرئيس نبيه بري على استعداد لدعوة المجلس للاجتماع في أقرب وقت ممكن.

وفي معلومات «اللواء» أن العقدة الطارئة التي نسفت الإيجابيات تتمثل أن كتلة التنمية والتحرير وافقت على زيادة 1٪ على T.V.A، لكنها اقترحت أن تعقد الجلسة النيابية، فإذا ما وصل التصويت الى هذه النقطة، ينسحب أعضاء الكتلة، ويصير التصويت على زيادة الـ T.V.A نقطة واحدة بأصوات الكتل الباقية.

وكشفت المعلومات أن الرئيس السنيورة رفض هذا الاقتراح وقال أنه لا يجوز تصوير تيار أو كتلة بأنه يقف في موقع غير مقبول من هيئة التنسيق، فإما أن يقرّ الاقتراح من قبل جميع الكتل أو لا يقرّ.

وقال مصدر نيابي أن هذه العقدة أعادت الأمور الى نقطة الصفر.

خليل في الرابية

 وإزاء هذه التداعيات، أوفد الرئيس بري الوزير خليل الى الرابية، حيث التقى على مدى ساعتين مع رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، بحضور الوزير بوصعب، وجرى نقاش في نتائج مباحثات وزير المال مع قوى 14 آذار ومع كتلة المستقبل حول السلسلة، وعدم حسم الاجتماع الأخير الذي عقد مع الرئيس فؤاد السنيورة، والنائب جورج عدوان والوزير وائل أبو فاعور، التباينات المتعلقة بالسلسلة، الأمر الذي أخّر دعوة المجلس للاجتماع.

وجرى عرض نتائج لقاء الوزير خليل مع هيئة التنسيق، وما أثير حول رغبة الوزير بوصعب إعطاء إفادات على غرار ما كان يحصل في سنوات الحرب، وموقف الهيئة، لا سيّما أساتذة التعليم الثانوي ونقابة المعلمين من هذه الخطوة، المرفوضة من قبل روابط المعلمين بقوة.

وعُلم أن خليل طلب من النائب عون ثني الوزير بو صعب عن هذه الخطوة، أو على الأقل، إرجاءها ريثما يصار الى تذليل التباينات في غضون أسبوع أو 10 أيام.

أما بو صعب فقال لـ «اللواء» ليلاً أن عون استمع من خليل الى أجواء الاجتماعات مع 14 آذار بشأن السلسلة، حيث تبين أن لا أفق للحل في هذا الموضوع، مما يعني حكماً عرقلة تصحيح الامتحانات الرسمية وغيرها من الأمور.

وكشف الوزير بوصعب أن الجنرال عون أكد أهمية متابعة وزير المال لاجتماعاته توصلاً الى حل، معلناً أنهما لم يحصل خرق معيّن فلا بد من اتخاذ قرارات مناسبة بهدف إنقاذ الطلاب. وإذ أبدى رفضه إعطاء إفادات للطلاب، كشف عمّا وصفه بتدبير مؤقت قد تلجأ إليه وزارة التربية يسمح للطلاب بالالتحاق أو الدخول إلى الجامعات، ريثما يتم التصحيح وتصدر النتائج الرسمية. وهذا التدبير يقضي باعتماد العلامات المدرسية للفصل النهائي، اما الطلاب الذين لم يتقدموا إلى الامتحانات النهائية، فيصار إلى اعتماد علامات الفصل الأوّل والفصل الثاني والمعدل. وذكر الوزير بوصعب بأن هذا الاجراء مؤقت إلى حين صدور النتائج الرسمية لشهادة البكالوريا، مؤكداً ان على الطالب الراسب تحمل المسؤولية.

وقال أن هذا الاجراء صائب بنسبة تسعين في المئة، وهو أفضل من جعل الطلاب رهائن.

لكن مصادر متابعة ذكرت أن الخليل نقل لعون حلاً من وجهتين:

1 – زيادة 1٪ على القيمة المضافة.

2 – خفض السلسلة بنسبة 10٪ وتقسيطها على سنتين.

وذكرت المصادر أن هذا ما تمّ التوافق عليه مع النائب وليد جنبلاط، وحزب الله وكتلة المستقبل ليست بعيدة عنه.

وكان عضو اللجنة النيابية المالية جمال الجراح (نائب في كتلة المستقبل) أن اللقاء بين السنيورة وخليل وأبو فاعور أسس لحل، متوقعاً اجتماعاً لحلحة أخرى في غضون الأيام الثلاثة المقبلة لمتابعة حلحلة النقاط العالقة.

خليل والهيئة

 وكان وزير المال ناقش على مدى ثلاث ساعات في مكتبه في الوزارة الخميس الماضي أرقام السلسلة، وحدود التنازلات الممكنة، وضرورة اتخاذ المبادرة لإنقاذ آلاف الطلاب، والشهادة الرسمية، فضلاً عن إنقاذ العام الدراسي المقبل.

