Site icon IMLebanon

ما بعد مطار بن غوريون

في حرب تموز العام 2006، رفع الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله شعار «أنّ صواريخ المقاومة اللبنانية، سوف تصل الى حيفا، وما بعد بعد حيفا»..

الحمد لله، فقد وصلت الصواريخ الى «ما بعد بعد حيفا»، لكن السؤال: كيف ولماذا ومتى؟ والجواب أنّ أحداً لا يعرف شيئاً؟!

في حرب تموز -حيث رفع «حزب الله» رأسنا عالياً، متحدّياً غطرسة العدو الاسرائيلي الظالم- استطاع الحزب أن يردعه بصواريخ خلقت «توازن رعب»… لكن من ناحية ثانية، لو نظرنا الى عملية تحرير عدد محدود من الأسرى لتوقفنا طويلاً أمام ما كلفت اللبنانيين، حيث سقط خمسمائة قتيل، ونحو خمسة آلاف جريح، ناهيك بتدمير البنى التحتية والجسور والمنشآت التي كلفت نحو خمسة عشر مليار دولار أميركي…

هذا ليس مهماً، المهم أنّ «بندقية المقاومة» التي كانت على الحدود مع فلسطين المحتلة تبدّل اتجاهها -(ومن أسف شديد نقول إنّنا نسينا «إسرائيل» التي بموجب القرار 1701 أبعدت عن الحدود نحو خمسة كيلومترات)- وتوجّهت (أي هذه البندقية) الى داخل بيروت… هذا ما حصل في السابع من أيار من العام 2008، يوم اجتاح «سلاح المقاومة» العاصمة، وحصل ما حصل، لا لشيء، سوى لأنّ الحكومة اللبنانية كانت ترغب في نقل ضابط من مطار بيروت، وسألت عن إحدى الكاميرات المزروعة -خلافاً للقانون- على أحد مدارج المطار، وكانت الذريعة أنّ هذا غير مقبول عند المقاومة بحجة أنّه يهدّد الأمن القومي..

لقد نسينا «إسرائيل» بالفعل، وذهبت «المقاومة» بعيداً عن أهدافها، فهي اليوم موجودة في سوريا من أجل حماية النظام السوري الساقط بذريعة حماية المقدسات الدينية.. في السيّدة زينب، وفي حمص وفي حماة وفي القُصير وفي النبك وفي القلمون… ولا نعلم أين تكون غداً أو بعد غد؟!. فعلينا أن نسأل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي عنده «الخبر اليقين»…

أقول هذا، ولا أخفي قلقي وخوفي على غزة، وأهل غزة، وعلى كل الاخوة المقاومين في غزة، الذين استطاعوا بصمودهم وبتضحياتهم الكبيرة وببسالتهم، أن يتحدّوا الآلة العسكرية الاسرائيلية التدميرية والتي تصنّف بأنّها خامس أقوى قوة في العالم وتمكنت صواريخهم من الوصول الى مطار بن غوريون، رغم الحديث عن «القبة الحديدية» وغيرها…

مصدر خوفي الكبير هو في هذا السؤال، وماذا بعد مطار بن غوريون؟ وماذا ستحقق هذه الحرب؟ وكيف نتحمّل سقوط آلاف الشهداء والجرحى مقابل عشرات القتلى من الاسرائيليين، ومن سيعوّض على أهل غزة؟!

أخشى ما أخشاه، وهو الخوف الأكبر، أن يكون ما يحصل في غزة مقدمة لدور، لا أعلم ما هو، دور مدبّر للمقاومة الباسلة في غزة؟!