Site icon IMLebanon

موفد من عون الى الحريري وفرنسا تستعجل انتخاب الرئيس

كتب عبد الامير بيضون:

مع التطورات اللافتة التي تشهدها المنطقة، وترقب ما يمكن ان ينتج عنها من تداعيات، ابتداءً من مصر التي ستحتفل يوم غد الاحد بتنصيب رئيسها الجديد المنتخب – (وزير الدفاع السابق) عبد الفتاح السيسي وتكون مناسبة لمشاركة إقليمية ودولية واسعة، حيث من المتوقع ان يحضر المراسم رؤساء دول من بينهم الرئيس الايراني حسن روحاني الذي سينتقل من القاهرة الي تركيا للقاء المسؤولين الأتراك… وولي العهد السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز ممثلاً العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ان يشارك لبنان برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة ممثلاً بوزير الدفاع سمير مقبل، وتكون مناسبة للقاءات ومشاورات قد تكون مقدمة للقاءات أخرى في العاصمة الفرنسية باريس التي توجه اليها الرئسي السابق ميشال سليمان الذي من المتوقع ان يلتقي الرئيس فرانسوا هولاند، بالتوازي مع معلومات تتحدث عن احتمال زيارة يقوم بها رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري… لكن مصادر نيابية في «المستقبل» نفت علمها بهذا الأمر…

سجالات عقيمة حول الصلاحيات

مع هذه التطورات، فقد بدا ان الافرقاء اللبنانيين لايزالون يدورون في حلقة مفرغة، ولا يعرفون من أين يبدأوا في معالجة الملفات الأساسية الضاغطة، والتي تبدأ من المخاوف المتزايدة جراء امتداد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، الى السجالات العقيمة حول صلاحيات الحكومة وآلية عملها، الى جلسة مجلس النواب التشريعية يوم الثلاثاء بخصوص ملف سلسلة الرتب والرواتب، الى ملف النازحين السوريين، وهي في مجملها ملفات تدفع البلاد الى مخاطر غير محسوبة النتائج… إضافة الى الجديد على هذا الصعيد والذي تمثل أمس بإطلاق وزير المال علي حسن خليل مشروع موازنة العام 2014 في مؤتمر صحافي أشار فيه الى ان «الأرقام الواردة في هذا المشروع قابلة للتعديل عند مناقشته في مجلس الوزراء…».

بكركي على خط تحريك الملف الرئاسي

وعلى خط الانتخابات الرئاسية والشغور في موقع الرئاسة الأولى، فقد مضت بكركي في حراكها المتقدم، مصحوباً بتسريبات عن تحركات سلبية تقارب حد «العصيان» المفتوح الى ان تنجز انتخابات رئاسة الجمهورية…

وكان لافتاً أمس، الموقف الذي أعلنه سيد الصرح، البطريرك بشارة بطرس الراعي، خلال استقباله وفد «اللقاء الروحي في جبل لبنان» وضم ممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية والاسلامية، الذي حضر بهدف «التضامن مع مواقف البطريرك الوطنية». حيث طالب الراعي، «النواب الكرام ان يحترموا الدستور الذي يلزمهم انتخاب رئيس للجمهورية…» متهما النواب بمخالفة الدستور… وانتهاك  الميثاق الوطني «الذي هو ضمانة للمسلم وللمسيحي…» مستحضراً النقاشات اليوم حول كيف تمارس الحكومة صلاحياتها وما هي هذه الصلاحيات، ليخلص الى الاستنتاج بأن «هذا يدل على المدى الطويل ان لا انتخاب للرئيس… وهذا انتهاك للميثاق الوطني وتغييب مكون أساسي…» مكرراً دعوة النواب «لبت هذا الموضوع، ولكن ان نستمر في الفراغ، فهذا أمر لا نقبل به ولا يمكن ان يستمر لكي نحافظ على الكيان اللبناني…».

رسالة فرنسية لبري…

وفي وقت كان الرئيس بري منهمكاً باستقبال الزوار ومن بينهم السفير السوري علي عبد الكريم علي والسفير الفرنسي باتريس باولي الذي شجع على «احياء عمل المؤسسات وتفعيلها وانتخاب رئيس في أقرب وقت… وهو أولى الضروريات اليوم للبنان…».

كانت الأنظار تتجه الى جلستي مجلس النواب المقررتين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، الأولى لانتخاب الرئيس، والثانية للتشريع، حيث لا اشارات دالة بعد تؤكد ان مجلس النواب سيتجاوز الصعوبات والعقبات… وان مصير الجلستين المفترضتين ستكونان أفضل حالاً من الجلسات السابقة…

تردد حول الجلسة التشريعية

واذا كان الجميع، تقريباً يسلمون بأن جلسة بعد غد الاثنين تنعقد لعدم اكتمال النصاب، فإن الحوار لايزال يدور حول الجلسة التشريعية يوم الثلاثاء، والمخصصة لاستكمال البحث في سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام…

وفي وقت أكد نواب «المستقبل» حضور جلسة الاثنين، إلا أنهم لم يحزموا أمرهم بخصوص جلسة الثلاثاء وفي هذا نقل الوزير نبيل دو فريج عن الرئيس فؤاد السنيورة قوله «ان السلسلة كما أتت من اللجان المشتركة ستتعب الدولة لأنها حملت الكثير…» مشدداً على ضرورة «ايقاف الهدر اولاً لتأمين الأموال اللازمة للسلسلة…».

