Site icon IMLebanon

من أجل انتخابات حرّة ومفتوحة

أخفضوا أصواتكم وكفّوا عن نفث السموم في كل مكان. كل شيء واضح: لقد دُرِّبتم كي تقبلوا، من دون قيد أو شرط، ولا يمكنكم أن تتغيّروا الآن. في أول اختبار ديموقراطي، فشلتم في أن تتصرّفوا كما يتصرّف المسؤولون المنتخَبون الحقيقيون – ربما لأنه كان ينبغي أن ترحلوا عندما انتهت ولايتكم، ولكن عوض ذلك مدّدتم لأنفسكم على رغم اعتراضات ناخبيكم.

لقد فشلتم في تسمية مرشّح ذي صدقية للرئاسة. ثم فشلتم في المشاركة في انتخابات حرة يفوز فيها الأفضل، لأنكم توقّعتم – وأنتم محقون في ذلك – أن مرشّحيكم المحتملين لا يملكون فرصة لتحقيق فوز أكيد. أفضل ما يمكنكم أن تفعلوه أن تقترعوا بورقة بيضاء، بينما قرّرت حفنة أن تستعرض في خطوة خُيِّل إليها أنها “خبطة عبقرية” بكتابة أسماء أشخاص باتوا في عداد الأموات. قالوا إنهم “شهداء” وكأنهم الشهداء الوحيدون، فأين ذهبوا بكل الباقين الذين سقطوا على مر عقود من النزاع؟

ما يجري واضح ومثير للشفقة. وقد يكون الآتي أعظم. تعتبر مجموعة في لبنان أن الاغتيالات والقتل الجماعي تتيح لها القضاء على الاختلاف في الرأي. إذا لم تتمكّن من اغتيال الشخص جسدياً، تتحوّل نحو اغتياله معنوياً. لكنهم لا يدركون أنهم ليسوا هم من يحدّد من هو الخائن ومن ليس خائناً؛ ولا هم من يقرّر من يجب مسامحته ومن لا يجوز العفو عنه. وليس لهم أيضاً أن يختاروا من هو المستبد وقاتل الأطفال. فالناس ليسوا في حاجة إلى هؤلاء وأمثالهم، بل يمكنهم أن يُحدّدوا هذه الوقائع بأنفسهم.

من بين مئات المرشحين المحتملين للرئاسة، لم يتمكّنوا من تسمية مرشح واحد في مواجهة مرشّح خصومهم الذي يحظى بالدعم الكامل. استحضروا أمواتاً وصوّتوا لهم، ولم يسمّوا، ولو مرة واحدة، مرشّحيهم الأفضل للرئاسة. لماذا لم ينضم مرشحوهم المحتملون إلى السباق؟ لماذا لم يخوضوا حملة نزيهة ولماذا لم ترد أسماؤهم على أوراق الاقتراع؟ ألا يهمّهم أن تُجرى انتخابات نزيهة؟ أم أنهم واثقون من خسارتهم اذا كانت الانتخابات حرة ومفتوحة؟ هل أن السبيل الوحيد الذي يعرفونه للوصول إلى السلطة يمرّ عبر الترهيب أو الصفقات المدبّرة والحصول على الموافقة المسبقة؟

الوطنيون الحقيقيون يدعمون إجراء انتخابات حرة يشارك فيها مرشّحون شرعيون. والشرعية هنا يقرّرها الدستور وليس أشخاص منحازون ينصّبون أنفسهم ديّانين على الآخرين. من يفوز بالعدد الأكبر من الأصوات يصير رئيس لبنان العتيد. “الوطنيون الحقيقيون”، ليت لبنان يملك المزيد منهم!