Site icon IMLebanon

مبعوث دولي ل الحل النائم  ولا مبعوث للحرب الفاجرة !

في أجواء أعاصير الحروب والعنف والدم التي تجتاح المنطقة، من العربدة الاسرائيلية في غزة والى النسخة الحوثية الجديدة من حرب اليمن، ومروراً بالغزو الداعشي لبلاد العراق والشام، يمر اعلان الأمم المتحدة عن تعيين الدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا كوسيط دولي في سوريا، كخبر باهت لا يستوقف أحداً… ويبدو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكأنه يعيش في هذه الآونة في عالم آخر افتراضي يسوده الهدوء والسكينة والأحلام الوردية، وفي حالة انقطاع وانفصال عن الواقع الملتهب في العالم المندرج في صلب اختصاصه، من أوكرانيا والى الشرق الأوسط، فلم يشغل باله ويؤرق لياليه سوى تعيين خلف للمبعوث السابق الأخضر الابراهيمي الذي لم يقل كلمته، بل صمت ومشى!

هذا التعيين يطلق العديد من الأسئلة، ليس من منطلق القلق على المصير، وانما فقط بداعي الفضول! ومن هذه الأسئلة: ما هو الداعي الملحّ لهذا التعيين في هذه الحشرة بالذات؟ وما هي بارقة الأمل في المسعى لحل سلمي أو سياسي والتي لاحت في الأفق السوري ورآها الأمين العام الدولي ولم يرها أحد غيره؟ واذا لم تكن في الأفق المنظور بارقة حل للأزمة السورية فما هي المهمة الحقيقية الموكلة الى المبعوث الدولي الجديد غير عدّ الأيام وقبض الراتب؟! وبما أن أعراض الزهايمر لم تظهر بعد على الأمين العام بان كي مون، فإن التفسير المحتمل لهذا التعيين هو توافر ظروف مقبلة يعرفها هو وحده، وستظهر ملامحها لاحقاً ربما…

يختلف تعيين المبعوث الجديد دي ميستورا السويدي عن سابقيه في هذا المنصب، الأخضر الابراهيمي الجزائري وكوفي أنان الغاني، في أنه مبعوث للأمم المتحدة وحدها وليس للمنظمة الدولية والجامعة العربية معاً، كما في السابق. وربما كان الأمين العام محقاً في حذف الجامعة من المهمة بعد أن حذفت الجامعة نفسها من دائرة الاهتمام بالواقع العربي، وربما حذفت نفسها من الوجودد أصلاً! غير أنه من غير المفهوم لماذا اقتصر تعيين دي ميستورا كمبعوث لسوريا وحدها، وليس كمبعوث الى سوريا والعراق معاً؟ ولو كان الأمين العام منسجماً مع الواقع لفعل ذلك لكي يكتسب المبعوث الجدديد الصفة الداعشية أيضاً، على اعتبار أن داعش أزالت الحدود بين سوريا والعراق، واقترن ذلك بمباركة من المعلم الكبير، معلم الجميع… الولايات المتحدة الأميركية!

السؤال الأخير الى بان كي مون: اذا كان الحل النائم للأزمة السورية قد استحق مبعوثاً دولياً، ألا يستحق الفجور الاسرائيلي الدموي في غزة ارسال أي مبعوث دولي؟!