Site icon IMLebanon

مصدر ديني : خطر على الهويّة.. وعلى الجميع مُلاقاة صرخة الراعي

«إضعاف الجمهورية يعني إضعاف المسيحييّن وموقعهم في لبنان، وهذه امنية لدى البعض ونحن نساعده على تحقيقها من خلال إنقسامنا كمسيحيين»، بهذه العبارات يبدأ مصدر ديني حديثه لـ «الديار» عن الوضع الحالي، وينقل إستياء سيّد بكركي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومجلس المطارنة من حدّة الانقسام المسيحي والخوف على مصير الموقع الاول، خصوصاً انهم تعبوا من كثرة مناداتهم بضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية، لان القصة تتكرّر مع كل رئيس وهذا مرفوض، فنحن نريد جمهورية فاعلة وقادرة على إتخاذ القرارات الحاسمة التي تعطي لبنان مفهوم الدولة الحقيقية، معتبراً ان ما نشهده اليوم يؤكد لنا وجود فريق لا يريد قيام جمهورية فعلية، بل يريد مشهد جمهورية يساعده على تحقيق ما يسعى اليه، مستغرباً أفعال مَن حمل لواء الدفاع عن حقوق المسيحيين على مدى سنوات، فيما يقوم حالياً بضرب الموقع المسيحي الأول في الدولة، مؤكداً أن هذا التصرف يضعف الجمهورية ويستنزف الموقع المسيحي، وصولا الى استجلاب تدخلات أجنبية وخارجية للانتهاء برئيس تسوية، أي رئيس لا لون ولا طعم ولا رائحة له ولا يأخذ قراراً، وشدّد المصدر الديني على «ضرورة عدم تحويل الشغور في رئاسة الجمهورية الى فراغ في كل المؤسسات اللبنانية، لاننا سنفقد حينها لبنان الدولة بالتأكيد».

وسأل لماذا يصّر البعض على اعتماد سياسة التعطيل دائماً في الكثير من الاستحقاقات؟ ففي العام 2008 تم تعطيل الانتخابات الرئاسية ولم تحصل إلا بعد مشاهد مأساوية، ثم حصل شغور على خط التأليف الحكومي كما تجري العادة مع كل تشكيلة حكومية، بعدها حصل الخلاف على القانون الانتحابي فإنتهى بالتمديد للمجلس النيابي، وصولاً لقصة ابريق الزيت الحكومية التي إستمرت لأكثر من 11 شهراً لتشكيلها، امتداداً الى الشغور الرئاسي اليوم، مما يؤكد بأننا لم نصل بعد الى حكم انفسنا وهذا معيب جداً، اذ آن الاوان ان يجلس الجميع من دون إستثناء حول طاولة مستديرة للبحث في مخاطر عدم إنتخاب رئيس جديد، والاستماع بروّية الى كلام البطريرك الراعي وملاقاة الصرخة التي اطلقها مع مجلس المطارنة الموارنة خلال إجتماعهم الشهري، وسط كل ما يجري من ازمات سياسية وامنية واقتصادية على الساحة اللبنانية، لافتاً الى ان السياسة في لبنان باتت مرتبطة بالخارج لدرجة ان القرار لم يعد لبنانياً بفضل السياسييّن المنقسمين دائماً والمنتظرين موافقة السعودية وايران وغيرهما من الدول الفاعلة في الشرق الاوسط والغرب، او بمعنى ان لبنان ينتظر الضوء الاخضر في شتى المسائل المتعلقة به من تلك الدول، وقال: «للاسف لا نسمع سوى كلام فقط فيما المطلوب هو الحلول السياسية الجذرية والقرارات التي توصل الى الانتاج الفعلي في كل القضايا».

وعن مدى الاخطار التي تحدق بلبنان اليوم جراء ما يجري في محيطه، اشار المصدر الديني الى «ان الاخطار كبيرة وحقيقية، لكن «إعلان بعبدا» الذي اطلقه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ودعا خلاله الى ضرورة ان يبقى لبنان بمنأى عن الصراع الاقليمي، وان يكون على الحياد لتجنّب كل هذه الويلات، هو الحل الانسب لوضع البلد حالياً، املاً ان يُطبّق هذا الاعلان ويسير به الجميع كحل، لاننا نرفض بشدة ان يتحوّل لبنان الى وطن ايراني او سعودي، فنحن نريد لبنان الوطن اللبناني فقط لا غير، ونريد ان نعيش مع شركائنا في الوطن، مما يعني انه علينا جميعاً ان نناضل كي يعود لبنان لؤلؤة هذا الشرق».

وحول صعوبة تحقيق كل هذا وسط الانقسامات السائدة حالياً، قال: «اذا اردنا فعلياً ان نخلّص لبنان من هذه المصاعب علينا ان نكون يداً واحداً كلبنانييّن وكمسيحيّين لان دورنا كبير واساسي ، كما ان انقسامنا أضعف لبنان، لذا علينا ان نتذكّر كيف كنا عندما تم وضع الميثاق الوطني»، ورأى ان هنالك خطراً اليوم على هوية لبنان، واذا زاد الانقسام بين السّنة والشيعة فلن يَسلم احد، معتبراً ان المسيحيين قوة معنوية لا يُستهان بها.

وعن مدى وجود خوف لدى الفاتيكان على لبنان وهويته، ختم بالاشارة الى وجود هاجس كبير لدى قداسة البابا من ازمات منطقة الشرق الاوسط خصوصاً في سوريا ولبنان.