وكشف نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ «اللواء» أن المفاجأة في الاجتماع مع وزير المال كانت الكشف عن نية بوصعب «المستعجلة» في إعطاء طلاب الشهادات الرسمية في مرحلة البكالوريا بفروعها الأربعة إفادات مدرسية بحجة مساعدتهم على الالتحاق بالجامعات.

وقال محفوض أن الهيئة عرضت امام وزير المال الآثار السلبية المترتبة على هذا القرار، وقيمة الشهادة اللبنانية، وطلب الأساتذة من خليل العمل على ثني أبو صعب للعودة عن هذا القرار.

وأشار محفوض إلى انه في حال اقدم الوزير بو صعب على مثل هذه الخطوة فطلاب الثانويات الرسمية هم الذين سيدفعون الثمن، لأن مدراء الثانويات سلموا العلامات إلى وزارة التربية، منذ شهر حزيران، وتُشير الارقام إلى أن 99٪ من الطلاب رسبوا في الامتحانات النهائية، لأن معظمهم لا يكترثون إلى الامتحانات المدرسية، ويبدأون بالتحضير للامتحانات الرسمية خلال الشهرين الأخيرين من الدراسة، لافتاً إلى أن التلاعب في العلامات سيتم في المدارس الخاصة التي لم تسلم سجل العلامات بعد إلى وزارة التربية.

وبشأن المفاوضات والصيغ المطروحة خلال الأيام الأخيرة حول الدرجات وتقسيط السلسلة، أكّد محفوض انه ما من جهة رسمية أو غير رسمية فاوضت الاساتذة أو هيئة التنسيق على صيغة محددة، وإنما المفاوضات تجري بين الكتل النيابية «ونحن بعيدين كل البعد عنها، ولن نقبل بأي شيء يصدر عنها يضرب السلسلة ومضمونها، مشدداً على ان الأساتذة موحدين حول مطالبهم كما هي دون زيادة أو نقصان، ولن نقبل بالمساومة ابداً».

تخرج رمزي

 رسمياً، لم تكن مناسبة العيد الـ69 للمؤسسة العسكرية كعادتها في غياب القائد الاعلى للقوات المسلّحة بسبب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واقتصر العيد هذا العام على احتفالات في الثكنات وعمّت المناطق اللبنانية، كعربون تقدير لجهودها في السهر على أمن اللبنانيين، وتحية لعناصرها الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الوطن.

وفي هذا السياق، أقيم امس، في الكلية الحربية – الفياضية، حفل تخرج رمزي لتلامذة ضباط دورة الرائد الشهيد روجيه حرفوش، ترأسه العميد الركن بطرس جبرايل ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، جرى خلاله تسليم البيرق للسنة الثانية، واداء قسم اليمين.

وزار العماد قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة، الكلية الحربية، في حضور قادة الاجهزة الامنية، حيث التقى ضباط الكلية والملازمين المتخرجين، وهنأهم بتخرجهم.

واقيم احتفال عسكري رمزي في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حضره رئيس الاركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلا قائد الجيش ، ونواب رئيس الاركان وقادة الاجهزة التابعة للقيادة، حيث جرت تلاوة امر اليوم الذي وجهه قائد الجيش الى العسكريين بالمناسبة، وعرض التحية من قبل الوحدات المتمركزة في مبنى القيادة، كما تم وضع اكليل من الزهر باسم العماد قائد الجيش على النصب التذكاري لشهداء الجيش.

كذلك اقيمت احتفالات مماثلة في قيادات المناطق العسكرية والقوات الجوية والبحرية، جرى خلالها وضع اكليل من الزهر على نصب الشهداء في كل منطقة.

وفي أمر اليوم، أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي «اننا باقون على عهدنا بالحفاظ على لبنان في وجه الاخطار الداخلية والخارجية التي تهدده»، معلناً أن «قسمنا اليوم، ونحن نستذكر التجارب المريرة التي عاشها لبنان، ونشهد على تلك التي تعيشها الدول المحيطة بنا، هو أن يكون جيشنا عنواناً للوحدة الوطنية وللتنوع والعيش المشترك الذي يمثل أبرز القيم اللبنانية الحضارية».

وقال «ان الظروف الصعبة التي نمر بها، وشغور موقع رئاسة الجمهورية، فرض علينا أن نتخذ قراراً بإلغاء الاحتفال المركزي بمناسبة عيد الجيش وتقليد السيوف للضباط المتخرجين، فرئيس الجمهورية وحده يرعى هذا الاحتفال. الأوّل من آب، تاريخ لن يمحى من ذاكرتنا.

الأمن

 امنياً، نجحت مخابرات الجيش اللبناني في اعتقال 7 سوريين في خراج مزارع شبعا، وذلك في إطار خطة استباقية دأب الجيش على اعتمادها، لمنع العناصر السورية وغيرها من الدخول خلسة إلى الأراضي اللبنانية.

في هذا الوقت، لم تغفل الأجهزة الأمنية ما تردّد على مواقع التواصل الاجتماعي (واتس آب) من أن جماعة «داعش» يتجهون لتنفيذ عمليات في بعض المناطق اللبنانية بعد العاشر من الشهر الجاري.