Site icon IMLebanon

من سيربح المليار؟

خصّص رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قسما من الوقت خلال لقائه وعدد من الاعلاميين، أحدهم كاتب هذه السطور، قبل أيام ليتحدث عن ظاهرة تنظيم “داعش” فأشار الى أن من كانوا وراء قيامه عملوا بصمت خلال أقل من ثلاثة أعوام هي عمر الصراع المسلّح الغارقة فيه سوريا فأستفادوا من المساعدات المالية السخية التي قدّمها عدد من الجهات في العالم لا سيما دول الخليج، كيّ يقوى عودهم.

من نتائج تدحرج كرة “داعش” ظهور حالة التسلح في لبنان بذريعة الاستعداد لمواجهة خطر التنظيم عندما يبلغ لبنان. هذا الامر سينبّه اليه مؤتمر سيدة الجبل غداً والذي سيقول للمسيحيين في لبنان والشرق إن حمايتهم ستكون بسلاح الشرعية في لبنان وبسلاح عدالة الشعوب في المنطقة.

محنة العسكريين المخطوفين في أحداث عرسال هي عنوان للاثمان التي سيدفعها لبنان إذا ما قرر سلوك درب حماية نفسه بالاعتماد على سلاح الشرعية. والاهم في هذا الدرس أن انضواء الشباب في صفوف السلاح الشرعي يعني الاستعداد لتحمل التضحيات في أزمنة الخطر التي بات لبنان في مرماها اليوم. وإذا ما كانت هذه هي القاعدة في الانتماء الى الشرعية فيجب أن تكون الشرعية محل ثقة وهي الآن على المحك.

تدفق السلاح الاميركي على لبنان بعدما تدفقت مليارات الدولارات من السعودية على هذا البلد يجب أن يرافقه استيعاب أمثولات عواصف المنطقة التي بدأت ذات يوم ومنذ أعوام قليلة، على أساس أنها نسائم الربيع، فإذا بها بروق ورعود وشتاء قارس من الدماء تتسابق فيه أجيال يافعة الى الموت ليس من أهل المنطقة فحسب بل من أصقاع شتى في العالم. وبالتالي لن يكون حظ السلاح الاميركي ومليارات الدولارات من السعودية أفضل من نهر الامكانات التي تدفقت على الجيش العراقي في عهد رئيس الوزراء الاسبق نور المالكي فكان أن ولى هذا الجيش الادبار أمام أنفار “داعش” تاركاً لهم أهم ما يحلم به تنظيم: المال نقدا والسلاح الجديد وهذا ما حصل في الموصل.

ما يعلمه القاصي والداني في لبنان أن عقلية ادارة المؤسسات لا تختلف كثيراً عن عقلية المالكي في العراق. ولو كانت هناك جهات تحاسب، لقامت بوضع حد لسماسرة المال العام وناهبيه الذين يسرحون ويمرحون في كل مناسبة يعلن عنها لفتح أبواب التوظيف في القطاع العام. ويسمع المرء حكايات تجعل حكايات الشاطر حسن في ألف ليلة وليلة تشعر بالخجل، لأنها تتحدث عن أن أحد المراجع، الذي حدد تسعيرة لكل وظيفة، يسعى اليها ابن طائفته المنكوب في نظام الطائف البائس.

كي لا يمضي الكلام مقلباً للاوجاع يمكن القول: إن المليارات التي تتدفق على لبنان سيفوز بها في نهاية المطاف الدواعش طالما أنهم ينبتون كالفطر في زمن الفواحش… إلا إذا تغيّرت النفوس.