يشكو النازحون السوريون الذين يقطنون في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت أنّ «حزب الله» صادر بطاقاتهم وقال لهم إذهبوا الى السفارة السورية في اليرزة لتسلمها هناك… أي بعد أن ينتخبوا الرئيس بشار الأسد.
طبعاً، هكذا تتصرّف الميليشيات المسلحة وهكذا يفكر الميليشياويون.
كذلك شكا بعض السوريين الهاربين الى لبنان من دمشق بسبب الخوف من الإقتتال، من أنّهم تلقوا تهديداً مفاده: إذا لم ترجعوا وتقوموا بواجب الانتخابات (طبعاً للرئيس بشار الأسد) سوف تكون بيوتكم في خطر، وسوف نطلب من النازحين من المناطق التي يجري فيها الإقتتال الى المناطق التي هي أقل خطراً أن يحتلوا بيوتكم!
نعم بكل بساطة كل مَن لا ينتخب الرئيس بشار الأسد سوف يحتلون بيته!..
هذا غيضٌ من فيض، وطبعاً من دون العودة الى أنّ نصف الشعب السوري لا يستطيع أن ينتخب خشية تهديم بيوتهم واضطرارهم الى الهرب من مدنهم وقراهم ومنازلهم.
هل يعلم الرئيس بشار الأسد أنّ الانتخابات التي دعا إليها لا يتوافر فيها أي عنصر من عناصر المنطق والعقل؟!.
هل يعلم بشار الأسد أنّ عدد القتلى في سوريا أصبح اليوم أكثر من 200 ألف؟!.
هل يعلم بشار الأسد أنّ 300 ألف مواطن مخطوفون ومجهولو المصير لا أحد يعلم شيئاً عنهم؟!.
هل يعلم بشار الأسد أنّ أكثر من نصف بيوت السوريين قد أصبحت على الأرض… أبنية بأمّها وأبيها أصبحت على الارض… مدن تهدّمت وأضحت صحراء قاحلة!.. قرى أبيدت بسكانها ولم يبقَ منها سوى الركام!..
العالم بأكمله يعرف هذه الحقائق طبعاً باستثناء الأنظمة الديموقراطية مثل روسيا والصين وإيران!!…
احفظوا جيداً هذه الأسماء، هذه الدول التي هي مرجعية في الديموقراطية والأهم أنّ ديموقراطيتهم العريقة يشهد لها التاريخ…
