Site icon IMLebanon

هل نضجت طبخة الرئاسة؟

ظاهرة صحيّة، وإن تكن أقرب إلى التظاهرة الصوتيّة، أن يهبّ كبار القادة والمرجعيّات من سياسيّين وروحيّين وحزبيّين، لنصرة الاستحقاق الرئاسي المودع أمانة الفراغ منذ شهرين… والخير لقدّام.

يأمل اللبنانيّون القلقون جداً أن تُترجم هذه اليقظة، هذه الفَوقَة، هذه الصحوة، هذه النخوة عمليّاً وفعليّاً داخل قاعة الجلسات في مجلس النواب، لا أن تنتهي عند هذا الحد، وعند هذا “الانجاز”. وعلى أساس أن كلاً منهم قد أدّى واجبه وما يترتّب عليه: “أما أنا فعليَّ الذي قد أدّيت”.

ومن هنا ورايح فليدبر حاله لبنان والاستحقاق الرئاسي وقصر بعبدا والفراغ. وليبحث المنصب الأول في الجمهوريّة الهرمة بنفسه عمّن يملأه…

إلا أنه لا بدَّ من افتراض حسن النيّة، والإرادة الطيّبة، والتصميم على إنقاذ الجمهوريّة المهرهرة قبل اتجاه مواكب “داعش” أو “النصرة” صوب بلد الثماني عشرة طائفة، ما عدا السهو والخطأ.

هذا شيء وما يجري ويحصل على الأرض شيء آخر ومختلف جداً.

فالوضع اللبناني ليس “سيّد نفسه”. ولا هو مستقلّ استقلالاً تاماً ناجزاً عما يدور حوله من أعاصير وبراكين، فضلاً عن التقسيم والفرز والضمّ والتهجير وإعلان الدول و”الخلافة” بينها.

والجميع يعلم أن “القضيّة الضمنيّة”، مع الفراغ الرئاسي، والأزمات الحادة، وشلل الدولة والأسواق، والحرتقات الأمنيّة وغيرها الكثير، إنما هي وكل شيء آخر مرتبطة بما يدور على الحدود وضمنها، وكذلك بما يدور ولا يدور في إيران حيث لن يكون من المستبعد أن تصبح إيران ذات يوم مربط خيل اللبنانيّين بدلاً من الأم الحنون، أو بدلاً من ضائع.

في المقام ذاته، وفي السياق نفسه، لا تكتمل الصورة التقريبيّة إلا إذا حفظنا مقعد المملكة العربية السعوديّة التي لا تجهل إيران ولا الغرب ولا الشرق عمق العلاقة التاريخيّة بين بيروت والرياض، وحجم تأثير الأخيرة في النفوس وعلى أرض الواقع.

فهل نحن على موعد مع مفاجآت من هذا النوع، وهل باتت الأزمة اللبنانيّة التي اقتربت جداً من موعدها مع استحقاق جديد تبدأ مهلته في العشرين من آب المقبل قريبة من الفرج والحل؟

والفرج كما الحلّ يكمنان في اتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية. والجواب عن هذا السؤال قد يمهّد له لاحقاً استمرار العلاقة الوديّة بين واشنطن وطهران، وإفراج الإدارة الأميركيّة عن دفعة دسمة من الأرصدة الإيرانيّة المجمَّدة… في هذا الوقت العصيب.

وهذا “الجيست” من العلامات المشجِّعة.

على كل حال، لافت جداً، للغاية، التقاء الرئيس نبيه برّي والرئيس تمام سلام والرئيس أمين الجميّل والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي و”حزب الله” وكثير من النواب على المطالبة بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي بحث آخر، حرصاً على انتظام عمل كل المؤسسات، أولاً وأخيراً وبيْنَ بيْن. فهل يُتَرجم الكلام جلسة انتخابية؟