Site icon IMLebanon

نصرالله لغزة: عذراً لانشغالنا في سوريا

إنها مناسبة “يوم القدس” التي تعوّل عليها ايران سنويا لتبرير مشروعيتها في التوغل في العالم العربي حتى شواطئ المتوسط في جنوب لبنان وفي غزة. ولا جدال في ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله هو الوجه الابرز للتعبير عن هذا اليوم بلسان عربي ومضمون فارسي. فماذا قال يوم امس في كلمته بالمناسبة؟ لا شيء. فالكلمة التي كانت منتظرة من نصرالله، اذا كانت القدس تعني ايران قولا وفعلا، هي ان سيوف الحزب الى جانب مقاومي غزة وليس قلبه. كل التعابير العامة التي استخدمها في كلمته كانت تنتهي بالتأكيد ان غزة ستنتصر وان اسرائيل في مأزق وعليه ليست هناك من حاجة الى سلاح “حزب الله” الموجود في سوريا حيث يقاتل، كما لمح نصرالله، دفاعا عن نظام بشار الاسد “الممانع”. أما بالنسبة الى فلسطين فـ”نحن في حزب الله لن نبخل بأي شكل من اشكال الدعم والمؤازرة والمساندة التي نستطيعها ونقدر عليها”، والكلام لنصرالله. ربما هناك من يعتقد ان كلمة ايرانية ما وصلت مع مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان او سبقت وصوله الى بيروت ليقول نصرالله ما قاله.

باختصار لم يقرأ نصرالله في كلمة القدس غير النص الفارسي. وكأنه لم يقرأ ما كتبه قبل أيام وبصورة لافتة السيد هاني فحص في الزميلة “المستقبل” عندما خاطب “حزب الله” بالتعبير الديني فطالبه بـ”العودة من سوريا من أبواب عديدة وجديدة على ما جرى لإخوة يوسف…”. كما لم يسمع دعوة الرئيس سعد الحريري للحزب الى الانضواء في مشروع مكافحة الارهاب من بوابة الدولة. كذلك لم يقرأ خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي بيّن أمس معادلة جديدة للصواريخ المسموحة في سوريا والممنوعة في الجنوب.

ربما لم ينتبه كثيرون ان “يوم القدس” أمس جاء غداة يوم “اليونيفيل” في جنوب لبنان. فبدلا من السفير السوري علي عبدالكريم علي الذي تصدّر صفوف مهرجان نصرالله كان معظم العالم متصدراً احتفال قوات الطوارئ الدولية لمناسبة تسلّم القائد السادس عشر لـ”اليونيفيل” الجنرال الايطالي لوتشيانو بورتولانو مهماته من سلفه سيرّا. إنها المقارنة التي تحاشاها نصرالله أمس عندما تجاهل الحقيقة الكبرى التي تمثلت بالقرار الرقم 1701 الذي جاء بجيوش العالم الى الجنوب كي تحميه من “نصر إلهي” جديد كلف لبنان خسائر هائلة لم يزلها “المال النظيف” الإيراني وحده كما يتذكر من عاش يوميات تلك الحرب فلم يعد نصرالله يذكر أمر هذا المال إطلاقاً بعدما صارت اللافتات التي غمرت الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت تحمل عبارة “شكراً قطر”.

لا اجد في لبنان اطلاقا يتمنى ان تتكرر مآثر “حزب الله” في الجنوب. وكل من ذاق ويلات عام 2006 يتمنى لأهل غزة مخرجا مماثلا للقرار 1701. لكن الفيلم اللبناني ينتظر خاتمة جنوبية لتورط “حزب الله” في سوريا