Site icon IMLebanon

مفاعيل لقاء نصرالله – جنبلاط ستظهر قريبا؟!

لتاريخه، يعتذر «حزب الله»، في دوائره العليا المعنية، عن عدم الإدلاء بأي حديث أو تعليق، علناً وعبر الإعلام، عن اللقاء الذي تمّ السبت الماضي، وفاجأ الجميع، بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ورئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» (رئيس «اللقاء الديموقراطي») النائب وليد جنبلاط، بعد «قطيعة» طويلة إمتدت لنحو ثلاث سنوات ونصف السنة تقريباً، رغم أن «التواصل» بين الحزبين لم ينقطع…

ترك «حزب الله» لإعلام «الحزب الإشتراكي» حرية التصرف والتعبير… ولم يكن ذلك كافياً لقراءة ما حصل، وما جرى الحديث فيه، وما جرى التوافق عليه، وما بقي «ربط خلاف» بين الفريقين… لكن مصادر وثيقة الصلة بين الحزبين أكدت، إن اللقاء لم يكن أبن ساعته، وقد جرى التحضير له «بدقة وروية»، إن لجهة التوقيف، وإن لجهة الموضوعات التي تناولها، خصوصاً وإن التواصل بين الحزبين لم ينقطع على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، حيث كانت قنوات التواصل مفتوحة كما تبادل الآراء والأفكار، وإن باعدت بين الحزبين التطورات الإقليمية، لاسيما منها قراءة كل حزب للأحداث السورية، بشكل يختلف مئة وثمانين درجة عن الآخر…

أصرّ جنبلاط منذ اسبوعين تقريباً على لقاء السيد نصرالله شخصياً الذي ما أن أبلغ برغبة «وليد بك» حتى بادر الى الموافقة، وطلب إجراء التحضيرات المطلوبة، وفي هذا تؤكد مصادر قيادية في «حزب الله» ان السيد نصرالله كان «سعيدا جداً» ورآها فرصة لمكاشفة جنبلاط والتداول معه في سائر القضايا الخارجية والداخلية… باستثناء الحدث السوري وتشعباته، بما في ذلك مشاركة الحزب في الأحداث هناك… وهو أمر رآه جنبلاط – على ما يقول مصدر قيادي في «الإشتراكي» – شحمة على فطيرة، ويلبي رغبته في إبعاد هذه المسألة عن التداول التي شكلت على مدى طويل نقطة افتراق، حيث لجنبلاط قراءته للأزمة السورية ولـ «حزب الله» قراءته، ولا قواسم مشتركة بينهما…

لـ «حزب الله» مصلحة حيوية في عدم القطيعة مع «الحزب الإشتراكي»… وللإشتراكي، وتحديداً أكثر النائب جنبلاط، مصلحة حيوية في عدم القطيعة مع «حزب الله»… وهما بقيا على تواصل شبه يومي عبر دوائر معينة مخصصة… وقد حاذر جنبلاط، طوال الفترة السابقة مقاربة مشاركة «حزب الله» في الأحداث السورية، بطريقة تقطع «شعرة معاوية» أو تفضي الى كسر الزجاج بينهما، وهما يدركان أهمية الحفاظ على «هدوء وسلامة وأمن واستقرار مناطقهما المتداخلة جغرافياً وبشرياً..»؟!

وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة، حفل اللقاء بين نصرالله وجنبلاط بالعديد من الملفات،وتحديداً الداخلية – اللبنانية… وأمام الإستحقاقات الداخلية الضاغطة والداهمة جرت قراءة المعطيات وإمكانية الخروج من المأزق، بأقل خسائر ممكنة، خلافاً لخطاب السيد نصرالله الأخيرة، في «يوم القدس العالمي»، الذي لم يتطرق فيه بكلمة واحدة للوضع الداخلي اللبناني وما يعانيه من أزمات… الأمر الذي أثار العديد من الأسئلة والتساولات.

بحسب مصادر قيادية في الحزبين، فإن اللقاء ركز مبدئياً على ثلاث ملفات سياسية، أو موضوعات… الشغور الرئاسي، (الذي دخل يومه الثامن بعد السنتين)، والإنتخابات النيابية، وعمل الحكومة، كما تناولا الوضع الأمني في لبنان، وعلى نفس المستوى، جرى التداول بعمق في الملفات المعيشية، وفي طليعتها، ملف سلسلة الرتب والرواتب…

وتؤكد المصادر، ان نصرالله، وجنبلاط، وجدا مساحة واسعة من التفاهم والإلتقاء بينهما على هذه الملفات، وأكد وجوب إجراء الإنتخابات الرئاسية في «أقرب وقت ممكن»، وتوفير الطمأنينة الكافية للبطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي، الذي يبقى الأقدر على القيام بدور جامع مطلوب بين القوى والمرجعيات السياسية المسيحية، التي تبقى وحدها المسؤولة عن أي تعطيل أو تأخير… لاسيما وإن المعطيات جاءت تؤكد ما خلص اليه الراعي، لجهة «إن فريق 14 آذار لا يريد رئيساً من 8 آذار، وإن فريق 8 آذار لا يريد رئيساً من فريق 14 آذار… ويجب الذهاب نحو إختيار رئيس من خارج الفريقين، حيث توجد شخصيات مارونية عديدة جديرة برئاسة الجمهورية، فلماذا إقصاؤها وإهمالها وتغييبها؟!

في المعلومات، إن السيد نصرالله، وفي رسالة واضحة أمام وليد بك، وإذ حرص على أن يرمي الكرة في الملعب الماروني، إلاّ أنه لم يفضل «تجربة الماضي القريب مع الرئيس ميشال سليمان، وهي تجربة لم تكن مستحبة ولا مقبولة في توقيتها وفي طريقة إطلاقها… وكانت خاتمة غير سعيدة للرئيس سليمان، الذي طعن في المعادلة الذهبية للحزب…. فشكلت قطيعة بكل ما لهذه الكلمة من معنى… وما عدا ذلك، فليس للحزب أية شروط خاصة…

لقد جرت قراءة، استفاض فيها الرجلان، حول الوضع الإقليمي المستجد، وتحديداً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، و«الصمت العربي الرسمي المطبق الذي يكاد يقرب من حد التواطؤ» فكانت قراءتهما واحدة، حيث جرى التأكيد على  أن «ما يجري في غزة من جرائم صهيونية» بحق الشعب الفلسطيني، حيث أكد على أن فلسطين تبقى القضية المركزية، وهي تعلو فوق كل الخلافات السياسية مؤكدين (ايضاً) التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة في صمودهم في مواجهة الإحتلال…» مع لفت الإنتباه، والتأكيد على ما ورد في كلمة نصرالله في «يوم القدس العالمي» وقوله «لن نبخل بأي شكل من اشكال الدعم التي نستطيعها ونقدر عليها… وهي عبارة حملت في طياتها العديد من القراءات التي أجمعت تقريباً على أن ليس في نية ورغبة «حزب الله»، التورط في الصراع العسكري أقله في هذه المرحلة؟!

يبقى أن مفاعيل لقاء نصرالله- جنبلاط ستظهر على مدى الأيام المقبلة،وعلى أكثر من جهة تحرص المصادر على إبقائها بعيداً عن التداول أقله خلال هذين الأسبوعين…