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح فقال لـ«الشرق» «ان نواب 14 آذار قد يشاركون في الجلسة التشريعية، اذا ما تم الاتفاق في اللجنة حول صيغة، تؤمن الموارد ومتوازنة مع النفقات ومترافقة مع اصلاحات…» لافتاً الى «ان السلسلة هي من بين المواضيع الضرورية الواجب ان تحضر الى المجلس لاقرارها متخطين مسألة الشغور الرئاسي…».

وفي هذا، فقد أكد عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سيمون أبي رميا «ان الأمور لم تحسم بعد لناحية المشاركة فيها…» علماً ان هذا الموضوع قد بحث خلال اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري والنائب (الجنرال) ميشال عون…

ولفت أبي رميا الى ان «المطلوب هو انتخاب رئيس جمهورية قوي بحسب المواصفات التي تم التوافق عليها في بكركي…» مشيراً الى ان استمرار ترشح سمير جعجع وتبنيه من قبل 14 آذار «يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية»، هذا بالاضافة الى التموضع الجنبلاطي الذي يمنع وصول الرئيس القوي، من هنا كان قرار الانفتاح على تيار «المستقبل» وكسر الاصطفافات القائمة…

وضبابية في آلية عمل الحكومة

أما على مستوى الاداء الحكومي وآلية عمل مجلس الوزراء، فحتى الآن، لم يعلن رئيس الحكومة تمام سلام عن موعد لجلسة جديدة، في ظل الضبابية التي تحيط بمواقف الافرقاء من هذه المسألة…

وبحسب مصادر متابعة، فإنه وان تم الاتفاق حول موضوع جدول الأعمال عبر توزيعه قبل 72 ساعة على الوزراء، إلا ان البت بموضوع التصويت على القرارات والتوقيع على المراسيم لم يحسم بعد…

إلا ان وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج أكد ان «الكلام عن اننا لم نجد بعد آلية لممارسة صلاحيات الرئيس في مجلس الوزراء ليس دقيقاً» موضحاً أنه «لا يوجد قرار سياسي حتى اليوم حول كيفية ادارة البلد، وعندما يصدر هذا القرار، لا تعد الآلية مشكلة…» لافتاً الى أنه «لو كان مكان رئيس مجلس النواب لما دعا لأي جلسة تشريعية احتراماً لموقع الرئاسة…».

نصر الله: لم نطلب المثالثة

إلى ذلك، فقد أطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمة له بعد ظهر أمس جملة مواقف توزعت بين سلسلة الرتب والرواتب ووضع الجامعة اللبنانية واتهام «الثنائي الشيعي» بالعمل على المثالثة.

وفي هذا، فقد دعا السيد نصر الله الكتل النيابية الى التوجه الى مجلس النواب لحسم مسألة السلسلة وبالتالي الامتحانات الرسمية في جلسة او أكثر، لافتاً الى من أوصل الامر الى مواجهة بين الدولة وأهالي الطلاب هم الطبقة السياسية التي عليها ان تعالج هذه المسألة…

وبشأن المثالثة، فقد نفى السيد نصر الله ان يكون «الثنائي الشيعي يسعى الى المثالثة…» معتبراً ان هذا غير صحيح… ونحن لم نسمع بها من قبل ان يتحدثوا بها، لافتاً الى ان أول من طرح هذه المسألة كانوا الفرنسيون مع الايرانيين ونحن لم نسمع ولم نقبل بها…

بري تسلم رسالة فرنسية تدعو لانتخاب عاجل للرئيس

حضت فرنسا لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية عاجلاً وذلك في رسالة تسلمها رئيس المجلس نبيه بري بعد ظهر امس من السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي في حضور محمود بري، وجرى عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال السفير باولي بعد اللقاء: زرت الرئيس بري لنقل رسالة معروفة من السلطات الفرنسية وهي اننا مع المؤسسات، ولذلك علينا ان نشجع إحياء وتفعيل عمل المؤسسات اللبنانية. نحن مع انتخاب رئيس الجمهورية في اقرب وقت ممكن من مجلس النواب، وشجعنا الرئيس بري على بذل الجهود الممكنة لانتخاب الرئيس في وقت سريع ونعتقد ان هذا الانتخاب هو اولى الضروريات اليوم للبنان.

وكان بري التقى في عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء:تركز الحديث على الانتخابات (الرئاسية السورية) ونتائجها ورمزيتها وحجم الاقبال الذي فاق كل التوقعات، واستبشاره بأن هذه النتائج التي اسقطت كل الراهانات وتجاوزت كل التوقعات هي التي تصنع حلاّ سياسياً يكون لمصلحة سوريا والمنطقة، عبر ما حققته سوريا بإنتخاباتها والتفاف شعبها حول قيادتها وحربها على الارهاب. هذا الاقبال الذي تحدى كل الارهاب والمتفجرات وكل التحديات الخارجية وكل التشويش الخارجي والاعلام الذي حاول قلب الحقائق.

وعن عدم اعتراف عدد كبير من الدول لاسيما الدول الغربية بالانتخابات. قال: الحقائق اقوى من المكابرة، لذلك هذا الاقبال وهذه الحشود وهذا التحدي، وهذه الوطنية العالية التي ظهرت لدى السوريين بما فيها في عواصم هذه الدول التي كابرت وزوّرت وموّلت وسلّحت ورعت الارهاب، هي التي تعطي الحقيقة وهي التي يقبلها الاخرون، لذلك هذا الاعتراف الذي يكابرون في التعامل معه وتسمية الاشياء بغير اسمائها مردود على اصحابها.