Site icon IMLebanon

نادال لـ “الشرق”:فلينتخب اللبنانيون رئيسا توافقيا وسنتعاون معه…ستقدم المساعدة للجيش بموجب الهبة السعودية في اطار المجموعة الدولية

 

ليس صحيحا ان لبنان أصبح من المواضيع الثانوية اليوم على الاجندات الدولية، بل بالعكس فبالنسبة لعدد من دول القرار لاسيما فرنسا، فإن الملفات والازمات اللبنانية مازالت تتصدر السياسة الخارجية الفرنسية، وباتت المحادثات الدولية حول الحلول في المنطقة تركز ايضا على الوضع اللبناني الداخلي وكيفية السعي الى المحافظة على استقراره وتجنبه أي تداعيات او أزمات إقليمية قد تنعكس على وضعه الداخلي. بدوره لبنان الذي يعول كثيراً على الجهود والمساعي الفرنسية التي تبذل في هذه الفترة لتجاوز أزمته الدستورية، يعلق آمالا كبيرة على الاتصالات الفرنسية – اللبنانية للوصول الى ملء الشغور الرئاسي، كما الى تخطي تفاقم أزمة النازحين السوريين وتأثيراتها على الأوضاع الانسانية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان.

الديبلوماسية الفرنسية التي تولي الملفات اللبنانية اهتماما خاصاً بناء على طلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكدت على لسان الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «ان لبنان شريك أساسي وثابت في سياستنا الخارجية، وهو يشكل محورا رئيسياً ومهما في المنطقة نظراً لموقعه وثقله السياسي وتأثيره على الدول المجاورة.

نادال قال إنه حان الوقت لاتفاق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتربطنا مع القيادات كلها اتصالات وحوارات ان في الحكومة او خارجها. ودعا الى ضرورة الاسراع لانتخاب رئيس جديد لأنه يشكّل الحماية للوحدة الوطنية وللمؤسسات الدستورية والسياسية.

المسؤول الفرنسي رأى ان التأخير في الشغور الرئاسي له تداعيات سلبية على لبنان، مشددا ان فرنسا ليس لديها أي مرشح او اسم تدعمه او تفضله على آخر. وقال من يختاره اللبنانيون نؤيده ونتعاون معه.

وحول الأزمة في سوريا جدد نادال الموقف الفرنسي المعروف بأن الحل السياسي الانتقالي، وتشكيل حكومة انتقالية، هما السبيل الوحيد لانهاء الازمة، كما يجب استثناء توحيد الجهود لحماية هذا الاستقرار.

وفي ما يتعلق بالمساعدات العسكرية المقدمة الى الجيش اللبناني من الهبة السعودية، قال نادال نحن نعتبر ان الجيش هو الضمان الوحيد للمحافظة على الامن والاستقرار في لبنان، وان المشاورات بين وزارتي الدفاع الفرنسية واللبنانية مستمرة في هذا الشأن، نافيا ان يكون هناك من تواريخ او حظر من قبل أحد. ورأى ان المهم دعم الجيش ومساعدته وتأمين حاجاته.

واعتبر الناطق الرسمي ان الأزمة السورية تدول أكثر فأكثر، وتتصاعد وتيرتها، داعيا المجتمع الدولي الى القيام بواجبه عبر اتخاذ قرارات مصيرية مهمة، شاجبا بشدة الحصار المفروض على عمل المجتمع الدولي.

وقال العنف يولد العنف، وبشار الاسد هو الوحيد المسؤول عن قتل شعبه.

كلام نادال جاء خلال لقاء خاص بـ«الشرق» في الخارجية الفرنسية في باريس، وهذا نص الحوار:

الشرق: يتاثر لبنان بشكل مباشر بالازمة في سوريا، ونتيجة ذلك لم يتمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كيف ترون هذا الامر؟

نادال: لقد حان الوقت كي يتفق اللبنانيون على اختيار شخصية وفاقية تملأ الفراغ الرئاسي، وهذا الامر سيؤدي الى حماية لبنان من الملفات الاقليمية المتوترة وغير المستقرة وبشكل خاص الازمة السورية المؤثرة مباشرة على لبنان.

وقال ان الازمة السورية يتاثر بها لبنان ان عبر النزوح السوري باتجاه اراضيه، او عبر التاثير السياسي – الجيوغرافي على المنطقة بشكل خاص. بالنسبة الينا، فإن لبنان شريك اساسي وثابت في سياستنا الخارجية، وهو يشكل محورا رئيسيا ومهما في المنطقة نظرا لثقله وموقغه السياسي، وتاثيره على دول الجوار. فعندما يكون لبنان غير مستقر، فإن المنطقة كلها تتاثر بهذا الامر.

