Site icon IMLebanon

معادلة المقاومة «لا وقف لإطلاق النار دون رفع شامل للحصار»

معادلة المقاومة «لا وقف لإطلاق النار دون رفع شامل للحصار»

نصرالله : غزة انتصرت بصمود شعبها ومقاوميها وأسقطت هيبة إسرائيل

إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المباشرة، وعلى مدى ساعة بين جمهوره واهله في يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء، رغم المحاذير الامنية التي ادت الى الغاء الافطارات والمناسبات الاجتماعية خلال شهر رمضان، جاءت لتشكل رسالة دعم لاهالي غزة وليقول لهم «نحن معكم والى جانبكم»، كما شكلت رسالة تحد للعدو الاسرائيلي وقيادته، ورسالة عن سقوط منظومته الاستخباراتية والجوية والبرية، وبأن جيشه اوهن من بيت العنكبوت».

ظهور السيد حسن نصرالله يؤكد على اهمية يوم القدس، وهذه المناسبة عنده. اذ تحدى كل المخاطر ووجه رسالة معنوية الى الشعب الفلسطيني والى اهالي غزة من اجل الصمود في وجه القصف الاسرائيلي والمحتل الاسرائيلي والتأكيد لهم على حتمية الانتصار.

قدم السيد نصرالله في اطلالته امس عرضا شاملا لكل المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، والتآمر عليها من قبل الحكومات التي كانت تستقوي بقدرات اسرائيل على الشعب الفلسطيني.

واشار الى «اننا نمر بأخطر مرحلة منذ قيام الكيان الاسرائيلي»، كما تطرق الى عملية التدمير الممنهج للدول والشعوب والجيوش من اجل ان تبقى اسرائيل هي الاقوى، مجددا التأكيد على ان محور المقاومة هو مصدر الامل مع كل الفصائل الفلسطينية في غزة لتحقيق الانتصارات على العدو الصهيوني.

واكد السيد نصرالله على حتمية انتصار غزة. وتطرق الى مليارات الدولارات التي صرفت على الجيش الاسرائيلي بعد العام 2006 لبناء جيش جديد وتم تزويده بمختلف الاسلحة المتطورة بالتعاون مع الاميركيين، اذ قال باراك «ان الحرب المقبلة سيكون الحسم فيها سريعا وخلال 12 ساعة ضد قطاع غزة، وها هي الحرب الاسرائيلية يمر عليها 18 يوما وغزة صامدة. حيث فشلت الحروب الجوية والبرية وسقطت قوات النخبة الاسرائيلية «لواء غولاني» والمقاومة ما زالت تطلق الصواريخ وتنفذ العمليات النوعية الهجومية، اذ ان كل منظومة القيادة الفلسطينية بقيت سليمة وتعمل بانتظام. وهذا ما شكل اكبر ضربة لاسرائيل.

كما اشار السيد الى «اننا وصلنا الى مرحلة تاريخية جديدة لا قيمة فيها للجيش الاسرائيلي»، ودعا سماحته الى المزيد من الصمود والصبر وعدم الخضوع للضغوط، محييا وحدة القوى الفلسطينية، مؤكدا على البقاء الى جانب كل حركات المقاومة في فلسطين وعدم التخلي عن اي دعم. ودعا الى وضع الخلافات السياسية جانبا و«لنضع غزة فوق كل اعتبار».

وختم بالتشديد على اهمية الصمود السياسي في وجه الضغوط والتمسك بمبدإ رفع الحصار، مشيدا بمعنويات اهالي غزة التي لم تهتز او تتراجع او تلين.

الحرب على غزة

أما على صعيد الحرب على غزة، فقد كان لافتاً ليل امس اعلان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر رفضه لاقتراحات جون كيري لوقف اطلاق النار.

وعلى الصعيد العسكري تواصلت الغارات الإسرائيلية امس على كافة أرجاء قطاع غزة وقالت مصادر فلسطينية إن حصيلة الامس بلغت 33 شهيداً ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 832 شهيدا وأكثر من5200 جريح. فيما أعلن المحامي الفرنسي، جيل ديفير، أنه رفع شكوى أمام مدعية المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، ضد اسرائيل، باسم وزير العدل في حكومة الوحدة الفلسطينية، سلام السقا، الذي يقيم في غزة. وأوضح المحامي أن هذه الشكوى تتعلق بـ«جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في حزيران وتموز 2014 في فلسطين، في العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم »الجرف الصامد».وأكد ديفير ان »كل يوم جديد يشهد المزيد من الجرائم، ويمثل السكان المدنيين أكثر من 80 من الضحايا، هذه الجرائم تطال الأطفال والنساء والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة، الجنود الإسرائيليون لا يحترمون أي شيء».

من جهتها أعلنت سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- استشهاد مسؤول الإعلام الحربي فيها صلاح أبو حسنين وثلاثة من أبنائه في غارة استهدفت منزله بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وجرح 15 آخرين.

وذكرت المعلومات إن الاحتلال الإسرائيلي جدد قصف المكثف على أحياء الشجاعية والشعف والتفاح، بوابل من القنابل المدفعية التي قصفت هذه المناطق وغيرها، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، ولفت إلى أن سيارات الإسعاف تهرع إلى مناطق القصف لإنقاذ المصابين.

