يتوقع ان يطغى المونديال الكروي في البرازيل على الاستحقاقات السياسية في لبنان وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية المعلّقة في حبال الهواء الاقليمية والدولية وما بينهما من خلافات داخلية آخذة في التفاعل والانقسام العامودي على خلفيات كثيرة ولا سيما الانتخابات الرئاسية السورية والمشهد اللبناني تجاه هذه الانتخابات ما يجسّد حالة التباعد بين المكونات السياسية.
من هذا المنطلق فإن رقصات «السامبا» الكروية والتي ستسحر الالباب وتمتع اللبنانيين، ستؤدي الى حجب الانظار عن الرقصات السياسية في الداخل اللبناني وكلها اضحت على حافة الهاوية، وبمعنى اوضح المتعة الكروية المرتقبة خلال الاسبوع الجاري ستخفف آلام اللبنانيين التائهين ما بين الاستحقاق الرئاسي والشغور وسلسلة الرتب والرواتب والاجتهادات حول صلاحيات مجلس الوزراء وامور كثيرة بدت تبعث على الغثيان ولم تعد اعصاب المواطن تتحمل هذا الكم الهائل من الملفات الخلافية وان الجميع في لبنان حتى بمن فيهم الطبقة السياسية بدأوا يعدون العدة لمواكبة المونديال في بلاد الثمانية ملايين لبناني.
من هنا ترى اوساط سياسية متابعة ان الاسترخاء السياسي سيفرض نفسه، ولكن هنالك اجواء ومعلومات عن حركة موفدين اوروبيين من اجل التباحث مع المسؤولين اللبنانيين بالملف الرئاسي وسواه من المستجدات وتحديدا مسألة النازحين التي بدأت تتحول الى كرة نار قد تصيب حممها البلد برمته وتتدحرج على رؤوس الجميع لما لهذا الملف من حساسيات وديموغرافيا وامن وامور كثيرة تعتبر تفجيرية وبمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر أمام أي حدث واستحقاق في حال لم تكن هناك خارطة طريق مدروسة ومتوافقاً عليها من جميع اللبنانيين بشأن النازحين بعيداً عن المزايدات السياسية والشعبوية والانتخابية.
وبالعودة الى الحراك الدولي تجاه لبنان تتوقع الاوساط زيارة موفد فرنسي رفيع المستوى الى لبنان باعتبار باريس تقوم بالدور الابرز في الملف الرئاسي وتلقى تفويضاً اميركياً ودولياً واممياً، وانما هذه الزيارة وغيرها من الاتصالات ستبقى تصب في خانة الاستطلاع وجسّا لنبض ومعرفة الاتجاهات لهذا الفريق وذاك قبل ان يتخذ القرار الدولي ويعمم اقليمياً ومن ثم لبنانياً بمعنى أن تسري كلمة السر الدولية ومن بعدها يحصل الاتفاق على رئىس جديد للجمهورية.
وهنا يقول احد السياسيين المخضرمين يخطىء من يظن ان المرحلة الراهنة ستأتي برئىس تحد ونافر بل الرئيس سيكون توافقياً بامتياز.
واشارت الاوساط الى ان التفتيش على رئيس توافقي جار على قدم وساق وربما تأتي شخصية فلتة شوط وكل الاحتمالات واردة في ظل الاصطفافات السياسية الراهنة وامام ما يحيط بلبنان من مخاطر وتطورات قد تدفع بالمجتمع الدولي ولو على ايقاع المونديال الى خلق حلول او «ميني تسوية» تعمم سريعاً قبل خراب البصرة واطالة امد الشغور وهذا ما شدد عليه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امام وزير الخارجية الاميركي جون كيري اذ عُلم انه تمنى عليه وبلغة حاسمة ان تتحرّك ادارة بلاده على وجه السرعة لانقاذ موقع الرئاسة الغارق في الفراغ وما أدراك ما الفراغ.