Site icon IMLebanon

هل ينام حزب الله على مرشّح آخر لا يكون حليفه ميشال عون؟

النصاب الثالث لإنتخاب الرئيس مؤجَّل وبكركي قلقة والعوني ممتعض

«حزب الله» يرفع سقف شروطه بإنتظار تسوية لا تسقط الفراغ

هل ينام حزب الله على مرشّح آخر لا يكون حليفه ميشال عون؟

كما كان متداولاً في أروقة مجلس النواب وبين الكتل النيابية، وفي الوسط الإعلامي على اختلاف مصادره وتوجهاته، فقد عطّلت قوى الثامن من آذار بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر الجلسة النيابية الثالثة التي دعا الى عقدها ظهر أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري لمتابعة التصويت على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكما كان متداولاً أيضاً لم يقدّم هذا التحالف أي مبرّر أو حجّة أو ذريعة لإقناع أحد بأن ما أقدم عليه لا يتعارض مع الدستور ومع واجب النائب الوطني في تلبية دعوة رئيس مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للبلاد يسدّ الفراغ المحتمل في رئاسة الجمهورية بعد انتهاء المهلة الدستورية بقدر ما حاول التغطية على ارتكابه بإطلاق التأكيدات على رغبته في ملء الفراغ الرئاسي قبل انتهاء المهلة الدستورية، وتحديد مواصفات الرئيس الذي يودّون انتخابه بأن يكون حامياً للمقاومة ومتبنيّاً خياراتها، وكأنه يتحدث بذلك عن الضياع والإرباك في صفوفه نتيجة استمرار ممانعة حزب الله في الإعلان عن مرشّحه الحقيقي الذي سيخوض به معركة السباق الى قصر بعبدا وهل سيكون حليفه العماد ميشال عون أم أنه ينام على إسم مرشّح آخر يُقال أنه أحد المرشحين الذين يتم تداول أسمائهم في بورصة الترشيحات الرئاسية.

وفي هذا الصدد يسترجع اللبنانيون كلام أمين عام حزب الله في مناسبة تطرّقه قبل دخول البلاد المهلة الدستورية الى انتخابات رئاسة الجمهورية وقوله بأن لحزب الله مرشّحه لرئاسة الجمهورية والذي سيعلن عنه في الوقت المناسب، والذي اتخذ منه العماد ميشال عون مؤشراً إيجابياً تجاهه وراح يُطلق مواقفه عن المرشح القوي لرئاسة الجمهورية ويرسم صورة للرأي العام بأنه هو وحده المقصود بهذا المرشّح القوي، وظل يردّد هذه المقولة الى أن اجتمع بزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وراح بعدها يطرح نفسه من موقعه القوي كمرشح توافقي لإيهام المهتمين بانتخابات الرئاسة الأولى بأن اجتماعه والحريري أثمر اتفاقاً على أن يتبنّى تيار المستقبل ترشيح رئيس البرتقالي كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، وقد استمرت أوساط العماد عون في طرح هذا الاحتمال حتى بعد أن ترشّح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وتبنّى تيار المستقبل ترشيحه، ولم يحل ذلك دون تكبّد الوزير جبران باسيل عناء السفر للاجتماع الى الرئيس الحريري في مسعى جديد لإقناعه بتبنّي ترشيح عمّه كمرشح توافقي مقبول من كل الأطراف لرئاسة الجمهورية، لكنه عاد من هذه الزيارة الى العاصمة الفرنسية من دون أن يحصل من الرئيس الحريري على أي وعد بإمكان تبنّي العماد عون كمرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية بل سمع منه كلاماً آخر يُفهم منه أن تيار المستقبل تبنّى ترشيح حليفه الدكتور جعجع وسيدعم هذا الترشيح في وجه العماد عون في حال قرّر حزب الله أن يسمّيه مرشحاً له لرئاسة الجمهورية غير أن هذا الاحتمال يتراجع يوماً بعد يوم ليبرز الى الواجهة إسم قائد الجيش العماد جان قهوجي من دون أن يتسرّع في الإعلان عن تبنّيه، حتى لا يحترق إسمه عند قوى الرابع عشر من آذار ومن القوى الإقليمية التي تتعاطف معها.

لكن الهمّ الأساسي الذي يعلو على غيره هو الخوف الذي يتزايد يوماً بعد يوم على مصير الانتخابات الرئاسية وعلى إمكانية وجود خطة محبوكة جيداً لإحداث فراغ في هذا الموقع المسيحي الأول في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وفق ما نبّه الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الماروني بشارة الراعي خشية السقوط في المحظور عبر إفراغ الرئاسة الأولى وبعد ربما السلطتين التنفيذية والتشريعية وصولاً الى الشلل العام في المؤسسات وفرض مؤتمر تأسيسي يضرب ميثاق العيش المشترك حيث لا يتوانى البعض حسب مصادر بكركي، ولا سيما في فريق 8 آذار عن التلويح به.

ويبدو أن الدوائر الغربية متنبّهة الى هذا المحظور بحيث زادت بعض الدول الأوروبية من وتيرة الضغط لحثّ اللبنانيين على إنجاز هذا الاستحقاق في موعده الدستوري وقطع الطريق على الفراغ الذي ترى دول عدة أن الفريق المسيحي في قوى 8 آذار لا يقدّر حجم خطورته خصوصاً في ضوء معطيات غير مريحة تملكها هذه الدول عن المرحلة المقبلة وما تحمل من تحديات أساسية، وفي هذا المجال أكدت مصادر دبلوماسية أن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل الذي زار مؤخراً المملكة العربية السعودية والتقى عدداً من المسؤولين إضافة الى الرئيس الحريري ناقش معهم الاستحقاق الرئاسي عموماً من دون الدخول في الأسماء أو التفاصيل أو بورصة المرشحين ودعم أي منهم أو تفضيله على الآخر، وتركز البحث حول ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء المهلة الدستورية والمخاطر التي قد تترتب جراء الدخول في الفراغ.

وبعيداً عن التحرك الدبلوماسي الغربي وتقديم النصائح بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري يبقى قرار حزب الله على هذا الصعيد يشكل بيضة القبّان للمعادلة الحالية، علماً بأن مواقفه المتذبذبة حتى الآن باتت تشكل قلقاً للعماد عون وتطرح داخل تكتله النيابي جملة تساؤلات عما إذا كان لا يزال ملتزماً بتأييد ترشيحه لرئاسة الجمهورية أم أن له مرشح آخر لم يكشف بعد ورقته بانتظار ما ستؤول إليه التحركات الدولية والإقليمية على هذا الصعيد.