Site icon IMLebanon

هل يضيف سامي الجميّل وزير العمل الى جدول مناكفاته التي بدأت ولن تنتهي مع ابن عمه نديم؟

اذا كانت الاحزاب التاريخية قد شاخت كالحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي، وظهر ذلك من خلال الانقسامات التي ضربت قياداتها وقواعدها الحزبية، فان حزب «الكتائب اللبنانية» الذي تشارك العمر مع خصميه اللدودين اي «الشيوعي» و«القومي»، يرفض الاعتراف بشيخوخته ويحاول جاهداً العودة الى صباه، وفق الاوساط الكتائبية المعارضة والمحسوبة على ما يعرف «بالحرس القديم» «فالكتائب» منذ رحيل مؤسسها الشيخ بيار الجمـيل تعـيش على فوالق زلزالية لا بل قبل رحيله عندما خرجت من رحمه «القوات اللبنانية» بقيادة الراحل بشير الجميّل، ولم يكن خافياً على احد حجم الصراع والخصومة بينه وبين شقيقه الرئيس امين الجميّل في التطلعات والاهداف كون بشير وامين من قماشتين مختلفتين.

واذا كان رحيل بشير تقول الاوساط نفسها قد افسح المجال لوصول الرئيس الجميل الى قصر بعبدا فقد اشتعلت الانتفــاضات داخــل الحزب العتيق ليصبح ملحقاً «بالقوات اللــبنانية» من خلال «هيئتها التنفيذية» وصولاً الى المرحـلة التي قادها الراحل جورج سعادة تحت شعار «من المؤسس الى المؤسسة» في رئاسة الحزب الذي اقصي عن الحلبة السياسية ابان عهد الوصاية السورية، وكانت المفاجأة التاريخية في مسيرة الحزب وصول كريم بقرادوني الى رئاسته، اضافة الى الدعوى القضائية التي رفعتها مجموعة كتائبية عام 2001 تحت اسم «بطلان الانتخابات الحزبية» عام 2001 وربحتها عام 2005 وضمت المدعين: خليل نادر وايلي كرامي وميشال جبور وانطوان جزار وانطوان معربس وشاكر عون وانطوان ريشا.

وتشير الاوساط الى ان الوزير الراحل الشهيد بيار الجميل نجح في شد العصب الحزبي الذي ضربته الوصاية السورية واستعاد الحزب من بقرادوني اثر رحيل الوصاية السورية، وصولاً الى المرحلة الراهنة حيث عاد الرئيس الجميل الى قيادة الحزب، وسطوع نجم نجله النائب سامي الجميل المقل في اطلالاته لاسباب امنية كما معظم السياسيين في المرحلة الراهنة حيث تطحن لعبة الامم التاريخ والجغرافيا في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك فان الحروب داخل البيت الكتائبي لا تنتهي بحسب الاوساط ويبدو ذلك واضحاً من خلال صراعه مع ابن عمه النائب نديم الجميل، اضافة الى ان الكتائبيين القدامى تسودهم حالة من التذمر كون سامي عين في المفاصل الحزبية الاساسية مجموعة «لبناننا» وهو التنظيم الحزبي الذي اسسه قبل عودته الى البيت الحزبي.

وتقول الاوساط ان «الكـتائب» تعيش ما يشـــبه الدوامة من خــلال المواقف التي يطلقها في محطات معينة الرئيس الجميّل ونجله سامي فهما مع فريق 14 آذار تارة وفي الوسط طوراً ومع المعارضة السورية في مرحلة وضدها في مرحلة أخرى خصوصا وان «داعــش والنصرة» باتا على الابواب، ولعل اللافت في المرحلة الراهنة سطوع نجم وزير العمل الكتائبي سجعان قزي الذي بات نجم الشاشات، فالرجل ديناميكي ومنظر من الدرجة الاولى وصاحب باع طويل في عالم الاعلام والكتابة، وهو من اوكل اليه الراحل بشير تأسيس اذاعة «صوت لبنان الحر» عام 1978، وهذا ما يقلق سامي وفق العــارفين على الحـلبة الكتائبية ويحــتم وقوع صدام بينهما، لا سيما وان قزي من اقرب المقــربين الى الرئىــس الجميل وهو كتائبي قبل ان يبصر سامي النور، وصاحب مسيرة نضال في صفوف الحزب، اضافة الى انه يراكم خبرات لم تتسن لسامي بحكم قصر مسيرته السياسية وما يصـح في مناكفات النائبين الجميليين لا يصح مع قزي كونه صاحب كتاب «سياسة زائد تاريخ» وكتاب «لبنان والشرق الاوسط ـ بين ولادة قيصرية وموت رحيم» ويفترض أن يقرأ الجميل الابن الكتائبي لعل في الامر فائدة في لعبة السياسة ومعرفة الفرق بين التوريث وصناعة الذات.