ذكرت بالإغراءات التي قدّمها الحريري لعون وحزب الله لتسهيل عودته
مصادر قريبة من الرابية: لن يكون على رأس الجمهوريّة من يكنّ العداء للمقاومة مهما طال الشغور
المؤتمر الصحافي الذي عقده الجنرال ميشال عون والذي اقترح فيه النظام الرئاسي، بدل انتخاب الرئيس في مجلس النواب، كان يجب أن يعقده منذ فترة سابقة، الا ان التطورات السياسية والامنية التي شهدها لبنان والمنطقة، فرضت تأجيله لاكثر من مرة على حدّ قول مصادر مقربة من الرابية، حيث اعتبرت كل الاستنتاجات التي ذهبت نحوها مخيلات بعض مما تبقى من قوى 14 آذار، خصوصاً في الوسط المسيحي والتي تحدثت عن الاسباب الافتراضية التي دفعت العماد عون لطرح النظام الرئاسي بدل انتخاب الرئىس في مجلس النواب، لا سيما تلك المرتبطة المرتبطة بالحوار الذي يجريه العماد عون مع «تيار المستقبل» منذ عام 2008 وعندما اعلنت وشنطن عن رفضها لهكذا حوار وتوقف، ولم يعد احد في «تيار المستقبل» او في 14 آذار باستطاعته ان ينبث ببنت شفة بعد الاوامر الاميركية. وتضيف المصادر انه عندما بادر الجنرال عون الى الحوار مع تيار المستقبل اراد ان يعم نجاح وثيقة التفاهم مع حزب الله على الاطراف اللبنانية من اجل الحفاظ على وحدة لبنان وعيشه المشترك، ولم يكن حينها الحوار مرتبطاً برئاسة الجمهورية.
واكدت الاوساط ان العماد عون يمتلك كامل الحق بتوليه رئاسة الجمهورية، ليس فقط لانه يمتلك اكبر كتلة نيابية، بل لانه أكثر الشخصيات تأييداً من غالبية الشعب اللبناني، والعماد عون لم يستجد رئاسة الجمهورية من أحد، التي هي حق له. واستغربت الاوساط سعة صدر العماد عون وصبره طيلة هذه الفترة على «اطفال» السياسة في لبنان. وتابعت المصادر ان الافكار التي طرحها العماد عون بمؤتمره الصحافي تصلح لأن تكون اساسا وقاعدة لنقاش وطني حقيقي تبحث فيه كل القضايا العالقة، منها انتخاب رئيس للبلاد، ايجاد قانون للانتخابات النيابية المقبلة، والعماد عون لم يتوهم القوة يوماً، لانها حقيقة في ذاته وهو الذي يرغب للجمهورية رئىساً قوياً وليس لادارة الازمات التي ينتجها اتفاق الطائف من حين لآخر، ولكن على المتوهمين بقوة «داعش» ان يثبتوا انهم اقوياء ويأتوا برئيس للجمهورية من المرشحين الكوميديين.
وطمأنت الاوساط كل القوى السياسية، بانه لن يكون على رأس الجمهورية من يكنّ العداء للمقاومة ولن يأتي الا الرئيس الصديق للمقاومة، مهما طال الشغور في موقع الرئاسة.
ولفتت الاوساط السياسية الى نوعية ردود الفعل على اقتراح العماد عون، والتي جاءت كبيان مستنسخ اكثر من مرة وفي اكثر من مكان، وبعبارات مشتركة، مفادها «هل كان الجنرال ليقدم على هذا الاقتراح لو انه حصل على وعد بدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية من رئىس اكبر كتلة نيابية في مجلس النواب»؟ وكأن هذه العبارات تضمنها بيان مكتوب مرسل لعدد من العاملين في بعض المؤسسات الاعلامية، ونسقوا توزيع الجمل والعبارات على بعضهم البعض. وذكّرت الاوساط هؤلاء بحجم الاغراءات التي قدمها رئىس اكبر كتلة نيابية في مجلس النواب اللبناني الرئىس سعدا لحريري، لحزب الله والجنرال عون من اجل تسهيل عودته لرئاسة الحكومة وابدى استعداده لتقديم اكثر مما يتوقع الجميع. لكن كل هذه الاغراءات سقطت بعدما انحرفت عن مسارها الطبيعي وذهبت بالاتجاه الخطأ ولدى الاشخاص الذين لا يقيمون وزنا لتلك الاغراءات، لكن هناك من يحسن تلقفها. واشارت الاوساط السياسية الى أن ردود الفعل على ما قدمه العماد من افكار لم تكن بمستوى ما قدمه، فبدل ظهور ردود الفعل الموضوعية والمنطقية التي تسعى لحوار ونقاش حول كل ما طرح، فانكبت مجموعة على تسجيل ردود فعل شتائمية بات العماد عون وحزب الله السبب بارتزاقها.