كتبت تيريز القسيس صعب:
هل تبدلت المعطيات والاجواء السياسية والاقليمية بعد اجتماع وزراء الخارجية امس في جدة، وهل بات لبنان يتأثر برياح التغيير المنتظرة خلال الايام المقبلة؟
الجواب ان الاجتماع الذي عقد في المملكة العربية السعودية غير المعادلات الدولية والاقليمية وحتى العربية ورسم اطر حل للمنطقة بأسرها بعد القرار السياسي بالقضاء على «الدولة الاسلامية».
مصدر ديبلوماسي عربي شارك في اللقاء، كشف لــ «الشرق» عن ان الايام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة على صعيد الاوضاع الاقليمية والدولية، كما قد تتبلور الصور السياسية اكثر فاكثر ان في العراق او في لبنان …
وفي هذا الاطار لم يبد المصدر تشاؤمه من وصول الامور الى نقطة اللاعودة، بل اكد ان رياح التغيير ستطاول لبنان حتما، وهذا الامر بوادره قد تظهر في القريب العاجل بحيث ان الاجواء السياسية ستتبدل، وهذا ما بدا فعلا عبر التصاريح السياسية لمختلف المسؤولين والقيادات في لبنان، وسيكون للبنان رئيس للجمهورية بعدما اتخذ القرار الدولي والاقليمي بذلك.
واشار المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه الى ان اسبابا عدة غيرت الاجواء الداخلية من مسألة الارهاب الى «داعش»، وما حصل في العراق من تغييرات سياسية في الحكومة وما هو منتظر منها، وصولا الى الدعم القوي الخارجي لتقوية الجيش ومساندته في دعم الارهاب، والاهم من كل ذلك اعتبار لبنان ركيزة ومعقلا للوجود المسيحي في الشرق، بعد الاضطهاد الذي حصل لمسيحيي الشرق في العراق وغيرها.
من هنا فان المصدر عول على الاتصالات الخارجية المتسارعة في التوصل الى اسم رئيس توافقي يرضى به الجميع من دون استثناء ولا يكون مستفزا او معارضا لاية جهة سياسية، وبالتالي فان ما توصلت اليه الاتصالات حتى الساعة تشير الى قرب انتخاب رئيس جديد للبنان، نظرا للمعطيات والتغييرات، وهذا الامر لن يحصل ما دام لم يقترن بموافقة دولية – عربية اوروبية وحتي فاتيكانية.
وعليه فان الاوساط العربية تترقب عودة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الولايات المتحدة، بحيث ان الموضوع الرئاسي استحوذ اهتمام البطريرك مع الرئيس الاميركي باراك باواما والمسؤولين في الكونغروس، كما ان الاوساط الفاتيكانية المعنية تعول على اتصالات الراعي وما حمله من افكار ونوايا الى الولايات المتحدة بضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبحسب المصدر العربي، فان اللقاء الذي جمع وزيري خارجية السعودية سعود الفيصل والاميركي جون كيري، كان الموضوع الرئاسي من ابرز بنود المحادثات الثنائية، بحيث علم ان الطرفين اتفقا على تسهيل انتخاب رئيس لتقوية ودعم رأس الدولة في شتى المجالات ان عبر المساعدات العسكرية للجيش او عبر محاربة الارهاب.