… في زمن الدمار، الى أهل غزة هدية لطيفة من اسرائيل نابضة “انسانية” بعدما سرقت الارض قبل 66 عاما، وهجرت الشعب، وان ابقت قطعة ارض صغيرة لمن عزت عليه الارض، فما رحل، وظل يتقاسم معها ظلم الواقع من كيان مريض نفسيا وعقليا. كيان دخيل على جنس بشري بكامله، فاذا بالشعب الفلسطيني يقاسي مدى سنوات احتلال ما لم يقاسه مطلق شعب على الكوكب. الا ان ظاهرة اسرائيل، ابنة الفكر الصهيوني، ازاحت القناع عن الحكام العرب الذين ايدوا وجودها في السر وفي العلن، متواطئين مع لصوص دخلوا وبأيديهم “مقص” شلع الارض ليمتد مدى سنوات الى كل بلاد الشام محاولا تفتيتها، وكان لبنان ضحيته الاولى التي رقصت على وقع المذهبية في السعبينات، الا ان الارض بقيت على تماسكها، وتفتت اهل السياسة الى جماعات مذهبية متنافسة على السلطة والمكاسب.
هدنة انسانية تتصدق بها اسرائيل على اهل غزة بعد حرب قصيرة حصدت الاطفال والكبار والبيوت والحقول في موسم دمار تقتل اثناءه اسرائيل من اهل المكان ما يوازي عدد مواليد جدد جاؤوا غزة بعد ورشة دماء ودمار سابقة قضى اثناءها الغول المحتل على الاطفال والامهات والآباء… وهكذا تستمر المذابح صيفاً يلي صيفاً، بينما العرب بملايينهم العددية والمالية العرب الكرتونيون المشرقيون والمغربيون والخليجيون يتفرجون ويأسفون ويكذبون مدى 66 عام جهل وتآمر و… نفط.
ما عادت الحكاية حكاية حرب بين الاسرائيلي القوي، المكتمل الوحشية والسلاح الحديث، ومقاوم فلسطيني محدود السلاح والحرية: حرب و”مباراة”، اذا قتل اثناءها الف فلسطيني وخمسون اسرائيليا، يصرخ المظلوم انه انتصر، فلا يهم عدد الضحايا ولا الدمار، المهم الذعر الذي يتسبب به للعدو الجبان الذي بقدرة قادر انشأ مساكن شرعية للمستوطنين اليهود، وهذا ممنوع على اهل المكان، كما بنى الملاجئ وهيأ لمجتمع حربي يحمي المواطنين، وهذا ايضا ممنوع على الفلسطينيين المتروكين لقدر اعمى عربي التخلف بامتياز.
الحكاية تخطت مسلسل حرب وهدنة، فالغرب الذي ما نبت له ضمير عربي مخادع مثله ويضم فلسطينيين، ساعدوا جميعا على اقامة واستمرار وتوسع كيان صهيوني، نما كالشوك وتسلق حياة اهل فلسطين وما جاورها من اوطان عربية، قاضيا على جذورها، كما فعلت اميركا بالعراق قبل عقد تقريبا، وتفعل دولة داعش الاسلامية واخواتها في سوريا والعراق اليوم.
والكل ابناء جحر صهيوني واحد. والعالم الاسلامي العربي في سبات متآمر كالعادة داخل فوضى بشرية نابعة من تاريخ ما عرف الا الحروب فوق كوكب الارض. وهذا دليل قاطع على عدم نضج الوعي الانساني بعد، وعلى رغم مئات المعتقدات الروحية والمادية، الارضية والسماوية التي ما عكست يوما الا صورة انسان “بدائي”، متفوق علميا وتكنولوجيا اليوم، الا ان وعيه ما بلغ بعد معرفة وحدة مصدر ووحدة وجود، منها فقط تشرق شمس السلام.