Site icon IMLebanon

نحو إعلان الدولة الكردية؟

قبل ان ينتقل جون كيري لمقابلة الزعماء الأكراد، وصلت من اربيل تصريحات مفادها ان العراق لن يعود كما كان، ليس في ما يتعلّق بالحكم الاقصائي والإستئثاري والمذهبي الفاقع الذي مارسه نوري المالكي فحسب، بل بالنسبة الى العلاقة بين الاقليم الكردي الذي سبق ان حصل على نوع من الحكم الذاتي ومركزية الحكم في بغداد.

مسعود بارزاني في حضور برهم صالح نائب جلال طالباني ورئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني ابلغ كيري ان “المتغيّرات الاخيرة قد أفرزت عراق جديداً ونحن نتطلع الى استقلال اقليم كردستان” وهذا يعني وضع خريطة تقسيم العراق على الطاولة، وهكذا احسّ كيري ان مطالبته الزعماء الاكراد بالموافقة على تشكيل حكومة جديدة شاملة، لا معنى لها بازاء الحديث عن رغبة اقليم كردستان بالوصول الى مطلبه التاريخي بالحصول على الدولة المستقلة.

قبل وصول كيري الى اربيل كان برزاني قد ابلغ “CNN” انه سيسأل كيري الى متى يجب ان يبقى الشعب الكردي على هذه الحال، وخصوصاً ان له الحق في تحديد هويته ومصيره، وهذا سؤال يكتسب وجاهة اليوم اكثر من اي وقت مضى، رغم ان الايرانيين والاتراك والسوريين سيعارضونه تماماً مثل العراقيين، فالجميع يخشون قيام دولة كردية قوية لديها مواردها النفطية في الموصل وكركوك وتملك دينامية نمو اثارت اعجاب الكثيرين في العامين الماضيين على الأقل.

في نظر الزعماء الأكراد ان العراق بات يعاني من انهيار كامل وان الحكومة المركزية فقدت سيطرتها على كل شيء، وان على الشعب الكردي ان يغتنم الفرصة ويحدد مستقبله ويعلن استقلاله، والمثير ان برزاني ابلغ كيري ان المالكي رفض تقديم المساعدة من حكومة كردستان لمواجهة “داعش”. ولكأنه رغم كل ما قيل ويقال، يريد خلق حال اضطراب تدمر البلد لتبقيه في السلطة، او ينام على مخطط خارجي ينتهي بالتقسيم ليشعل ناراً “داعشية” في الدول الخليجية مثلاً! ولكن برزاني ابلغ كيري ان ما يحدث ليس بسبب “داعش”، التي استغلّت إستياء الشعب العراقي من المالكي الذي بنى لنفسه جيشاً مذهبياً من انصاره وتلاعب بالسلطة وقاد العراق الى كارثة وعليه ان يستقيل!

الطلعات الجوية الاميركية الاستكشافية لن تغير الواقع مع جيش العراق الفار من الجبهات، والقصف الجوي السوري يحاول إستباق ما سيأتيه من العراق، والمالكي مصمم على إشعال حرب مذهبية، يؤكد ذلك خلافه المتصاعد مع المرجع علي السيستاني، الذي حاول المالكي تضليله بمعلومات مغلوطة عما يجري جعلته يدعو الى التطوّع الشيعي، وعندما تبيّنت الحقيقة اصدر توضيحاً صريحاً قال فيه انه دعا كل العراقيين وليس الشيعة للتطوع في الجيش، وليس لتشكيل ميليشيا مذهبية خارج الدولة كما اراد المالكي ومن يقف وراءه على ما يبدو!