Site icon IMLebanon

مكافحة «إرهاب داعش» تكون عبر دول عربية لا إيران

 

بعد صدور القرار الدولي أطلقت الولايات المتحدة عملية استدراج عروض لمكونات التحالف الإقليمي الدولي المزمع تشكيله لمواجهة التطرف السني الذي جسّده تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام« «داعش» وتنظيمات مشابهة له من «النصرة» ومثيلاتها. وتقدم هذا الاهتمام الى واجهة الحياة الأميركية دافعاً الاهتمام بالنووي الإيراني الى خلفية المشهد.

ويؤكد متابع لبناني لتفاصيل كواليس السياسة الأميركية التي تُرسم في واشنطن أن الحديث عن المفاوضات مع إيران، سواء في وسائل الإعلام أو في حلقات النقاش، تراجع كثيراً منذ أن اجتاح «داعش« بسرعة قياسية الموصل العراقية فهجّر المسيحيين ولاحقاً الازيدين، موضحاً أن بقاء هذا الملف على قيد الحياة يرتبط بنشاط اللوبي اليهودي الذي يحصر اهتمامه بإنجازه مهملاً سائر الصرعات في المنطقة. وكذلك سقطت المفاهيم التي نادى الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرورة تحققها في سنواته الأولى من مثل المصالحة وسحب عسكره والتركيز على الإنماء وبات الأمر يقتصر لديه على عنوان وحيد يختصر بمكافحة «الإرهاب السني» متناسياً فعلياً إمكانية وجود «إرهاب شيعي» قد تمارسه إيران أو يمارسه بوضوح حليفها بشار الأسد بحق شعبه السوري.

ويلفت المصدر الى خلافات في الرؤية بين مراكز القرار الأميركي، مشدداً على أن الخيار الأخير يكون حصراً بيد الرئيس باراك أوباما الذي أطلق عملية استدراج عروض للدول المحتمل مشاركتها في التحالف، في حين أن أجواء وزارة الخارجية والبنتاغون تميل الى تبلور لوبي يضم كبرى الدول السنية في المنطقة مثل مصر والسعودية والإمارات أسوة بما مارسته الولايات المتحدة الأميركية عند مواجهتها تنظيم «القاعدة». ويلفت المصدر الى أن البنتاغون لم يعارض التفاوض مع إيران للقضاء على «داعش» في العراق بسبب الاستثمارات الأميركية الكبيرة هناك. لكن التعاون مع الجمهورية الإسلامية للقضاء على «داعش« في سوريا لم يصدر قرار بشأنه بعد وما زال الأمر في مرحلة جس النبض وإطلاق بالونات اختبار. ويخشى المصدر هذا الخيار، على قلة حظوظ نجاحه، لما سيكون له من انعكاسات سلبية على لبنان وسوريا.

فأوباما يفضل مكافحة الإرهاب عن طريق ضربات جوية محدودة إنما خصوصاً عن طريق شركاء في المنطقة. ويلفت المصدر الى أن الخطورة تكمن في اختيار الشركاء الذين قد تكون إيران من بينهم. فثمة معلومات يجري تداولها عن اتصالات مخابراتية بالأنظمة من مثل إحداثيات عن «داعش» أرسلها الأميركيون لبشار الأسد عبر بغداد أو موسكو وتجلت مثلاً في الضربات الجوية الكثيفة والناجحة التي نفذها الطيران السوري بعد إلغاء «داعش» الحدود بين سوريا والعراق في مناطق انتشارها. وكذلك الحديث عن إنشاء صناديق دعم آخرها صندوق بخمسة مليارات دولار لدعم الشركاء في محاربة الإرهاب من دون أن تُعرف بعد هوية هؤلاء الشركاء.

وبالاستناد الى إيران وروسيا سارع نظام بشار الأسد لتقديم أوراق اعتماده لتحالف لم يولد بعد. وأعرب بلسان وزير خارجيته وليد المعلم عن كامل استعداده لضرب «داعش« واخواته متناسياً أن للدول، وللولايات المتحدة خصوصاً، ذاكرة تحتوي تفاصيل الجهود التي بذلها من أجل توسّع «داعش« بهدف ابتزاز العالم، كما سبق له أن فعل، عندما اختصر الثورة السورية بـ»مؤامرة خارجية» وبمجرد «إرهابيين» انفتحت لهم الحدود بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة ثوار أمضوا الشهور الأولى بالهتاف «سلمية، سلمية».

وفي إطار استدراج العروض يضع المصدر مثلاً خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل أسابيع قليلة ومطالبته العلماء وقادة الرأي بـ«أن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب«، كما يدرج في الإطار نفسه الكلام عن ضربات جوية مصرية وإماراتية لمتشددي ليبيا، وإن نفتها نفياً خجولاً المصادر الرسمية.