هذا هو السؤال المطروح بجدّية هذه الأيام، ومَن يعرف عقلية الرئيس الأميركي باراك أوباما يحكم سلفاً بأنّه لن يتدخل، ولكن لماذا يوفد البوارج ويلوّح بالطائرات؟ يمكن أن يكون ذلك مجرّد خطوة إحترازية… فيكون مستعداً إذا ما تفاقمت التطوّرات واستدعت حراكاً أميركياً عسكرياً في العراق.
ومعلوم أنّ أوباما هو رجل اللاقرار الذي التزم في برنامجه الانتخابي ليس فقط بعدم إرسال جنود الى الخارج بل أيضاً بسحب القوات الاميركية من الخارج وارتبط بمواعيد محددة.
إنّ واشنطن هي اليوم وبسبب تدخلها في العراق وأفغانستان، كادت أن تصل الى الإفلاس بخسائر 13 ألف مليار دولار، والقسم الكبير من هذه الخسائر يعود الى الحرب… والقسم الثاني هو التسليفات العقارية للبنوك التي تسببت بحال من التضخم.
ومن ناحية أخرى، فإنّ مهمّة الولايات المتحدة أن تراقب الإقتتال الجاري في العراق حيث الفتنة السنية – الشيعية، وأكثر من ذلك، وللأسف، فإنّ التدخل الإيراني في العراق بات مباشراً وخطيراً يتمثل بقيام قاسم سليماني فجأة بالحضور الى العراق ترافقه وحدات من نخبة الحرس الثوري في محاولة لتدارك سقوط بغداد.
وما بقي الإقتتال مستمراً ويتعذر أن يحسم أي فريق المعركة بشكل قاطع، فالخطوة الإحترازية التي أقدم عليها أوباما هي الإستعداد للتدخل إذا انتصر «داعش»، علماً أنّ واشنطن بدأت تفتح خطوطاً مع «داعش» ومع الإسلاميين المتشدّدين عموماً.
وفي إطار السياسة الأميركية في الشرق الأوسط فإنّ الأهم بالنسبة الى الأميركي هو مصلحة إسرائيل، وهذه المصلحة تتحقق بالتأكيد في هذا الإقتتال السني – الشيعي.
والسؤال: لماذا سيتدخل الأميركي ما دامت مصلحة إسرائيل محققة؟
واللافت أنّ تدخل «حزب الله» في سوريا أضعف حجة بشار بأنّه يحارب الإرهاب.. فإذا كان يحارب الإرهاب فلماذا يحتاج الى مساعدة «حزب الله»؟ وهل الحزب سوري أكثر من السوريين؟ وفي وضع موازٍ تتدخل إيران في العراق لحماية المالكي، فهل هي عراقية أكثر من العراقيين؟
يعني الهدف هو حماية النظام سواء أكان في سوريا أم في العراق… ولم تعد المشكلة داخلية، بل هي مشكلة إيرانية مع العرب إنْ في سوريا أو في لبنان أو في العراق(…)
طبعاً، هذا كله يؤكد أنّهم نسوا إسرائيل وباتت المشكلة هي القتال الفتنوي بين السنّة والشيعة… وأمّا إسرائيل فلم تعد عدوّاً ولا هي هاجس وليس مهمّاً ما يلحق بالفلسطينيين من أذى ومرارة احتلال وبناء مستوطنات جديدة واضطهاد يومي… فالمهم كيف يحافظون على بشار والمالكي في كرسييهما.