تقرير ديبلوماسي
موسكو والرياض: أفكار سورية
ثمة اهتمام روسي فوق العادة بلبنان، لا يضاهيه إلا اهتمام دول أخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وإيران. الانفتاح الروسي لا يستثني جهة لبنانية، لكن موسكو تولي اهتماماً بدور المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، ولم تعد خافية علاقتها بـ«حزب الله» منذ اندلاع الأزمة السورية ومستوى التعاون الاستراتيجي بينهما..
يلتقي الــروس مع كثــيرين في إبداء الحــرص على استقرار لبنان والمنطــقة، ولسان حالهـم أن المدخــل لحماية الاستقرار الإقليمي حالياً، يتمثل في إيجـاد تسوية سياســية للأزمة السورية. هذا ما أبلغه الرئيس الروسي فلاديمــير بوتين لضيفه وزير خارجية الســعودية الأمير سعود الفيــصل، وهذا ما تبلغه الأخير هاتفياً من نظيره الروسي سيرغي لافروف.
يتردد في موسكو، وفق تقرير ديبلوماسي، أنه كان مقرراً أن يوجه الفيصل دعوة رسمية لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، غير أنه اكتفى بالدعوة الشفهية في مؤتمر صحافي، وكان الرد الايراني أن جدول المواعيد مزدحم ويحتاج الى ترتيبات خاصة.
ويُفهم من كلام الإيرانيين أن الدعوة الخطية واحترام بروتوكول العلاقات بين الدولتين، ليسا أمراً عابراً، بل يصبح الشكل بأهمية المضمون في هذه المرحلة، حتى أن هناك جهة إقليمية نصحت الإيرانيين بأن لا يشعروا السعوديين بأنهم أكثر حماسة منهم ربطا بما يجري في ساحات المنطقة، وخصوصا في سوريا.
يشير التقرير الديبلوماسي الى أن الفيصل نقل الى موسكو أفكاراً، منها أن الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا مستعد للقبول بتسوية سياسية للأزمة السورية تشارك فيها السعودية وإيران وتباركها الولايات المتحدة وروسيا على قاعدة مشاركة ائتلاف الجربا المعــارض في اقتسام الحكم بين النظام برئاسة بشار الأسد، والائتــلاف، على قاعدة الاعتراف المشروط بنتائج الانتخــابات وتسـمية الجربا رئيساً للحكومة مع صلاحيات واسعة (دســتور جديد)، على أن تتشكل الحكومة مناصفة بين النظام والمعــارضة (وزارة المال بيد «الائتلاف» مقابل الخارجية والداخلية والدفاع بيد الأسد).
وعلى طريقة بندر بن سلطان، أبلغ الفيصل الروس أنه مستعد لتسويق هذه الأفكار أميركياً، على أن يتولى الروس تسويقها عند الإيرانيين. ويشير التقرير الى أن الجانب الروسي يعتبر أن انتخاب الأسد رئيساً قطع الطريق على أي نوع من هذه التسويات، خصـوصا أن النظام سبق أن دعا جميع قوى المعارضة للعودة الى كنف الدولة وإجراء مصالحة وطنية تحت سقفها، وهذا يعني برأي الجانـب الروسـي «أن لا مكان لأي معارضة سياسية تدعم القـوى التكفـيرية الإرهابية».
ووفق التقرير، فإن الروس بدوا أكثر حماسة لدور المعارضة المعتدلة في الداخل والخارج، وهم شجعوا حراكاً تشارك فيه عواصم إقليمية للاستفادة من فرصة تشكيل الحكومة السورية الجديدة.