Site icon IMLebanon

هذا ما تريده إيران من لبنان

 

في العام 2007 عقد مسؤول مخابرات فرنسي كبير سلسلة إجتماعات في طهران، فقال له المسؤولون الإيرانيون إنّهم لم يعودوا يقبلون بالنسبة الى الشيعة في لبنان بـ»اتفاق الطائف» ولا بـ»اتفاق الدوحة».

والواقع أنّ اتفاق 2008 هو الإنقلاب على «الطائف»، كما أنّ ما تعرّضت له حكومة الرئيس سعد الحريري هو إنقلاب على «الدوحة» الذي كان بموجبه توافق على:

لا ثلثاً معطلاً،

ولا استقالات من الحكومة.

وعُلم أنّ طهران تطلب «ضمانة» على قاعدة: نائب رئيس جمهورية شيعي في لبنان، وأيضاً قائد جيش شيعي!

وبالتالي فإنّ إيران وفريقها في لبنان يستنتجان أنّ دستور «الطائف» عاجز عن الاتيان برئيس جمهورية ولا بدّ من مؤتمر تأسيسي لدستور جديد.

المشكلة أنّ الموارنة غير متفقين في ما بينهم، ولقد بيّنت ثلاث دورات إنتخابية هذا الخلاف بشكل واضح.

فلا سمير جعجع قادر على أن يصل الى الرئاسة.

ولا المرشح (غير المعلن) ميشال عون يمكن أن يصل.

ولكن تأخذ خطوة سمير جعجع في بكركي أمس أهميّة متقدّمة: فمجرّد أن أعلن عن استعداده للإنسحاب من الترشح حتى وإن جاء هذا الإعلان مشروطاً، هو تطوّر لافت وبارز.

ولكن إيران لا تريد إنتخابات رئاسية في لبنان بالمطلق، ولا تكتفي بذلك، إذ في الوقت ذاته تعمل على تحريك الشارع.

صحيح أنّ المطالب الاجتماعية محقة، ولكن اللافت أنّها فجّرت دفعة واحدة بما يدعو الى الكثير من التساؤل إن لم يكن من الريبة.

وكان لافتاً جداً أنّ اللجنة النيابية الفرعية الأخيرة أنجزت مشروعاً… وفي منأى عن مضمونه، لا نعرف لماذا أحاله الرئيس نبيه بري الى هيئة التنسيق النقابية؟!. وما شأنها لتطلع على عمل أنجزه نواب بموجب دورهم التشريعي؟!.

في أي حال، فالفرنسيون متخوّفون، ونصيحتهم الواضحة للمسيحيين خصوصاً وللبنانيين عموماً:

اتفقوا على رئيس.

وإنّها لفرصة ذهبية للمسيحيين خصوصاً، ذلك أنّ لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي فيه رئيس مسيحي.

ونقترح على غبطة البطريرك أن يجمع القادة الموارنة طالما أنّ هناك استعداداً للإنسحاب من قِبَل الدكتور جعجع… حتى يتم إتفاق في ما بينهم يمشي به الآخرون… وعندئذٍ يسقط أي كلام عن أنّ الشيعة هم الذين يقرّرون.

مع التذكير بأنّ المعلومات التي يتداولها مسؤولون فرنسيون كبار هي أنّ إيران تريد أن تسيطر على لبنان عبر العراق وسوريا، علماً أنّ هذه المعلومات جرى تداولها قبل أن يعلن الجنرال صفوي المستشار الأمني لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي عن أنّ حدود إيران تمتد حتى جنوب لبنان… وهو ما أضفى صدقية بليغة على تلك المعلومات.