يستعد باراك أوباما لعرض استراتيجيته لمكافحة داعش في العراق وسورية. وقال أحد السياسيين العرب إن جورج دبليو بوش خرب منطقة الشرق الأوسط بتدخله في العراق وأوباما سيخربها بعدم التدخل في العراق وسورية لمكافحة داعش.
داعش في لبنان هو حديث الساعة وهو الوحش الذي دخل لبنان من حدوده مع سورية إلى عرسال حيث خطف أبناء جيشه ضحايا قتال حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد. رئيس حكومة لبنان تمام سلام قال إن حكومته ترفض المقايضة، أي الإفراج عن الموقوفين في سجن روميه وتفضل الاعتماد على جهود تفاوض الأشقاء القطريين. لكن في نهاية الأمر ستضطر الحكومة إلى المقايضة لإعادة أبناء جيش أبرياء لأهاليهم. إن الوحش «داعش» يحتاج إلى أكثر من المؤتمرات الدولية التي تستعد فرنسا لعقدها ربما في الأسبوع القادم في ١٥ أيلول (سبتمبر)، علماً بأن التاريخ لم يتم تحديده بعد. واقترحت الولايات المتحدة تاريخ ١٥ للمؤتمر الدولي في باريس. على أن يليه مؤتمر دولي ينظمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك على هامش الجمعية العمومية في التاسع عشر من الشهر الجاري.
لكن السؤال هل تشارك إيران وروسيا في هذا المؤتمر وماذا ستكون نتيجته؟ فهناك من يرى أنه ما دامت لن تتدخل جيوش متعددة الجنسيات مؤلفة من ائتلاف غربي وعربي على الأرض فلا يمكن مكافحة داعش في سورية وفي العراق. وهذا لن يحصل لأن أوباما والشعب الأميركي ضد التدخل العسكري على الأرض. فأوباما سيعتمد على القصف الجوي وعلى طائرات تجسس من دون طيار لمكافحة هذا الوحش المخيف الآتي من سجون بشار الأسد الذي استخدمه في البداية، والذي خرج عن سيطرته الآن. ولبنان الدولة الأكثر هشاشة حالياً بالنسبة إلى «داعش»، فحرب حزب الله في سورية أدخلته في المستنقع السوري الذي صدّر داعش إلى قراه الحدودية ويهدد الآن الاستقرار الهش فيه. ويقول بعض الأوساط الإعلامية في الغرب ومجموعات الضغط التي تعمل لحساب بشار الأسد وجماعته، إن التنسيق مع النظام السوري لمكافحة إرهاب داعش أصبح ضرورة. ولكن لحسن الحظ أن الحكومات الغربية، الأميركية والبريطانية والفرنسية، تؤكد حتى إشعار آخر أنه لا تمكن العودة إلى الحديث مع نظام أطلق هذا الوحش الإرهابي. حتى الأولاد في لبنان يتحدثون عن داعش كأنه وحش فيلم سينمائي للذعر.
صحيح أن استراتيجية مكافحة داعش ستأخذ وقتاً طويلاً، لكن التعبئة الدولية لن تنجح إذا بقي أمن لبنان بالغ الهشاشة كما هو الآن، فمعالم الدولة فيه منهارة من دون رئيس جمهورية مع مجلس نيابي سيمدد لنفسه ويفقد شرعيته، وطبقة سياسية منقسمة مع كراهية بين أعضائها تزداد يوماً بعد يوم. أما في سورية، فالنظام لم يعد يسيطر إلا على حوالى ٤٠ في المئة من البلد، والباقي تحت سلطة الوحش داعش. في الأيام الأخيرة تقدم الجيش الحر على داعش. والكارثة أن الجيش الحر يقاتل على جبهتي النظام وداعش.
والسؤال اليوم: كيف نحمي لبنان من خطر داعش واللاجئين السوريين يتغلغلون في البلد، منهم الأبرياء الذين اضطروا إلى مغادرة بلدهم، فيما تمثل مجموعات أخرى أرضاً خصبة بإمكان داعش أن يستخدمها داخل لبنان. فالخطر كبير، وعلى الدول التي تريد إطلاق استراتيجية لمكافحة وحش داعش أن تهتم أساساً بدعم اللاجئين السوريين أينما كانوا، وخصوصاً في لبنان، وإلا فإن خطر داعش سيزداد في كل المنطقة.