اتصالات باريس اللبنانية

الشرق: ماذا حول الاتصالات الفرنسية القائمة اليوم مع بعض المسؤولين الموجودين في العاصمة الفرنسية والذين يترددون إليها؟

أجاب: لقد سعت فرنسا دائما الى توسيع اتصالاتها مع مختلف الاطراف اللبنانيين من دون استثناء، لأننا نعتبر لبنان شريكا مهما وأساسيا لنا في المنطقة، وتربطنا حوارات ولقاءات مستمرة مع كل الا طراف، ان داخل الحكومة او خارجها. كما اننا نوجه للجميع نفس الرسائل التي نبغي ايصالها، وهي ضرورة الاسراع الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، وان يكون للبنان وللبنانيين رئيس يحافظ على الوحدة الوطنية، ويحمي المؤسسات السياسية والدستورية، ويؤمن الاستقرار في البلاد.

وقال نادال ان كل تأخير في الشغور الرئاسي ستكون له تداعيات سلبية على لبنان، لذا على الاطراف اللبنانيين وحدهم تقرير هذا الامر، واختيار الشخصية المناسبة لتولي منصب الرئاسة الاولى. ففرنسا لا تتدخل اطلاقا وابدا في هذا الامر، كما ليس لديها اي مرشح تفضله على آخر، واننا نتمسك بثبات وقوة بعلاقاتنا، وشراكتنا المهمة جدا بالنسبة الينا مع هذا البلد. لأجل ذلك نوجه رسائل الى المسؤولين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

سنتعاون مع أي رئيس لبناني

الشرق: هل من المستحسن ان يكون الرئيس توافقيا ام عسكريا ام تكنوقاطيا…؟

نادال: بالنسبة الينا، نحن نرى ان من يختاره اللبنانيون سنؤيده. فاللبنانيون انفسهم يختارون رئيسهم وليس نحن. والشخصية المختارة من قبلهم ستكون بالنسبة الينا الشخصية المهمة والفريدة، وسنتعاون معها ايا كانت هذه الشخصية، كما سنكون سعداء في التعامل مع هذا الرئيس من أجل مستقبل لبنان وتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

ثقتنا كبيرة بلبنان

الشرق: هل فرنسا متخوفةعلى مستقبل لبنان وسط التطورات الاقليمية المتنقلةمن بلد الى آخر؟

نادال: ابدا، نحن لدينا ثقة كبيرة بلبنان وبمستقبله وبشعبه. فالشعب اللبناني يعرف جيدا كيف يتخطى الصعوبات والحواجز.انه شعب عظيم، شعب لديه تاريخ كبير ومهم، ونحن لدينا ثقة فيه وبمؤسساته.

علينا حماية لبنان من عدم الاستقرار الاقليمي

الشرق: هل عدم التوصل الى انتخاب رئيس عائد الى تاثيرات اقليمية ودولية وتدخلات خارجية؟

نادال: علينا حماية لبنان من عدم الاستقرار الاقليمي، كما علينا حمايته ايضا من تداعيات الازمة السورية الدراماتيكية والمستمرة، والتي حصدت حتى اليوم ما يقارب الـ160 الف شهيد.

فاللبنانيون يعانون اليوم من تداعيات النزوح السوري ونحن نساعد في هذا الا طار بالتعاون مع المجتمع الدولي، كما ان التوازن السياسي الداخلي يمكن ان يتاثر بالازمة السورية. اذا من المهم جدا حماية لبنان، وعلى الاطراف السياسيين من دون استثناء توحيد جهودهم لحماية استقراره وأمنه الداخلي.

لانسحاب كل القوات الخارجية من سوريا

الشرق: …وعن مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا؟

نادال: بالنسبة الينا، نحن نرى ان الحل في سوريا لا يمكن ان يحصل الا عبر الانتقال السياسي للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية، وهذا الامر يساعد سوريا للخروج من المأزق الذي تتخبط فيه.

اضاف: اننا نطالب كل الذين لديهم تاثير على الازمة السورية المساعد لتسهيل هذا الانتقال السياسي للسلطة. واذكر بان «مجموعة اصدقاء سوريا»والتي تجتمع بشكل دائم ومنظم، دعت من خلال بياناتها المتكررة الى»انسحاب كل القوات الخارجية من سوريا…».

الجيش الضمانة الوحيدة

الشرق: متى وأين ستبدأ فرنسا تقديم المساعدات العسكرية الى الجيش اللبناني عبر الهبة السعودية؟

نادال: بالنسبة الى فرنسا، اننا نعتبر ان الجيش اللبناني هو الضمان الوحيد للمحافظة على الاستقرار والامن في لبنان. هناك تعاون ثنائي ووثيق بين وزارتي الدفاع الفرنسية واللبنانية حول هذا الأمر، ونحن ملتزمون بكل ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين، كما ننتظر انتهاء اللائحة التي ستقدمها المؤسسة العسكرية الى الجهات المختصة في هذا الشأن. هناك حاليا تعاون وحوار بين الدولتين بهدف تقدم وتطوير الجيش البناني.

أضاف الناطق باسم الخارجية الفرنسية: ليس لدينا تواريخ محددة لتقديم المساعدات للجيش كما ليس هناك من عقبات او موانع تحول دون تقديم ما يلزم. المهم التعاون بين الجهات المختصة ومضمون ما يطلبه الجيش، فالمحادثات مع الجيش لا تجري فقط مع الجهة الفرنسية إنما أيضا مع مجموعة الدعم الدولية.

