Site icon IMLebanon

هل تتنازل إيران وتتساهل أميركا؟

تحدّثت الشخصية المصرية المطلعة نفسها والمقيمة في نيويورك عن سوريا والأمم المتحدة، قالت: “الأمم المتحدة عاجزة ولا تستطيع أن تفعل شيئاً. عندما يتفق الروس والأميركيون، كما حصل في موضوع السلاح الكيماوي السوري وقضايا أخرى، تسير عجلة الأمم المتحدة كما يجب وخصوصاً مجلس الأمن. وعندما يختلفون لا يمشي شيء، كما حصل في موضوع سوريا. في رأيي يستغل الروس الموضوع السوري لمصالحهم الخاصة وليس محبة لبشار الأسد ونظامه. وهو يعرِف أنه باقٍ حتى يسلِّم سلاحه الكيماوي كله وبعد ذلك يُضرَب عسكرياً. لا حلّ سياسياً في سوريا بل حل عسكري، ولن يكون بشار الرابح في النهاية. طبعاً شعر بشيء من الانتعاش بعد اختلاف روسيا وأميركا على أوكرانيا. وهو كان يحاول التأخر أو المماطلة في تسليم “الكيماوي” وفقاً للاتفاق الذي وقَّعه مع الأمم المتحدة وذلك حرصاً على بقائه في الحكم أو على تطويل مدة بقائه فيها. لكن رغم ذلك عاد وسرَّع عملية التسليم لأنه لمس أن روسيا وأميركا لا تزالان متفقتين على هذا الأمر. يدعو كثيرون إلى القيام بشيء في سوريا لإنقاذها من القتل والدمار. لكنها تدمَّرت وقُتِل عشرات الآلاف من أبنائها. والآن وبسبب الأزمة الأوكرانية المستجدة سيستمر الوضع الحالي في سوريا أي (“الستاتيكو”) مع كل ما فيه من قتل وتدمير وخراب ودم. أما التقسيم، أو التخويف منه، فهو حاصل واقعياً في انتظار حصول تسوية بين الجميع أو انتصار فريق على الآخر أو الآخرين. لا تنسَ أن عندك في سوريا الأكراد والعلويين والسنّة”.
ماذا عن إيران في واشنطن التي سمعت فيها رأيين. واحد يقول أن حظوظ حصول اتفاق بين المجموعة الدولية 5+1 وطهران تراوح بين 50 و60 في المئة. وآخر يستبعد التوصل إلى اتفاق. علماً أن هناك رأياً ثالثاً يقول أصحابه إن اتفاقاً سيتم على الملف النووي لكن إيران الإسلامية لن تغيِّر سياستها الأقليمية وستستمر في السعي إلى السيطرة على المنطقة من خلال السيطرة على “هلالها” بغداد، دمشق – بيروت – غزة فيها؟ أجابت: “المفاوضات النووية جارية حالياً. وأنا كنت مطلِّعة على بعض جوانبها. هناك عدد كبير جداً من الأمور التقنية المهمة لا تزال المجموعة الدولية وإيران مختلفتين عليها. السؤال هو: هل ستتنازل إيران عن بعض مواقفها ومطالبها أو هل تتساهل أميركا قليلاً مع إيران؟ وطبعاً لا جواب عندي عن ذلك. لكن الأمر كله ليس سهلاً. يجب أن تسأل عن أسباب موقف خامنئي أي التي دفعته إلى إعطاء الضوء الأخضر الى الرئيس روحاني كي يبدأ المفاوضات النووية. ربما كانت العقوبات الدولية والأخرى الأميركية والأوروبية أحد هذه الأسباب. لكن أناساً من “الحرس الثوري” وأناساً من وزارة الخارجية أعلنوا بصراحة ووضوح أنهم ضد التساهل والتنازل مع أميركا والمجموعة الدولية. لذلك فان سؤالي هو: ماذا يجري”؟ أجبتُ: لا شك في أن العقوبات أثّرت في قرار خامنئي. ذلك أن شعب إيران غاضب أو ناقم بسبب تردّي الوضع الاقتصادي، وقد يدفع ذلك البعض إلى التظاهر في الشارع احتجاجاً، علماً أن العلاقة بين خامنئي وروحاني جيدة رغم أن روحاني لم يكن مرشحه للرئاسة. أعتقد ربما هناك توزيع للأدوار في طهران وذلك نوع من التكتيك التفاوضي الإيراني. إلى ذلك فان إيران، في رأيي، لم تكن تريد مواجهة عسكرية مع أميركا. حاولت الإفادة من الوقت لتحقيق إنجاز نووي نهائي يضع العالم كله أمام أمر واقع. لم يحصل ذلك. وخشيت تشدداً أميركياً يُترجَم بضربة عسكرية وبغضبة شعبية اقتصادية، فكان التفاوض النووي. علَّقَتْ: “ما تقوله ممكن، لكن إيران أصبحت الآن تملك الـKnow How أي المعرفة اللازمة لتحقيق الإنجاز الذي تطمح إليه على الصعيد النووي. وربما هي تمتلك الآن الكمية اللازمة من الأورانيوم المخصب اللازم للإنجاز. وهي قد لا تريد قنبلة نووية الآن بل امتلاك المواد والتقنية والمعرفة الضرورية لصنعها إذا احتاجت إلى ذلك، وربما صارت في هذا الوضع الأمم المتحدة ومجلس الأمن يبقيان عاجزين إلى أن يتفق الروس والأميركيون.
ثم تطرَّق البحث إلى لبنان والتطوُّر المحتمل للأوضاع فيه كما في المنطقة. وكان هناك نوع من الاتفاق على أن نظاماً أقليمياً انهار وآخر قيد التأسيس، علماً أن الدم والدمار هما اللذان سيرسمان معالمه. كما أن الجغرافيا الحالية للكيانات والدول قد تطاولها تعديلات.
كيف يرى مصريو واشنطن وضع بلادهم وتطوراتها؟