Site icon IMLebanon

من القاع إلى الإيقاع بالأشرفية ولبنان مروراً بمتفجرات ميشال سماحة!

 

في خريف 1975، هاجمت قوات الصاعقة تنظيم لبنان المرتبطة عضوياً بالنظام السوري، بلدة القاع المسيحية في البقاع الشمالي وشارك في هذا الهجوم أيضاً حلفاء أو أدوات للنظام السوري.

وفي الخريف عينه، هاجمت قوات موالية للنظام السوري بلدة تل عباس المسيحية في عكار. وتكرر الهجوم على بلدة دير الأحمر والبلدات المجاورة في شتاء 1976.

حمل الإعلام العالمي خبر الهجوم المتكرر، من البقاع إلى الشمال، على البلدات المسيحية في لبنان، من قبل ميليشيات «إسلامية»، إلى العالم.

تداعت الدول الغربية «المسيحية» وتوافق الرأي، على الطلب إلى النظام السوري، الدخول عسكرياً إلى لبنان لحماية مسيحيي لبنان من الميليشيات «الإسلامية»، التي كانت تمول وتسلح وتلتزم أوامر النظام السوري نفسه، وبطلب من قبل مسيحيي لبنان أيضاً ممثلين آنذاك بالجبهة اللبنانية.

وهكذا، انتصرت استراتيجية النظام السوري في التعامل مع المجتمع الدولي القائم على المنطق القائل «إن استقرار النظام مشروط بمزيد من المشاكل والحروب الصغيرة في الدول المجاورة».

وهكذا استمرت الوصاية السورية على لبنان ثلاثين عاماً، بفعل اتباع النظام السوري السياسة الاستعمارية المعروفة «فرق تسدّ».

واستمر حلفاء أو أدوات النظام السوري في لبنان باستخدام الأسلوب عينه، حتى بعد انسحاب الجيش الأسدي.

فكانت الاغتيالات لشخصيات من قوى 14 آذار المتهمة من قبل النظام السوري بأنها «أدوات إسرائيلية»، مترافقة مع إتهام إسرائيل بتنفيذ هذه الاغتيالات. والسؤال البديهي الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف لإسرائيل أن تغتال أدواتها؟

واستمر الحال على هذا المنوال، فكانت «غزوة الأشرفية» في 5 شباط عام 2006، على أثر ما اعتبر إساءة لنبي الإسلام من قبل وسائل إعلام دنماركية. والملفت في هذه الغزوة، أن جماعة حزب الله قد تركوا التظاهرة عند بناية برج الغزال على اثر افتعال اشكال مع جماعة شيخ سني معروف بعلاقاته المشبوهة بأدوات النظام السوري. وهكذا استمرّ الشيخ وجماعته من أهل السُنّة بإثارة الفوضى في شوارع الأشرفية المؤدية إلى المركز الدنماركي المقصود. وكان ما كان من تحريض إعلامي أن أهل السنة يهاجمون أحياء آمنة في الأشرفية المسيحية.

ومن بعدها كان دخول شاكر العبسي إلى مخيم نهر البارد وما تسبب به من إراقة دماء أفراد وضباط الجيش اللبناني وكذلك دماء أهالي مخيم نهر البارد والمسلحين الذين جنّدهم شاكر العبسي، الذي كان قد أطلق سراحه من السجون السورية والذي تم تهريبه إلى الأراضي السورية بسحر ساحر!!

ومن بعدها كان اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، ينقل في سيارته مواد متفجرة إلى أدوات النظام السوري في شمال لبنان.

وكذلك تم تفجير سيارتين مفخختين أمام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس.

وقد شكل اعتقال حسين شامان الحسين، مشغّل موقع لواء أحرار السُنّة في بعلبك خير دليل على أساليب حزب الله في إثارة الفتن. هذا الموقع الذي كان يعلن مسؤوليته عن تفجير سيارات في الضاحية الجنوبية وكذلك عن إطلاق الصواريخ على البلدات الشيعية في منطقة بعلبك/الهرمل من السلسلة الشرقية والتي كانت تأتي في إطار التحريض على عرسال وأهلها.

وأخيراً لا آخراً كان إحراق شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في الأشرفية على أثر نصب بعض النواب من التيار العوني خيماً في هذه المنطقة بحجة جمع المساعدات للجيش اللبناني. وكانت حملة إعلام قوى 8 آذار على الوزير أشرف ريفي لإحالته من يظهره التحقيق مشاركاً في هذه الحادثة إلى النيابة العامة التي أعقبها الإساءة إلى كنائس في طرابلس.

إنها سياسة إثارة الفتن المذهبية أو الطائفية التي ما انفك حلفاء أو أدوات النظام السوري يعتمدونها بعد انسحاب قوات النظام الأسدي من لبنان، والتي تدفع إلى طرح التساؤل التالي: 

في الوقت الذي تستمر فيه الثورة في سوريا، وللسنة الرابعة على التوالي هل يعمل النظام في سوريا على إثارة المشاكل والفتن في البلدان المجاورة كمخرج يستطيع من خلاله، العودة إلى التواصل مع المجتمع الدولي؟

ألم يسعَ، إلى ذلك، السيد وليد المعلم من خلال دعوته المجتمع الدولي إلى التعاون مع النظام السوري من أجل مواجهة «داعش» في سوريا والعراق و كذلك في لبنان إذا أمكنه إيجاد خلايا داعشية فيه؟

بل ألم يكن للنظام السوري يدٌ في تشكل تنظيم داعشي إرهابي وظيفته المباشرة إثارة الفتن؟

وماذا ستكون عليه محاولات حزب الله وأدوات النظام السوري في إثارة الفتن بعد؟

أليست سياسة الخوف والتخويف هي المعتمدة، من قبل هذه الأطراف، للوصول إلى توتير مذهبي وطائفي يتم تفعيله عند حلول الساعة؟

لماذا يدعى أهالي بلدات البقاع الشمالي المسيحية إلى التسلح وكذلك أهالي البلدات المسيحية في عكار؟

هل يُسلح أهالي هذه البلدات لتهيئة هجوم جديد (كما كان الهجوم على القاع وتل عباس)، يشكل مدخلاً لابد منه للتفجير الأمني الواسع في لبنان بدءاً من الأطراف بإتجاه المركز؟

أليس التقاطع الإسرائيلي السوري بالنتيجة تلاقياً موضوعياً، على قاعدة مقولة تحالف الأقليات، إن لم يكن تنسيقاً مباشراً؟ وهذا ما يمنع تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية من قبل حلفاء أو أدوات النظام السوري.

إن إصرار العماد عون على رفض إيجاد تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية هو الوجه الآخر لمشاركة حزب الله العسكرية في سوريا.

حزب الله يدافع عن النظام الأسدي، بحجة الدفاع عن محور الممانعة الذي تقوده إيران ولاية الفقيه. والعماد ميشال عون يعطل انتخاب رئيس للجمهورية بحجة الدفاع عن مصلحة المسيحيين.

إنه تفعيل سياسي لمقولة تحالف الأقليات فأين هي إسرائيل من هذه السياسة؟ وهل الدفاع عن مصلحة المسيحيين تكون بدعوتهم لحمل السلاح أم تكون بتفعيل عمل مؤسسات الدولة بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية؟