المهم في الموضوع دعم الجيش اللبناني لأنه ضمانة الا ستقرار، ومن الضروري تأمين الحاجات والمساعدات العسكرية المطلوبة….

وقال عندما تنتهي المؤسسة العسكرية من تقديم لائحتها ومطالبها، سيتم تقديم المساعدات في اطار المجموعة الدولية ونحن ملتزمون في هذا الامر، ولا رزنامة او تواريخ محددة في هذا الشأن، انما خلال الاشهر المقبلة يمكن ان يبدا التنفيذ.

تسليح الجيش ضمن المجموعة الدولية

الشرق: يفهم من كلامك ان ليس هناك من حظر على أسلحة معينة؟

نادال: كما في كل محادثات ومشاورات رسمية بين جهات عسكرية، فإن الفريق المحاور يكون ذا خبرة واختصاص، وبالتالي كما قلنا انفا، نحن ملتزمون قي هذا الامر ضمن مجموعة الدعم الدولية، وهدفنا مساعدة الجيش التأمين وحماية الاستقرار على كل الاراضي اللبنانية من دون استثناء.

المداولات مع الجيش اللبناني مستمرة، وآخرها الاجتماع الذي عقد منذ فترة في روما، والعمل مستمر خلال الاشهر المقبلة.

الازمة السورية في التدويل

وعن الازمة السورية والوضع في المنطقة قال نادال، لم تخطئ فرنسا في انذار المجتمع الدولي بضرورة وضع حد للأزمة السورية، لتسهيل الانتقال السياسي. لقد طلبنا ذلك مرات عدة، ونحن نسعى الى تقدم المحادثات في جنيف بهدف الانتقال السياسي، ونستمر في هذا الالتزام.

أضاف ان الازمة السورية لن تتوقف الا عند ايجاد حل سياسي عبر انتقال السياسي للسلطة. وطالما ان النظام مستمر في في هذا الشكل، فإن الازمة قد تتصاعد وتتازم أكثر فأكثر. ان تاثير الازمة السورية على المنطقة كارثي بامتياز ان في اطاره الامني او السياسي او عبر مرور الجهاديين من سوريا الى العراق.

باختصار، هذه الازمة «تدول»اكثر فاكثر، وتتصاعد وتيرتها، ونحن حذرنا من هذا االأمر. لذا ندعو المجتمع الدولي الى القيام بواجبه وان يأخذ قرارات مصيرية وحتمية حول الازمة السورية. كما اننا نأسف للحصار السياسي الموجود اليوم من خلال عمل المجتمع الدولي، ونشجب بشدة هذا ا لامر، لأن من شان ذلك عدم تسهيل الازمة وايجاد الحلول المناسبة بل تصاعدها وارتفاع وتيرتها. هذا الأمر لا يعطي افقا للحل، بل يقفل كل الابواب في اطار ابقاء العنف. فالعنف لا يولد الا العنف، واراقة مزيد من الدماء، وهذا ما نعيشه منذ اكثر من ثلاث سنوات. نكرر ان لا حل في سوريا الا عبر الحل السياسي للسلطة. فبشار الاسد هو اليوم العقبة الاساسية لأي حل في سوريا، لأنه الوحيد المسؤول عن قتل شعبه.

لا رجوع عن مكافحة الارهاب

الشرق: وحول دخول جهاديين الى لبنان يحملون الجنسيات الاجنبية ومن بينهم فرنسيون؟

نادال: الارهاب أمر يهدد المجتمع الدولي كافة. وقد وضعت الحكومة الفرنسية خطة لمكافحة آفة الجهادفي فرنسا والالتحاق بالمنظمات الارهابية في سوريا او في دول اخرى. هذه الخطة بدأت بالتطبيق وبدات تعطي ثمارها، فقرارنا في مكافحة الارهارب مطلق ولا رجوع عنه، وبجب ان يقوم بالتعاون مع الدول التي يصلها الارهاب. اننا نتعاون مع هذه الدول عبر تبادل المعلومات والوثائق… نحن نرى ان مسؤولية النظام السوري في مصير  وتطوير وانتشار الجهاديين في سوريا والعراق أمر مرعب، فمسؤلية بشار الاسد مرعبة.

تفعيل الحوار وتخفيف الضغوط

الشرق: هل تعتبر ان الحوار الايراني – السعودي مازال مستبعدا الى اليوم؟

نادال: الحوار هو ما نفضله على لغة العنف.فالديبلوماسية يعني الحوار.

الشرق: نتحدث عن مساع فرنسية بين الطرفين؟

نادال: ان دور الديبلوماسية الفرنسية هو تفعيل الحوار وتخفيف الضغوط. ونحن نجند كل طاقاتنا في هذه المنطقة.

حاورته في باريس (الكاي دورسيه) تريز القسيس صعب