مخاوف من امتداد الفراغ الى أيلول والتمديد لمجلس النواب التقارب الإيراني ــ السعودي يُركّز على اليمن والبحرين
تبدي جهات سياسية عديدة مخاوفها من إطالة أمد الفراغ إلى أيلول المقبل، وذلك بناء على معطيات إقليمية ودولية، وفي ضوء المحطات السياسية المرتقبة في المنطقة، حيث أن لبنان مرشّح للبقاء في دائرة الترقّب والإنتظار في الأشهر المقبلة، بما يعني أن ما من إنتخابات رئاسية ستحصل في المدى المنظور، وقد كشف أحد النواب المخضرمين في مجلس خاص، أنه لن يكون أي رئيس جديد للجمهورية قبل فترة شهرين على الأقلّ، كما توقّع عدم حصول الإنتخابات النيابية في موعدها المقرّر، مؤكداً أن كل المعطيات الداخلية تؤشّر إلى أن المجلس النيابي سيعمد إلى التمديد لنفسه لفترة سنة أو أكثر.
أما عن الدوافع التي ستحول دون حصول هذه الإستحقاقات في وقت قريب، فإن النائب المخضرم نفسه، تحدّث عن غياب مطلق لأي توافق بين الأطراف السياسية، أي مكوّنات 8 و 14 آذار، حيث يتكرّس يوماً بعد يوم الشرخ العامودي بينهما، فيما تزداد الأوضاع السياسية توتّراً نظراً لارتباط أكثر من طرف محلي بقوى خارجية وإقليمية وبتطوّرات وأحداث سياسية تحصل في عواصم مجاورة، وقد ساهم في زيادة الإحتقان ما سجّل على هامش الإنتخابات الرئاسية السورية في اليرزة خلال الساعات الماضية، والتي أعادت إلى الواجهة الخلافات المستحكمة التي كانت قائمة بين 8 و 14 آذار، بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبالتالي، فإن ما يحكى عن تقارب سعودي ـ إيراني قد يكون بدأ يشقّ طريقه بعد المعلومات عن زيارة قريبة قد يقوم بها وزير الخارجية الإيراني أحمد جواد ظريف إلى المملكة العربية السعودية، بناء على دعوة من نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، بمعنى أن هذه الزيارة ستترك تداعيات إيجابية على أكثر من ملف في المنطقة، ولا سيما على الساحة اللبنانية، هذا مع العلم أن زيارة ظريف إلى السعودية، تأتي في سياق علاقة البلدين، ولكن المتابعين لمجريات العلاقة بينهما يستبعدون أن تؤدي إلى تحقيق تسوية في المدى المنظور على صعيد الإستحقاق الرئاسي اللبناني قد تكون شبيهة بتسوية الدوحة والتي أدّت آنذاك إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ومردّ ذلك إلى أن المسألة اللبنانية قد أضحت مرتبطة إلى حدّ كبير باستحقاقات المنطقة، ولا سيما الإنتخابات الرئاسية السورية والعراقية، إضافة إلى أن العلاقة بين سوريا النظام ودول الخليج تزداد سوءاً، خصوصاً في ظل استمرار دعم الدول الخليجية للمعارضة السورية المعتدلة.
وأضاف النائب ذاته، أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير، والذي أكد فيه دعم إدارته للمعارضة السورية في كل المجالات، سيؤدي إلى زيادة التعقيدات في الملف اللبناني، وسينعكس سلباً على أكثر من ملف في لبنان، كما في المنطقة، لا سيما وأن عواصم القرار العربية تصرّ على انسحاب «حزب الله» من سوريا، وتطرح تحفّظات على دور الحزب في هذه المرحلة، مما يشير إلى عدم وجود حماس عربي ودولي للتعاطي بالإستحقاق الرئاسي اللبناني.
ومن هذا المنطلق، فإن الأولويات السعودية والإيرانية تركّز على أزمتي اليمن والبحرين، وليس انتخابات الرئاسة في لبنان، مما يكشف بأن المأزق الرئاسي مرشّح إلى التطوّر بشكل سلبي في المرحلة الآتية، حيث من المتوقّع أن تشهد خارطة التحالفات السياسية عملية خلط أوراق، قد تؤدي إلى المزيد من الإصطفافات، كما ستدفع نحو ظهور أكثر من مرشّح للرئاسة، وربما أحياناً داخل البيت الواحد. لكن هذه الوقائع لا تلغي إمكان حصول مفاجآت كما حصل بالنسبة لعملية تشكيل الحكومة السلامية، حيث تمت حلحلة الأمور بعد عشرة أشهر من الجمود.