Site icon IMLebanon

مصادر نيابية: بكركي تحثّ الأقطاب الموارنة على التنازل لإنقاذ الجمهورية بدلاً من الفوز في الرئاسة

فيما تزدحم الملفات السياسية، كما الإجتماعية، عشية نهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تدخل الساحة الداخلية منعطفاً بالغ الخطورة مع تعدّد السيناريوهات المرتقبة حول مرحلة الفراغ الرئاسي المقبل.

وفي هذا المجال، تقول مصادر نيابية مطّلعة على كواليس بكركي، أن البطريركية المارونية ما زالت تتوقّع إنجاز هذه الإنتخابات في الفترة القصيرة المتبقّية والفاصلة عن تاريخ الخامس والعشرين من أيار الجاري، مستندة في مقاربتها «التفاؤلية» هذه إلى وعود كانت قد تلقّتها من أكثر من مرجعية سياسية إلى أن كل الجهود ستتركّز في الأيام الآتية على إيجاد أرضية توافق تسمح ببلورة مشهد الإنتخابات الرئاسية، وتفادي الذهاب إلى إعلان الفشل على هذا المستوى، وبالتالي، التسليم إلى القوى الخارجية الإقليمية والدولية بتولّي المسؤولية في الإستحقاق الرئاسي، واختيار الرئيس «التوافقي».

وخلافاً لكل الأجواء السائدة بأن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية قد حلّ مبدئياً، وأن هناك سيناريوهات يجري الإعداد لها تبدأ بتولّي حكومة الرئيس تمام سلام صلاحيات الرئيس، على أن تستمرّ المشاورات النيابية في ما بعد 25 ايار تمهيداً للوصول إلى اتفاق سياسي برعاية خارجية يؤمّن انتخاب شخصية من خارج الأسماء المتداولة، وذلك على الرغم من استحالة حصول مثل هذا الإتفاق في المرحلة الإقليمية الراهنة، والتي لا يزال عنوانها الأساسي خلط الأوراق. وكشفت أن هذه العملية تحمل في طياتها إعلان نوايا إيجابية سيصدر عن بعض عواصم القرار في المنطقة، وسيتناول في جزء أساسي منه الملف الرئاسي اللبناني. ومن هنا، اضافت المصادر النيابية نفسها، أن هناك وقتاً «مستقطعاً» يمرّ وبثقل على الساحة الداخلية، حاملاً معه أكثر من احتمال، ولكنه لا يلغي بالضرورة إمكان حصول الإتفاق المحلي تماشياً مع تطوّر المعادلات الإقليمية.

وفي إشارة واضحة إلى المفاوضات الإيرانية ـ السعودية التي يجري الإعداد لها، قالت هذه المصادر، أن استقرار الوضع الأمني يشكّل دلالة أكيدة على الثوابت في مرحلة ما بعد 25 أيار، وفي مقدّمها بقاء الستاتيكو الأمني، كما الحكومي، على حاله، وتقليص كل احتمالات «الخربطة»، أو الخضّة الأمنية عشية الإتفاق النهائي على الإستحقاق الرئاسي. وأكدت أن هذه المعطيات قد أبلغت إلى بكركي، وأدّت إلى اطمئنان المرجعيات المسيحية لسلامة الوضع فيما لو تعثّرت عملية الإنتخاب في الجلسة النيابية المقرّرة في 22 الجاري. وإذ لفتت المصادر نفسها إلى أن «حزب الله» قد أعلن صراحة أنه لن يشارك في أي جلسة نيابية طالما لم يحصل التوافق قبلها، وذلك بصرف النظر عن ما يجري الحديث عنه عن توجّه من قبل فريق 8 آذار لتأمين النصاب الأسبوع المقبل، أكدت أن خلط الأوراق سيؤدي حكماً إلى إحداث تعديل في هذا الموقف، وبالتالي، إلى حصول تسوية محكوم عليها بالنجاح إنطلاقاً من التسوية الإقليمية. وأوضحت أن الوصول إلى إعلان مثل هذه التسوية، لا يعني بالضرورة ترقّب نتائج المفاوضات الجارية في المنطقة، كون البحث الجدّي قد انطلق في الكواليس، وعنوانه يتخطى تفاصيل الملف اللبناني إلى ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة، على أن يتم التوصّل إلى أكثر من قاسم مشترك تحت هذا العنوان الكبير.

وانطلاقاً من هذا التطوّر الإقليمي، وجدت المصادر النيابية المطّلعة ذاتها، أن الأسبوع المقبل سيحفل بعدّة محطات عربية وإقليمية سيكون لها تأثير فاعل على المشهد الإنتخابي، خاصة وأن «طبخة الرئاسة» ستسير بشكل متوازٍ مع أكثر من قضية تشمل الساحة السورية المرشّحة لتطوّرات بارزة في الأسابيع الفاصلة عن موعد انتخابات الرئاسة. وخلصت إلى أن بكركي قد ابلغت المعنيين بالإستحقاق الرئاسي، وخصوصاً الأقطاب المسيحيين بحتمية تخطّي خلافاتهم الداخلية، ولو اقتضى الأمر حصول تنازلات أو عمليات انسحاب من قبل البعض، وذلك لإنقاذ «الجمهورية».