Site icon IMLebanon

هل ما زالت «لبننة» الإستحقاق الرئاسي ممكنة في ظل الانشغال بمواجهة الإرهاب؟

مبادرة «14 آذار» ليست الأولى والتجربة مع «8 آذار» لا توحي بكثير تفاؤل

هل ما زالت «لبننة» الإستحقاق الرئاسي ممكنة في ظل الانشغال بمواجهة الإرهاب؟

من تجربة فريق «8 آذار» بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، لا يظهر أنه سيكون مرناً مع المبادرة الجديدة التي تقدمت بها قوى «14 آذار» أمس، لإزالة العقد من أمام إجراء هذا الاستحقاق في وقت قريب، في ضوء إصرار «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على التمسك بترشيح النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية ورفض التجاوب مع أي طرح خلاف ذلك، وهذا ما ظهر جلياً في استمرار هذا الثنائي على موقفه المتصلب والرافض لتأمين نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية الـ11 السابقة التي كان آخرها أمس، مشترطاً الموافقة على انتخاب عون رئيساً وإلا سيبقى الفراغ على حاله في موقع الرئاسة الأولى، وانطلاقاً مما تقدم وبانتظار أن ترد قوى «8 آذار» على مبادرة «14 آذار»، وإن كانت التوقعات بمجملها تشير إلى أن الجواب سيكون سلبياً، فإن أصحاب هذه المبادرة أرادوا منها كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الاستحقاق الرئاسي، تفادياً لاستمرار الشغور في الموقع الرئاسي ولإغلاق الباب أمام رياح الفتنة الطائفية والمذهبية التي تضرب لبنان، من خلال الطروحات التي تقدموا بها، علّها تجد صدى إيجابياً لدى «حزب الله» والنائب عون اللذين لا يبديان أي تجاوب مع النداءات التي توجه إليهما بضرورة حل المأزق الرئاسي والإسراع في انتخاب الرئيس العتيد لتفعيل دور المؤسسات وحماية السلم الأهلي والوفاق الوطني.

وتقول أوساط نيابية بارزة في قوى «14 آذار» لـ «اللواء»، أن الكرة باتت الآن في ملعب «8 آذار» التي عليها أن تبادر إلى ملاقاة «14 آذار» في منتصف الطريق للبحث عن مخرج من الوضع الراهن الذي ينذر بمضاعفات خطيرة ستزيد المشهد الداخلي تعقيداً وارتباكاً بعد أحداث عرسال التي فتحت باب المواجهة على مصراعيه بين الجيش والجماعات الإرهابية، وبالتالي فإن هذه المخاطر ستتسع أكثر فأكثر إذا بقي الفراغ متحكماً بالموقع المسيحي الأول في الدولة ولم ينتخب رئيس جديد في الجلسة الـ12 التي حددت في 23 الجاري، مشيرة إلى أن الغاية من طرح هذه المبادرة العمل قدر المستطاع على أن يبقى الملف الرئاسي في أيدي اللبنانيين ليكون الرئيس العتيد صناعة لبنانية، في ظل انشغال الدول الإقليمية بأزماتها وعدم قدرتها تالياً على مساعدة اللبنانيين في إيجاد حل للمأزق الرئاسي.

وفي هذا السياق، لا تعول أوساط سياسية على إمكانية أن ترد «8 آذار» التحية لـ«14 آذار» بمثلها أو أحسن منها، لأن الهوة لا زالت عميقة بين الطرفين في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، باعتبار أن مبادرة «14 آذار» ليست الأولى وقد سبقتها مبادرات عديدة، حيث اعتبر مرشح «14 آذار» رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في إحداها أنه ليس عقبة في وجه التوافق على مرشح غيره إذا كان قادراً على إقناع النائب عون و«حزب الله» بتأمين نصاب جلسة الانتخاب، لكن في كل مرة كانت «8 آذار» تدير الأذن الصمّاء لكل مبادرات «14 آذار» وتشترط أن توافق الأخيرة على عون رئيساً أو لا نصاب، وفي رأي الأوساط أن مفتاح الاستحقاق الرئاسي موجود خارج لبنان ولا يبدو أن هناك أملاً بإحداث خرق في جدار الأزمة، طالما أنه لم تظهر مؤشرات إيجابية عن اللقاءات السعودية الإيرانية يمكن البناء عليها لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، سيما وأنه بدا من خلال المعطيات المتوافرة أن التركيز منصب على تطورات الأوضاع في سورية والعراق، في ظل الاهتمام الإقليمي والدولي بتأمين حلف أممي لمواجهة مخاطر تمدد «داعش» وأخواتها.