هل حرك تهديد البغدادي بدكّ سجن روميه الشارع الطرابلسي أم أنّ الأمر تصفية حسابات بين الفريق الواحد؟
مخاوف من أن تلتقط «داعش» اللحظة عبر مريديها وسط الكلام عن حاجتها لمرفأ على البحر
شيء ما يحاك في طرابلس ولها، وفق اوساط شمالية ضليعة في معجم الشارع الفيحاوي، والتي تعرب عن خشيتها من ان تكون عاصمة الشمال صندوق بريد في ظل تسارع المجريات على الرقعة الاقليمية بعد اعلان «دولة الخلافة» ومبايعة ابو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول الاسباب الحقيقية لعودة طرابلس الى الرقص على ايقاع القنابل اليدوية التي ترمى في مجرى نهر «ابو علي» او تستهدف مطاعم تقدم طعاما للمفطرين لا سيما وان الفيحاء استكانت لمدة 3 اشهر بعد نجاح الخطة الامنية في ظل حكومة الرئيس تمام سلام، وسألت الاوساط هل ما يحصل الان من توتير للاجواء في المدينة مرده الى تصفية حسابات داخل الفريق الواحد وعلى خلفية عدم اطلاق سراح ما سمي بـ «قادة المحاور» الذين سلموا انفسهم طوعا للسلطات بعدما تلقوا وعودا باخلاء سبيلهم قبل شهر رمضان، ام ان «قادة المحاور» باتوا ستارة لعمل يعد في الظلال لضرب الخطة الامنية في طرابلس قد تكون المجريات مقدمة تمهيدية لها وسط الكثير من الشائعات التي تروج لجولة جديدة من العنف في المدينة بعد حلول عيد الفطر؟
واشارت الاوساط الى ان ما يثير الكثير من الريبة والقلق في نفوس الطرابلسيين ان جولات العنف التي شهدتها الفيحاء والتي تعدت العشرين جولة بين فقراء باب التبانة وجبل محسن لم يعرف احد مفتاح سرها خصوصا انها كانت تندلع على حين غرة وتتوقف بشكل مفاجئ وكأن الامور كانت تدار بجهاز تحكم عن بعد، فماذا تخبئ المجريات الان، وهل يتعدى الامر الاحتجاجات فتغرق طرابلس بما لا تحمد عقباه، لا سيما وانه بات للتطرف مواقع في تلاوين الفيحاء، فالمدينة عبر تاريخها سبقت «داعش» في اعلان «امارة اسلامية» في ثمانينات القرن الماضي قادتها «حركة التوحيد الاسلامي» عبر مؤسسها الشيخ سعيد شعبان، ما يطرح السؤال حول سقف الصراع المندلع بين «تيار المستقبل» والمتطرفين الاسلاميين الذين يحاولون السيطرة على الشارع على حساب «التيار الازرق»، بعدما اصابتهم النشوة اثر التهديدات التي اطلقها البغدادي متوعداً بدك سجن رومية واطلاق «المخطوفين الاسلاميين» من «جند الشام» و«فتح الاسلام»، وكان سبق ظهور رايات لـ«داعش» في شوارع طرابلس في المسيرة التي انطلقت من ساحة عبد الحميد كرامي الى مسجد التقوى تحت شعار «مظلومية اهل السنة».
وتقول الاوساط ان «للدولة الاسلامية في العراق والشام» مريدين وانصاراً في الفيحاء، وان معظم المقاتلين الذين نجوا من معارك «الحصن» السورية لجأوا اليها، وان المنذر الحسن المتواري عن وجه العدالة هو من سكانها وكان مقيماً في حي المنكوبين وانه كان لاعباً لوجستياً بامتياز لصالح «داعش» من خلال استقباله الانتحاريين الذين ارسلوا الى لبنان للقيام بعمليات ارهابية كما لا يخفى على احد دور المطلوب شادي المولوي الذي اوقفه الامن العام لانتمائه الى «القاعدة» واطلق سراحه ليعود الى الفيحاء بسيارة احد النواب الطرابلسيين ويزور الرئيس نجيب ميقاتي في منزله عشية اخلاء سبيله، كما لا يخفى على احد الدور الفاعل الذي يلعبه حسام الصباغ المتهم بالانتماء الى «القاعدة» ايضاً.
وتشير الاوساط الى ان ما طرح عبر بعض وسائل الاعلام عن حاجة «داعش» لمرفأ بحري على المتوسط وان طرابلس هي المكان المناسب لذلك بعدما استعاد الجيش السوري مدينة «كسب» مغلقاً المنفذ البحري الذي حاول «داعش» تكريسه، يطرح علامات كثيرة في هذا الظرف بالذات، فهل تتلمس الدولة الاسلامية الطريق لمحاولة فرض امر واقع في الشمال واقامة «امارة اسلامية» لا سيما وان البيئة خصبة لذلك، تكون بداية لتحدد بقعة الزيت بعدما اطاح الجيش السوري و«حزب الله» بحمص والقصير وشكل سداً منيعاً بين التكفيريين ولبنان من كسب وصولاً الى دمشق، وهل من الممكن ان يحصل صدام بينهم وبين «التيار الازرق» لا سيما وان احد قادة المحاور «ابو تيمور الدندشي» هدّد من سجن رومية «تيار المستقبل» متهماً اياه بدعم قادة المحاور والتخلي عنهم، فهل تلتقط «داعش» اللحظة على الرغم من ان ما حصل في العراق وسوريا يستحيل تطبيقه على الرقعة اللبنانية.