Site icon IMLebanon

مصادر ديبلوماسيّة : لبنان أمام أسابيع مفصليّة سياسياً وأمنياً توجّه الى إشعال جبهة عرسال.. وأصداؤها قد تصل الى بيروت

 

تبدي مصادر ديبلوماسية مطلعة قلقها على مسار الأوضاع في لبنان والذاهبة إلى ما لا يحمد عقباه في المرحلة المقبلة بحيث ينقل عن الموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي بأن ما سمعه خلال لقاءاته في الأمم المتحدة قبل عودته إلى لبنان، لا يوحي بالإطمئنان إذ يعتقد بعض سفراء الدول الكبرى بأن لبنان قد يدخل في حرب غزة بطرق عديدة سياسية وأمنية ولوجستية ولا يمكنه بفعل تركيبته السياسية أن ينجو من هذه الحرب، والتي ستترك آثارها السلبية على حدوده الشمالية مع إسرائيل، ولهذه الغاية علم وفق المصادر الديبلوماسية ان بلامبلي يقوم باتصالات مكثّفة على خطين داخلي وخارجي وذلك عبر تواصله مع المسؤولين اللبنانيين للقيام بجهد استثنائي لضبط الحدود مع إسرائيل وبالتالي مع الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين أمميين ودوليين.

وفي هذا الإطار، ينقل عنه من خلال هذه الحركة الديبلوماسية التي يضطلع بها في هذه المرحلة ارتياحه لمسار الإتصالات ولدور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختصة في ضبط عملية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية والسيطرة على الأرض للحد من القيام بهذه الأعمال،خاصة وأن هذا الأمر قد ترك إلى الآن بدوره ارتياحا لدى الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، تقول المصادر أن هذه المخاوف الناتجة عن حرب غزة لا تقتصر على ما يجري من حرب طاحنة بين الفلسطينيين وإسرائيل وتداعياتها على الداخل اللبناني، بل ثمة معلومات خطيرة جداً حول تصعيد مرتقب في منطقة البقاع ولا سيما منطقة عرسال والسلسلتين الشرقية والغربية، إذ ينقل عن ديبلوماسيين لهم شأنهم واتصالاتهم ومعلوماتهم، بأن هذه المناطق ستشهد معارك طاحنة وعمليات كرّ وفرّ والطامة الكبرى تتمثّل بانعكاس مجريات هذه الأحداث على الساحة اللبنانية بمجملها لجملة أسباب وعناوين لا سيما وأن أصداء هذه المعارك قد تصل إلى مناطق لبنانية كثيرة بما فيها بيروت والضواحي من خلال السيناريو الإقليمي والخارطة المرسومة للمنطقة، بمعنى أن تنفيذهما سيولّد حالات مذهبية وطائفية على الساحة اللبنانية. وتشير المعطيات الراهنة إلى أن هذا المخطّط الساري المفعول إقليمياً عبر ما يحدث في غزة وسوريا والعراق ولبنان يتم تنفيذه عبر مخطّطات وآليات سياسية وميدانية تقضي بإشعال هذه المنطقة وتلك وفق مقتضيات المرحلة، ولهذه الغاية فإن المعلومات المستقاة من الديبلوماسيين المعنيين تؤشّر إلى توجّه يفضي نحو إشعال جبهة عرسال وكل المنطقة المترامية الأطراف ما بين لبنان وسوريا والإستعدادت الميدانية من كلا الأطراف جارية على قدم وساق نحو تسعير الأعمال العسكرية، وهذا ما تؤكده التقارير التي تصل الجهات المعنية ناهيك عن المشاهدات على الأرض من قبل المتابعين والمواكبين لمسار هذه العملية.

من هنا، تعتقد المصادر الديبلوماسية المذكورة، بأن الأسابيع الثلاثة المقبلة، ستكون على قدر كبير من الأهمية على المستويين السياسي والأمني، إذ هنالك ترقّب لما ستفضي إليه المعركة العسكرية في غزة، وكيف ستنتهي وما ستفرزه من واقعين سياسي وميداني، إضافة إلى مدى ارتدادات وانعكاسات هذه الحرب ونتائجها على الساحة اللبنانية والواقع الفلسطيني المتواجد على الأرض اللبنانية، وذلك في ضوء استعادة المخيمات الفلسطينية شيئاً من ماضيها في سياق المعارك التي كانت تحصل في الجنوب اللبناني، وذلك بالتوازي مع النتائج التي ستترتّب عن معركة القلمون ودمشق وضواحيها وحلب، إلى التغيير الديمغرافي الحاصل في العراق وتحديداً بالنسبة للنزوح المسيحي، فكل هذه العوامل سيكون لها وقعها على لبنان، في سياق أجواء لا توحي بالتفاؤل حول أوضاعه الهشّة، ما يعني أن البلد مقبل على مرحلة في غاية الصعوبة، وهذا ما ستكشفه الأسابيع القليلة المقبلة، في حين أن المجتمع الدولي يعطي اهتماماته وأولوياته لما يحصل في غزة والعراق، وهنا مصدر المخاوف من ترك الساحة اللبنانية فالتة على غاربها.