بعبدا – تيريز القسيس صعب:
لم يكن الاحتفال الختامي لعهد الرئيس ميشال سليمان امس مع مستشاري وموظفي القصر الجمهوري احتفالا وداعيا، بقدر ما كان لقاء عائليا مع فريق رافقه 6 سنوات من العمل الدؤوب، وكان الى جانبه صباحا ومساء، كان شاهدا على لحظات فرحة ومريرة في بعض الاحيان.
صحيح ان سليمان يغادر اليوم القصر الجمهوري بعد احتفال رسمي وكلمة وداعية في حضور وزراء ونواب وسفراء وشخصيات سياسية واقتصادية وقضائية واجتماعية واعلامية، لكن انجازاته ستبقى حاضرة في كل زاوية من زوايا القصر، ولن تزول خصوصا وان توجيهاته والتعليمات التي عملها للمقربين منه ستطبق وتتابع بكل دقة.
وسليمان الذي يغادر اليوم «مرتاح الضمير» كما يقول ليتابع حياته في السياسية الى جانب عائلته، عبرّ خلال لقائه موظفي القصر عن غبطته وفرحه، لكن الغصة كانت بادية على بعض مقاطع حديثة اذ اغرورقت عيناه كلما تحدث عن المراحل الحرجة التي قطعت خلال السنوات الست وكيف تجاوزها الى جانب فريق عمله.
في البداية استذكر سليمان اليوم الذي سبق انتخابه حيث كان قادما من الجنوب في طوافة عسكرية، وتحدث كيف بكى عندما سأل نفسه ماذا ينتظرني في الرئاسة، كنت مضطربا، اما اليوم فانا اغادر مسرورا وتأثرت كثيرا الان عندما نظرت اليكم.
وقال سليمان خلال لقائي اليوم بالسفيرة البلجيكية، قدمت اليها درعا وقلت لها «هذا درع الجيش»، الا انني استدركت انني رئيسا للجمهورية ولست قائدا للجيش، وقلت في نفسي علي ان امحو السنوات الست التي كنت فيها رئيسا، الا انني عندما التقيتكم غيرت رأيي.
وقال رئيس الجمهورية اغادر وانا مرتاح الضمير ولدي امل في ان معالم الدولة بدأت ترتسم منذ 3 اشهر وهاهم اليوم اتفقوا على الجلوس معا في حكومة كنت اطالب بها في اول يوم من ايام عهدي وكان البعض يشترط خروج «حزب الله» من سوريا للمشاركة فيها.
كما ان الامن استتب في ظل الخطط الامنية التي تم تنفيذها، اضافة الى موضوع التعيينات التي كانوا يقولون فيها ان الرئيس يشترط فلانا وفلانا، في حين ان هذه التعيينات اتت وفق الآلية والاسماء التي عينت مطروحة منذ 3 سنوات وقال لقد حضرنا الطريق بالتعيينات والمرأة نالت دورا غير مسبوق في تاريخ لبنان، وهنا تدخلت السيدة سليمان وقالت «بيستاهلو»
وطمأن سليمان ان الحكومة قادرة على ادارة الاوضاع في حال الشغور، مؤكدا ان ما يخافه هو حصول امر آخر غير منتظر وقال «نحن مطمئنون الى ان ما من احد من الاطراف يريد الاخلال بالامن، ولكن هناك من يريد تنفيذ الشر».
ورأى «ان المقاومة لا تتضرر من نشوء الدولة لا بل يحمي دورها، متسائلا لماذ التحرير ان لم يؤد الى دولة ديموقراطية راقية مبنية على العدالة وتكافؤ الفرص»، واشار «ان هدف التحرير هو ان يتحرر الانسان من العبودية، ان عبودية الزعيم، او العبودية في الوظيفة او في التصفيق او في سائر القضايا»، ملاحظا ان «من ضحى وحرر ودفع دماءه يريد هذا النوع من التحرير الا ان الاستغلال السياسي، لا يريده».
وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير القى في مستهل الاحتفال كلمة نوه فيها بأن الرئيس سليمان كان الرئيس والقائد والاب للجميع، لافتا الى شجاعته بمواقفه السيادية والميثاقية، وحفاظه على شرعية الرئاسة وتثبيت كيانها.
عشاء لواء الحرس الجمهوري
وكان لواء الحرس الجمهوري اقام مساء الاربعاء عشاء على شرف رئيس الجمهورية والسيدة الاولى، حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الوزير السابق مروان شربل، قائد لجيش العماد جان قهوجي وقادة الاجهزة الامنية، الى جانب ضباط لواء الحرس وعقيلاتهم.
وكان سليمان التقى سفيرة بلجيكا كوليت تاكيه، لمناسبة انتهاء مهمتها الديبلوماسية في بيروت.
وكان اللقاء مناسبة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
* تكريم بري:
وكان الرئيس سليمان استقبل، في حضور السيدة الاولى وفاء سليمان، السيدة رندة بري حيث منحها وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، تقديرا لنشاطاتها الانسانية وفي خدمة دور المرأة اللبنانية والعربية.
العميد عواد
وزار بعبدا العميد علي عواد الذي قدم لرئيس الجمهورية كتابه: «الرأي العام بين الدعاية والاعلام»، الذي يتضمن بحثا في مواضيع الحوار الوطني واعلان بعبدا ودور الاعتدال.
وهنأ الرئيس سليمان العميد عواد على مؤلفه، متمنيا له دوام العطاء في خدمة الوطن.
ومن زوار بعبدا وفد من مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش، قدم له درعا تقديرية لشكره على رعايته المؤتمر الذي نظمه المركز منذ فترة.