كذلك تجدد القصف على حي الشجاعية الذي شهد مجزرة قبل أيام أدت إلى استشهاد أكثر من سبعين شخصا، يزيد الوضع سوء، ما أدى إلى نزوح أهالي الحي الذين نجوا من الموت إلى مناطق أخرى يعتقدون أنها أكثر أمنا وإلى المدارس والمستشفيات.

ومن بين شهداء الجمعة 6فلسطينيين في غارات إسرائيلية مختلفة على خان يونس جنوب القطاع، وفلسطيني آخر في غارة على دير البلح وسط قطاع غزة.

كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أعلنت أنها استدرجت قوة إسرائيلية خاصة إلى منزل في شرق بيت حانون بقطاع غزة، وفجّرته بعبوات ناسفة. وأعلنت «كتائب القسام» «وجود أشلاء للجنود الاسرائيليين 10 الذين قتلوا في مكان الكمين شرق بيت حانون.

فيما أعلن الجيش الاسرائيلي عن إصابة قائد الكتيبة 12 في لواء غولاني «الميجر رامي سيمان توف» بجراح خطرة في انهيار نفق شرقي الشجاعية شرق غزة.وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أنه تم نقل الضابط لتلقي العلاج في مستشفى «سوروكا» ببئر السبع فيما أصيب ثلاثة جنود آخرون في القطاع.

وكان قد أصيب في وقت سابق قائد وحدة الكوماندوس البري «أغوز» بجراح خطرة فيما قتل قائد وحدة »جيفن» المسؤول عن تدريب الضباط في قاعدة التدريب بمنسبيه رامون بالنقب.

وسيمان توف هو قائد رابع كتيبة في لواء جولاني يتم استهدافه في القطاع منذ بدء المعركة البرية عدا عن استهداف قائد اللواء «غسان عليان».

واعلنت الكتائب أنها قالت إنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون بالمدينة نفسها بثلاثة صواريخ من طراز إم 75، بعد يوم واحد من استئناف طائرات أميركية وأوروبية رحلاتها إليه عقب تعليقها لمدة يومين.

وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي نبأ إطلاق صواريخ من قطاع غزة، لكنها امتنعت عن تحديد مكان سقوطها ومدى قربه من المطار.

ونقل عن المتحدثة دون ذكر هويتها، القول «نستطيع أن نؤكد سقوط صاروخين على تل أبيب».

كما اعلنت ألوية «الناصر صلاح الدين» قتل جندي إسرائيلي بعملية إطلاق نار بمستوطنة إيتمار بنابلس.

فيما أفادت قناة «الميادين» أن «سرايا القدس قصفت بئر السبع واسدود بـ 5 صواريخ غراد وبصاروخين من عيار 107 ملم».

يأتي ذلك بينما أفادت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي عن مقتل جندي في غزة، لترتفع بذلك حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 34 خلال العدوان على القطاع المستمر منذ 18 يوماً حتى الآن.وذكر الجيش في بيان أن جندي الاحتياط القتيل هو يائير أشكنازي البالغ من العمر 36 عاماً، مشيراً إلى أنه قُتل »أثناء عملية في شمال قطاع غزة».

وأعلن الجيش الاسرائيلي مقتل الجندي أورون شاوول الذي أعلنت حركة «حماس» خطفه خلال المعارك في غزة، ومكان دفنه غير معروف.

من جهة أخرى، قالت كتائب القسام إنها دمرت دبابة بقذيفة على جبل الصوراني شرق غزة.

الى ذلك استشهد خمسة فلسطينيين أمس بنيران إسرائيلية في مدينتي الخليل ونابلس في الضفة الغربية خلال مواجهات على خلفية العدوان على غزة. وتزامنا مع ذلك تشهد مدينة القدس المحتلة حالة من الغضب والاحتقان بسبب التضييقات الأمنية التي يفرضها الاحتلال في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.

وفي نفس السياق، أفيد من القدس المحتلة عن اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بدأت في محاور عدة من المدينة، وخاصة في وادي الجوز وباب رأس العمود في القدس الشرقية. كما أشارت إلى أن جيش الاحتلال أطلق النار على فلسطينيين في قرى الخليل مما أدى إلى عدد من الإصابات بعد صلاة الجمعة.

يأتي ذلك بعد أن أدى آلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالشوارع المحيطة بالمسجد الأقصى، وذلك بعد أن منعت سلطات الاحتلال الرجال أقل من خمسين عامًا من دخول المسجد المبارك.

وكان من المتوقع أن يعقب صلاة الجمعة خروج مظاهرات تنديدا بالعدوان المستمر على قطاع غزة المحاصر، وتجدد المواجهات في قلنديا ومناطق مختلفة من الضفة الغربية.

ونشرت شرطة الاحتلال آلافا من عناصرها بمدينة القدس تحسبا من اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، ونصبت الحواجز على مداخل المسجد الأقصى وفي محيط البلدة القديمة وعلى مداخل أحياء المدينة. ولم يتمكن إلا بضعة آلاف من الوصول إلى المسجد الأقصى، في حين أن العام الماضي شهد حضور ربع مليون مصل.

