يعتبر مصدر سياسي في 8 آذار انه كلما ارتفع منسوب التفاؤل حول امكانية توصل طهران والسداسية الدولية الى مسودة اتفاق حول ملف ايران النووي، ترتفع نسبة الرغبة لدى احدى الدول الخليجية في الجنوح نحو الشر واثارة الفتن، واشعال النار في اغلب المناطق العربية باستثناء فلسطين المحتلة، بالرغم من احتمال تمديد مهلة التفاوض النووي لمدة ستة اشهر، وذلك وفق الاخبار الواردة من اوساط الديبلوماسيين الذين يواكبون عملية التفاوض.
ويرى المصدر ان المعارك العنيفة التي تشهدها جبال لبنان الشرقية منذ ثلاثة ايام بين مجموعات ارهابية وعناصر من حزب الله والجيش السوري، حيث تجري هذه المعارك على مساحات جغرافية شاسعة في منطقة القلمون، والتي انطلقت بعد تنفيذ المسلحين هجوما عسكريا شارك فيه الالاف على احدى «نقاط حزب الله العسكرية بالقرب من وادي الهوى بين تقاطع جرود بلدتي يونين وعرسال – والمعرة السورية.
وقد استعادت، يقول المصدر، وحدات من حزب الله السيطرة على المناطق المذكورة والتوغل مسافات اضافية في اتجاه المسلحين الذين اتخذوا من المغاور والكهوف مراكز لتجمعاتهم التي زاد عليها عناصر وفّرت وصولها الى القلمون جهات اقليمية ولبنانية محلية وامنت لها كل وسائل الدعم اللازم، لشن اعتداء على قرى ومناطق جمهور المقاومة ومحاولة الوصول الى اكبر نقطة عسكرية للجيش اللبناني في المنطقة من اجل مباغتتهم وارتكاب مجازر رهيبة بحق الضباط والجنود ونقلها مباشرة على الهواء لزرع الرعب والخوف في قلوب العسكريين ودفعهم الى الالتحاق بهم او الانكفاء الى منازلهم، وهذا ما تنبهت له استخبارات الجيش اللبناني واجهزة امن المقاومة التي مارست الظهور المسلح الكثيف والمؤلل في منطقة اللبوة والعين لانها ارادت ان تعبث برسائل الى داعمي هذا المشروع الذي كان يرجح له ان نجح ان يحدث مجازر رهيبة كانت ترغب بها احدى الدول الخليجية والمتضررة جدا من حصول اتفاق اميركي اوروبي – ايراني والتي تحاول اليوم اجراء مصالحة في اليمن بين الرئيس الحالي لليمن والرئيس السابق وآل الاحمر وغيرهم، لوقف الحدّ الحوثي الذي ستكون وجهته القريبة السعودية.
ولكن ووفق المصدر السياسي ان الخيارات امام هذه الدولة الخليجية باتت ضيقة جداً، بعد تقهقر الجماعات المسلحة في سوريا شيئاً فشيئاً، وفشل الغزوة «الداعشية» للعراق والتي سقط عند اسوار بغداد والسامراء، وها هي في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، تتساقط فلول الجماعات المسلحة تحت ضربات حزب الله وابناء المنطقة والجيش السوري، بعد تنفيذه تكتيكاً عسكرياً جديداً، بحيث تقدمت عناصره من محاور عدة لفتح جبهات قتالية في آن واحد لم تكن في الحسبان، واعنف المعارك كانت في الجهة الشمالية لجرود البقاع والجهة الجنوبية لجرود يونين واستخدمت فيها جميع انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة ورافقتها غارات للطيران الحربي السوري قبل ان تتقدم عناصر الحزب لتسيطر على تلال اضافية وتقطع معابر مهمة يستخدمها المسلحون في تنقلاتهم مما ادى الى تضييق الخناق اكثر وتمكن الحزب من أسر العديد من المسلحين.
وسأل المصدر هل سيتم اللجوء الى ايقاظ الخلايا النائمة في منطقة البقاع الاوسط والغربي، لا سيما تلك الموجودة بالقرب من نقطة المصنع، بالرغم من المؤتمرات الصحفية وبيانات النفي لوجود هذه الخلايا، فشهداء الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين سقطوا هناك اقوى دليل على وجود هذه الشبكات وبالرغم من ذلك ايضاً، فاللجوء الى هكذا خيار سوف يعرض المنطقة لسيناريوهات خطيرة جداً، لا سيما داعمي الارهاب في المنطقة سيدفعون ثمناً كبيراً من امنهم واستقرارهم على ايدي الارهابيين انفسهم الذين وفروا لهم كل وسائل الدعم.