Site icon IMLebanon

نداء

يتخذ الوضع الأمني في عرسال وجرودها منحى تصعيدياً يوجب على المسؤولين كافة وعلى الشعب اللبناني بكل مكوناته تقديم كل الدعم للجيش اللبناني الذي يبلي بلاءً حسناً في مواجهته للإرهاب المتمثل بمسلّحي داعش والنصرة المنتشرين في جرود عرسال وفي منطقة القلمون السورية والقصير وغيرها من المدن والقرى المحاذية للحدود اللبنانية، خصوصاً وأن الوضع الأمني خطير في هذه المنطقة، وهو بالتالي بمثابة قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة وينفجر معها الوضع الأمني في كل أرجاء المنطقة إمتداداً الى عمق البقاع.

ولم يغب هذا الوضع المخيف عن مجلس الوزراء في جلسته أول من أمس، والتي حملت عدداً وافراً من الوزراء الى طرح أسئلة محرجة على رئيس الحكومة والوزراء المختصين والذين ردّوا بدورهم على تساؤلات زملائهم بالاعتراف بخطورة الوضع في عرسال استناداً الى التقارير الأمنية المتوافرة لدى هؤلاء الوزراء من الأجهزة الأمنية المختصة.

صحيح أن الجيش نجح في المواجهة التي حصلت أول من أمس مع مسلّحي داعش وأخواتها، وأسكت أصوات الرصاص والقنابل التي استخدمها المسلحون في اعتدائهم على دورية للجيش، وإعادة الأمور وفق البيانات الرسمية التي صدرت عن الجهات الأمنية الى ما كانت عليه قبل حصول اعتداء داعش وأخواتها، غير أن الصحيح أيضاً هو ضرورة وجود إجماع وطني على دعمه ومساندته في هذه المعركة التي يخوضها عن لبنان وعن اللبنانيين، حتى أن هذا الإجماع المطلوب لا يكفي وحده وإنما هو بحاجة أيضاً الى كافة أنواع الدعم حتى الدعم اللوجستي لمواجهة هذا الخطر التكفيري الذي يضرب لبنان بقوة رداً على انخراط حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب النظام، ووجوده في منطقة القلمون والقصير الى جانب جيش النظام يقاتل ثوار سوريا الذين يخوضون معركة إسقاط النظام وقيام نظام جديد يرضي به الشعب السوري بكل فصائله ومكوّناته.

ومما لا شك فيه أن الخطوة التي أقدم عليها وزير الداخلية نهاد المشنوق بزيارة الى رئيس التيار الوطني الحر لإطلاعه على تعقيدات الوضع الأمني في عرسال ودعوته الى مساندة الجيش في هذه المواجهة الصعبة والمكلفة هي ضرورية في هذا المفصل التاريخي إلا أنها لا تكفي وحدها ما لم يعقبها زيارات الى كل القيادات السياسية في البلاد ودعوتها الى التعاون والتضامن والوقوف وراء الجيش وإلى الالتزام مجدداً بسياسة النأي بالنفس التي أثبتت الأيام أنها كانت كافية لتحييد لبنان عن ما يجري على حدوده، ومنع انزلاقه في خطر المواجهة مع داعش وغير داعش سواء في عرسال أو في غيرها من المناطق والبلدات الحدودية.