يأتي ذلك عقب اندلاع مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 250.

سياسيا نقل مسؤول أميركي عن وزير الخارجية جون كيري قوله إنه لن يبقى بالشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى للتوصل لوقف إطلاق النار بـغزة، وسيحدد قريبا ما إن كانت الأطراف مستعدة للتوصل لاتفاق.وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك فجوات بين أطراف الصراع في غزة، وأن كيري سيركز على إيجاد صيغة يقبل بها الطرفان.

وقال إن كيري تحدث هاتفيا خلال الساعات الـ24 الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء خارجية بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن والنرويج وتركيا. وأشار إلى أن هذه المحادثات تتركز على تحديد ما إن كان يوجد طريق لوقف القتال وبدء مفاوضات ضرورية لتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن كيري ينتظر جوابا من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، وأوضحت أن الوزير الأميركي أجرى مكالمات هاتفية مطولة مع ممثلي الدول التي يمكنها ممارسة الضغط على حماس للقبول بالتهدئة.

وحسب الصحيفة فإن إعلان وقف إطلاق النار في مرحلة حرجة، حيث قدم كيري اقتراحا لحماس والجانب الإسرائيلي، وينتظر إجابة من وزيري الخارجية القطري خالد بن محمد العطية والتركي أحمد داود أوغلو عن موقف مشعل قبل مغادرته القاهرة عائدا إلى واشنطن بعد ظهر أمس الجمعة.

وحسب مسؤول إسرائيلي فإن الخطة تضمن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع مع بقاء قوات الاحتلال حيث هي لاستكمال مهمة تدمير الأنفاق، وخلال هذه الفترة تبدأ مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وشراكة فلسطينية على ترتيبات أطول.

وتنص الخطة أيضا على أن تقدم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وأمينها العام والاتحاد الأوروبي ضمانات لكلا الجانبين بأن المفاوضات سوف تتعامل مع القضايا التي تخص الطرفين، ونزع سلاح غزة من الصواريخ والأنفاق بالنسبة لإسرائيل، وإنهاء حصار غزة وإصلاح الضرر الذي لحق بالقطاع بالنسبة لحماس.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مصدرا في حركة حماس قال إن الحركة وافقت على خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تتضمن وقفا لإطلاق النار على أن يتلوه فورا رفع الحصار عن غزة بضمانات دولية وعربية، مضيفا أن الكرة الآن أصبحت في ملعب إسرائيل.

وأضافت الوكالة أن مصادر فلسطينية متطابقة في السلطة وحركة حماس قالت إنه جرى التوافق على نطاق واسع فلسطيني وعربي ودولي على تطوير خطة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بضمانات عربية مصرية أميركية بحيث يتحقق وقف إطلاق النار بشكل فوري ثم تناقش مطالب المقاومة الفلسطينية في غزة على الفور. وأوضحت مصادر في السلطة أن الاتفاق يستند إلى المبادرة المصرية ومن ثم مناقشة مطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وخطة السلطة الفلسطينية التي أعلنت من قبل، وتنص على هدنة تستمر خمسة أيام بالتزامن مع مفاوضات بشأن مطالب حماس وبقية الفصائل في غزة.

وعلى صعيد متصل، قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن مكتب الصليب الأحمر اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد تهدئة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين سيارات الإسعاف من إخلاء الشهداء والجرحى وقد وافقت حركة حماس على ذلك، لكن إسرائيل رفضت ذلك.

من جهته شكك وزير العلوم الإسرائيلية يعقوب ببري وهو الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام، في احتمال موافقة حركة «حماس» على اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بإفساح المجال أمام قوات الدفاع الإسرائيلي لمواصلة عمليات تدمير الأنفاق في قطاع غزة خلال فترة سريان وقف إطلاق النار.

وشدد على «رفض إسرائيل إنهاء عملية الجرف الصامد دون الاتفاق على نزع الصواريخ والقذائف في غزة تحت إشراف دولي».

نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في موسكو أولجا سلوف ذكرت أن «بلادها لا تخطط لإعادة احتلال قطاع غزة بعد انتهاء عملية الجرف الصامد التي ينفذها الجيش الإسرائيلي». ولفتت سلوف في تصريحات الى أن »إسرائيل انسحبت من قطاع غزة ليس من أجل أن تعود إلى هناك، وهذه المسألة ليست مطروحة على جدول الأعمال».

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعا إلى «هدنة إنسانية» فورية في غزة حتى نهاية عيد الفطر الأسبوع المقبل. وقال بان كي مون في بيان أصدره مكتبه «في يوم الجمعة الأخير من رمضان، أدعو إلى هدنة فورية وغير مشروطة في المعارك الدائرة في غزة وفي إسرائيل»، على أن «تستمر طوال فترة عيد الفطر».

وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الغى زيارة كانت مقررة الى فرنسا وتوجه الى قطر للمشاركة في مفاوضات حول التوصل الى تهدئة النزاع بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، وفق ما اعلن مسؤول تركي.