توالت الصرخات مؤخراً من كبار المسؤولين حول ما يحيط بالبلد من مخاطر ومخاوف لا تحمد عقباها، ولعل صرخة رئيس الحكومة وتحذيره من مغبة ما قد نصل اليه خلال إفطار دار الأيتام الاسلامية، الا دليل على هشاشة الأوضاع برمتها، وبالتالي تقول مصادر مقربة من رئيس الحكومة ان الرئيس سلام دقّ ناقوس الخطر حكوميا «لأن أهل مكة أدرى بشعابها»، وهو الصابر على المحاولات الجارية لتفجير حكومته لم يعد قادراً على تحمّل ترهات البعض خصوصاً وان البلد على حافة الهاوية وعلى كفّ عفريت وإن لم يكن العفريت على كفّه.
من هنا، ترى المصادر نفسها ان كلام سلام تحذيراً لما قد يحصل لاحقاً في حال استمرت الأمور على ما هي عليه باعتبار الخلافات داخل الحكومة أضحت تنذر بعواقب وخيمة ربما قد تصل في المرحلة المقبلة الى ما سبق وشهده البلد ابان حكومات الرئيس فؤاد السنيورة وحكومة الرئيس سعد الحريري من خلال اعتكافات او استقالات وأقله تعطيل عملها وفرملتها، وازاء ذلك تؤكد المصادر ان سلام لن يسمح بتمرير هذه الأوضاع بل سيحسمها سريعاً ولن يغطّي اي خلل حيث سيسمّي الأمور بأسمائها.
وتقول مصادر في فريق 14 آذار ان البعض يعمل على ضرب الحكومة بعد اخفاقات البعض في الوصول الى قصر بعبدا بمعنى ثمة محاولات وسيناريوهات عدة تُطبخ للنيل من الحكومة وصولا الى فرطها، وعندها يصبح الفراغ شاملاً في البلد وعندئذ لا رئيس جمهورية ولا حكومة ومجلس نيابي مشلول ممدّد له وحينها يدعو أرباب التعطيل لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم انتخابات نيابية مبكرة باعتقادهم انهم سينالون الأكثرية النيابية، ليصلوا بحسب هذا المخطط الى انتخاب رئيس للجمهورية ويكلفون شخصية من فريقهم وحكومة من لون واحد، اي هنالك اعداد لانقلاب شامل امام ما يحيط بالبلد من تحوّلات ومتغيّرات ووقت ضائع وهشاشة في الأوضاع السياسية والامنية والاقتصادية.
وتكشف المصادر في 14 اذار عن اجواء غير مريحة وربما تطورات دراماتيكية في الأيام القليلة المقبلة سياسياً وأمنياً، باعتبار المواقف السياسية التي صدرت عن البعض من مبادرة العماد ميشال عون الى الهجوم على الطائف وسوى ذلك من طروحات ومواقف قد تكون مقدّمة لمرحلة صعبة أو اذا صح التعبير انقلابية والتحولات ستصل لبنان قريبا وعلى كافة المستويات والصعد، ولهذه الغاية جاءت صرخة رئيس الحكومة معبّرة وصادقة وفي توقيتها الصحيح كونه يُدرك ماهية الأوضاع برمتها والأجواء المحيطة بحكومته، فملف الجامعة اللبنانية مشتعل ولن يكون الأخير بل ثمة ملفات كثيرة قد تُشعل الحكومة لا سيما وأن البلد يعيش لحظات مصيرية ومفصلية وأوضاع هي الأخطر، ناهيك الى الشأن الأمني حيث حرب غزة باتت على مرمى حجر من الحدود الشمالية وبالمحصّلة أضحت كافة الحدود مع سوريا واسرائيل مفتوحة على كافة الاحتمالات وسط فلتان حدودي غير مسبوق ولبنان بات بمثابة الكمّاشة وفي فم التنين.
ويُردّد احد المراجع السياسية في مجالسه لدى سؤاله عن الأوضاع بالقول «الله يستر» اذ يشير الى هذه الكلمة مراراً باعتباره ملماً بما يخطَّط للبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات وتغيّرات تتّسم بالخطورة.