Site icon IMLebanon

هل يتحقّق «الخَرق» في جدار التشاؤم لإتمام الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري؟

حظوظ مرشّحي 8 و14 آذار معدومة في ظل إستمرار غياب التوافق الداخلي والإهتمام «الجدّي» الدولي
هل يتحقّق «الخَرق» في جدار التشاؤم لإتمام الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري؟  

نجح عون في ترميم العلاقة مع الحريري وفشل مع مسيحيي 14 آذار!!

ثلاثة أسابيع فاصلة للإستحقاق الرئاسي، وهي مدة زمنية حرجة سيعيشها لبنان، فهو بعد تعذّر التوافق على شخص رئيس الجمهورية المقبل، بات بين خيارين لا ثالث لهما:
إما إنتخاب رئيس جديد قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وإما الشغور في موقع رئاسة الجمهورية لمدة مجهولة لا أحد يعلم مدّتها.
فبعد تعطيل ثلاث جلسات للهيئة العامة لمجلس النواب دعا إليها الرئيس نبيه بري النواب لانتخاب رئيس جمهورية جديد، ومع استمرار عدم ظهور ما يشير الى أي توافق بين الكتل النيابية حول الرئيس الجديد، أخذت «الكفّة» تميل لصالح الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وما يعزّز ذلك العوامل التالية:
أولاً: إزدياد مساحة الخلاف بين فريقي 8 و14 آذار حول شخص الرئيس الذي سيخلف الرئيس ميشال سليمان.
ففريق 14 آذار ما زال (لغاية الآن) متمسكاً بمرشحه سمير جعجع، ولم يظهر ما يشير الى ان هناك تغيراً سيحدث في موقف هذا الفريق قبل الجلسة الرابعة في 25 من الشهر الجاري، ما اعلنه المرشح سمير جعجع من استعداده للتنازل ووقف ترشحه (هذا ان تنازل) من الممكن ان يكون في حالة واحدة تتمثل بالتنازل لمرشح آخر من قوى 14 آذار يعلن التزامه بالبرنامج الذي اعلنه جعجع مع بداية اعلان ترشحه، وهذا يعني ان استمرار غياب التوافق العام على مرشح يتم انتخابه من كلا الفريقين.
كما ان حظوظ المرشحين الآخرين من قوى 14 آذار الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب تكاد تكون معدومة، وذلك لاسباب معلومة وليست مجهولة، ففريق 8 آذار يرى ان التعامل مع الرئيس امين الجميل عندما كان رئيساً للجمهورية، لم يكن تعاملاً مريحاً لسياساته، وهي تنظر اليه بعين الريبة والشك وعدم الثقة، كما تنظر ايضاً الى المرشح بطرس حرب بأنه فريق وطرف في جميع الخلافات والسياسات السابقة كونه احد القيادات البارزة في 14 آذار.
بدورها قوى 8 آذار التي لم تعلن التزامها مع مرشح محدد، وهي تلجأ الى تعطيل الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس بانتظار التوافق بين كافة الكتل النيابية على شخص الرئيس، لكنها افسحت المجال لمرشحين بارزين من داخل صفوفها، هما ميشال عون وسليمان فرنجية للتحرك والتواصل مع الآخرين.
فميشال عون ما زال يعلن انفتاحه على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، ويقيم عبر صهره الوزير جبران باسيل قناة تواصل دائمة مع الرئيس الحريري وفريقه، وهذا الجهد قائم منذ اكثر من ستة اشهر، وذلك تنفيذاً لتوصية اتخذها التيار الوطني الحر في لقاء سيدة الجبل، اي الانفتاح على كافة القوى السياسية بما فيها تيار المستقبل (اي السنّة في لبنان وصولاً الى السنّة في العالم العربي وتحديداً السعودية ومصر..)، ولقاء عون مع الرئيس الحريري لمدة خمس ساعات في منزل الاخير في باريس منذ اشهر ولقاءات الحريري المتكررة أتت في هذا الإطار، ولكن في حال تمّ تقييم هذا الانفتاح يمكن وضع الملاحظتين التاليتين:
الأولى: أن نتائج هذا الانفتاح لم تنتج موقفاً مؤيداً من الحريري لدعم ترشيح عون كمرشح توافقي، بل وجدنا تأييداً علنياً وواضحاً من الرئيس الحريري للمرشح جعجع وهو مرشّح منافس ويقف في الضفة الأخرى للمرشح عون.
الثانية: أن التيار الوطني الحر وتحديداً عون – باسيل قد نجح في ترميم قناة تواصل جيدة مع الرئيس الحريري وتيار المستقبل، وأزال الكثير من معالم التشنجات التي كانت قائمة سابقاً بين الفريقين، ولكن في ذات الوقت لم نر هذا النجاح قائماً في الانفتاح المطلوب من عون وتياره على مسيحيي 14 آذار، وهذا يشكل الجزء الآخر المطلوب لاستكمال عملية «الانفتاح» التي تبناها التيار الوطني الحر، وهذا الجزء ما زال غائباً وغير قائم، وبالتالي يشكل عائقاً وسداً أمام أية إمكانية لتجيير أصوات المستقبل للمرشح عون داخل صندوق الانتخاب الرئاسي! والحريري أعلن اكثر من مرّة التزامه الدائم والثابت مع حلفائه أي مسيحيي 14 آذار.
والسؤال هل سيقدم عون خلال الأيام المقبلة على مبادرة إيجابية تجاه مسيحيي 14 آذار تزيل تحفظهم الشديد على تأييده رئيساً للجمهورية؟ هذا كلّه مرهون بنشاط عون، خاصة بعدما تبين أن إعلانه انه مرشّح توافق وليس مرشّح تحد لم يدفع أصوات المستقبل و14 آذار لتكون لصالح انتخابه رئيساً.
اما المرشح الآخر وهو سليمان فرنجية لم يظهر ما يُشير إلى بذله نشاطاً باتجاه الفريق الآخر، وما ظهر لغاية الآن انه ينتظر (في الزاوية) ويراقب مسار ترشح عون لا اكثر ولا أقل.
امام عدم وجود مساع لردم هوّة الخلافات القائمة بين فريقي 8 و14 آذار، أو حتى العمل على تضييق مساحة هذه الخلافات، وأمام بروز الاهتمام الدولي بساحات ساخنة متقدمة على لبنان، كالساحة السورية، وتطور الأحداث في اوكرانيا، يبدو ان الشغور في موقع رئاسة الجمهورية بات مرجحاً، إلى حين ما يشير الى حصول تفاهم إقليمي وتحديداً سعودي – إيراني، فان بعض المصادر ترجح ترحيل انتخاب الرئيس الجديد الى ما بعد نهاية حزيران المقبل، بانتظار نتائج قمّة أوباما – بوتين.
بالمقابل، ترى مصادر أخرى أن الوقت ما زال متاحاً لحدوث «خرق» في جدار التشاؤم باتجاه التوافق على شخص من المستقلين يطمئن فريقي 8 و14 آذار، خاصة وأن الجهود الفرنسية ما زالت مستمرة ويتوقع أن تتصاعد اكثر في الأيام المقبلة باتجاه التفاهم الداخلي، وكذلك الاقليمي وصولاً لانتخاب الرئيس الجديد في الموعد الدستوري.