Site icon IMLebanon

هل تكون السادسة ثابتة؟

 

من المتوقع ان لا ينعقد مجلس النواب اليوم في جلسته السادسة لانتخاب رئيس الجمهورية وهي وان كانت مستبعدة الانعقاد تماما، غير ان المناخ يؤكد ان لا مجال لاتفاق المراجع على جمع ثلثي عدد النواب ما يسمح بانتخاب رئيس شرعي يزيح هاجس الفراغ في قصر بعبدا، فيما هناك من يجزم بان التطمينات التي صدرت عن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، في اعقاب لقائه الاخير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيدة التحقق ليس لان المجالات مستبعدة بل لان من يهمه عقد الجلسة لا يريد ان تصل الى حد انجاز الاستحقاق الرئاسي قبل ان تصل «الامور الفراغية» الى حد انهاك البلد لما فيه بعض المصالح الدولية والاقليمية؟!

وفي المقابل التشريعي، فان جلسة يوم العاشر من حزيران المخصصة للبحث في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، مستبعدة بدورها ليس لان النواب لا يريدون التشريع، بل لان هناك من يصر على ان تجري الانتخابات الرئاسية قبل كل ما عداها (…)

خصوصا ان اللعبة السياسية في البلد تستهدف ما يتجاوز الرئاسة الاولى الى حد الفتك بالمؤسسات كبيرة كانت ام صغيرة، بحسب اجماع من يعرف كيف تتم معالجة الامور ذات الطابع المصيري؟!

في رأي من ينظر الى الجلسة التشريعية يوم العاشر من حزيران انه لو كانت رغبة لانتخاب رئيس الجمهورية لما كان البلد بحاجة الى من يختلف مع من، حيث لا بد من تحديد من هو مع الانتهاء، من الشغور الرئاسي، ومن هو مع البحث في مصير السلسلة، لان المقصود قد وصل الى الحد الذي لم يعد مفهوما من جانب الكبار الذين يعطون المواطن من طرف اللسان حلاوة (…) وليس بينهم من يفهم مخاطر الشغور الذي سينعكس تلقائيا على مصير البقية الباقية من بنود الميثاق الوطني الذي كثر الحديث عنه في الايام القليلة الماضية، كل بحسب رغبته في فهم المرجو لانقاذ لبنان من محنته المصيرية؟!

لقد سبق القول في مناسبة  الجلسة الانتخابية السادسة ان الذين يحولون دون عقدها، هم اياهم الذين سبق لهم، ان حالوا دون عقدها يوم جمعت الجلسة الاولى اكثر من ثلثي عدد النواب. وهؤلاء يقفون تلقائيا في صف مناهضي الانتخابات، الا في حال تأمن لهم جو انتخاب العماد عون كمرشح توافقي، مع علم من يعلم ولا يريد ان يعلم ان «الجنرال» سقط في امتياز في الامتحان الرئاسي يوم فرض ظله ووجوده على قصر بعبدا، من غير ان يسمح لاحد بأن يترشح لانه لم يعرف كيف يتخلص من المعترضين على سياسته، وفي مقدم هؤلاء حليفه حزب الله وحليف حليفه النظام السوري الذي جعل عون يفر من ارض المعركة لا لشيء الا لانه لم يعرف كيف يتنازل للسوري عن السيادة التي زعم انه يتمسك بها بعكس ما هو حاصل الان؟

المهم في نظر خصوم عون انهم لن يسمحوا له بأن يصل الى بعبدا، كونهم يعرفونه على حقيقته التي غير رأيه فيها لعدة اعتبارات في مقدمها انه سقط في امتحان السيادة والاستقلال الى الحد الذي جعله يقبل بتشريع سلاح حزب الله، فيما شن حربا على ابناء جلدته تحت عنوان «توحيد البندقية والامر لي»، الى ان تبين لكل من تابعه عن قرب ان غايته الاساسية هي احتلال الموقع الرئاسي بمختلف الوسائل المتاحة (…)

وما هو اكثر اهمية من كل ما سبق، ان الذين يخاصمون الجنرال باتوا مقتنعين بان اعتراضهم على مسعاه الرئاسي هو افضل من ان يصل احدهم الى الرئاسة على حساب عون، والمقصود هنا فريق 14 اذار في كل مكوناته وتحديدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اخذ على عاتقه التصدي للحرب السياسية التي يعتزم عون شنها على اللبنانيين، بزعم تغيير خريطة لبنان مقابل ثمن الرئاسة الاولى، حتى وان وصل به الامر الى حد خسارته مؤيديه المسيحيين الذين يستمرون في دعمه لغايات في نفس يعقوب!

ومن الان الى حين انقضاء موعد جلسة الانتخاب السادسة، فان لا شيء في الافق يسمح بعقدها، لان هناك قناعة بأن الثلثين غير جديرين بالجمع حيث تستمر المقاطعة من جانب 8 اذار وحلفاء عون الذين يهمهم ان يستمر الفراغ الرئاسي من غير حاجة الى من يوطد دعائم المعركة العونية، لان همّ هؤلاء استمرار الفراغ كما سبق القول، كونه يلبي مصالحهم في جعل لبنان من دون رئيس ومن دون مؤسسات مهما ادعوا انهم يتمسكون بالاصول الدستورية والقانونية والاعراف ومنها كلهم براء؟!