Site icon IMLebanon

واشنطن تمد بيروت بالصواريخ والذخيرة لمنع تمدد «داعش»

واشنطن تمد بيروت بالصواريخ والذخيرة لمنع تمدد «داعش»

السفير الأميركي: ما نقدمه هو بالضبط ما يحتاج إليه الجيش اللبناني

بيروت: «الشرق الأوسط»

سرّعت الولايات المتحدة الأميركية وتيرة عمليات تسليح الجيش اللبناني بما يشبه حالة الاستنفار لمواجهة تمدد «داعش»، فأرسلت في الأيام القليلة الماضية عددا كبيرا من الصواريخ والذخائر بإطار شحنات عسكرية وصلت آخرها يوم أمس بطائرة عسكرية أميركية حطّت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث كان هناك حشد رسمي وإعلامي باستقبالها.

وأكد السفير الأميركي ديفيد هيل، أن تقديم الدعم إلى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى هو «أولوية قصوى للولايات المتحدة»، لافتا إلى أنّه وبعد الهجوم الذي شنّه «متطرفون» في عرسال مطلع الشهر الحالي، اجتمع بقائد الجيش العماد جان لسؤاله عمّا يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للمساعدة في «تأمين حدود لبنان وإيقاع الهزيمة بهذه الجماعات المتطرفة التي تهدد أمنه».

وقال هيل في تصريح له من المطار، إن «سلسلة شحنات من السلاح وصلت خلال الساعات الـ36 الماضية إلى لبنان»، موضحا أنّ أول من أمس (الخميس) وصل 480 صاروخا AT4 المحمولة على الكتف، وأكثر من 500 بندقية M16 – A4 والكثير من مدافع الهاون، وبالأمس وصلت ألف بندقية M16 – A4، وقريبا سوف يصل المزيد من مدافع الهاون وقاذفات القنابل، والمدافع الرشاشة، والأسلحة المضادة للدروع وأسلحة ثقيلة».

وأشار هيل إلى تنسيق يومي مع الجيش إلى ضمان تقديم ما يحتاج إليه الجيش بالضبط وما يحتاج إليه بشكل طارئ. وتوجه إلى أولئك الذين يقولون إن المساعدات الأميركية للجيش ليست متطورة بما فيه الكفاية، قائلا: «اذهبوا واسألوا جنديا في عرسال، أو في رياق، أو في المقر الرئيس في اليرزة، أو في الأمكنة الأخرى التي لا تحصى، حيث يعمل الجيش للحفاظ على أمن وأمان جميع اللبنانيين. والجواب الذي ستحصلون عليه من ذلك الجندي هو أنه يحتاج بالضبط لما نحن نقدمه اليوم وما سوف نقدّمه خلال الأسابيع المقبلة.

وقد تخطت المساعدات التي قدمتها واشنطن للمؤسسات الأمنية اللبنانية مليار دولار منذ عام 2006. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أعلن أخيرا عن تقديم مليار دولار لدعم الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، بعد 3 مليارات كانت قد قدمتها المملكة للغاية نفسها قبل أشهر.

وأشار ممثل قائد الجيش في الاحتفال الذي أقيم في المطار العميد مانويل كرجيان إلى أن «تجربة الجيش في مواجهة الإرهاب ليست بالأمر الجديد عليه، بدءا من معركة الضنية في مطلع عام 2000، مرورا بمعركة نهر البارد في عام 2007 ومعركة عبرا في عام 2013، وصولا إلى معركة عرسال مع مطلع شهر أغسطس (آب) الحالي، إلا أن هذه الأخيرة كانت الأشد خطورة قياسا على ما يجري في المنطقة من حروب وأزمات».

واعتبر كرجيان أن «الدعم الأميركي المتواصل للجيش اللبناني بالعتاد والسلاح، إلى جانب الدعم الذي تقدمه دول شقيقة وصديقة، بمثابة التزام واضح بتعزيز قدرات الجيش بما يمكنه من تنفيذ مهماته الوطنية بجدارة عالية». وأضاف: «كما نرى في هذا الدعم شعورا مشتركا بالخطر الداهم الذي بات يشكله الإرهاب، ليس على المنطقة ولبنان فحسب، بل على العالم بأسره».

وكان الجيش اللبناني خاض مطلع الشهر الحالي معارك عنيفة مع مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة» في بلدة عرسال شرق البلاد، انتهت باختطاف عدد من جنوده ودحر المسلحين إلى المنطقة الجردية المحاذية. وقد تجددت المواجهات المسلحة قبل يومين لكنّها لم تتطور.

وزار السفير الأميركي بالأمس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي طلب منه، وبحسب بيان صادر عن الوزارة «تقديم بلاده المساعدة في موضوع مكافحة الإرهاب والإرهابيين وإعطاء المعلومات المتوافرة عنهم قضائيا ودوليا لملاحقتهم تطبيقا للقرار 2710، ولمساعدة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لتكوين ملفات لهؤلاء الإرهابيين تمهيدا لملاحقتهم أمام العدالة الدولية».

وأكد النائب عن «حزب الله» حسين الموسوي، أن «إيران مستعدة لنقل السلاح إلى الجيش اللبناني خلال أيام إذا طلبت الدولة ذلك»، لافتا إلى أن «الخطر لا يزال موجودا من قبل التكفيريين». وقال في حديث إذاعي: «الجميع مستنفر وعلى جهوزيته لمنع أي اعتداء».

ويعاني الجيش اللبناني نقصا في العتاد والعديد، فهو منذ 30 عامًا، لم يُسلم أكثر من قطع مدفعية خفيفة، وآليات عسكرية برية حصل عليها من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى سلاح فرنسي مضاد للدروع، فضلاً عن الهبات البريطانية والأميركية التي منحت الجيش ناقلات جند وآليات عسكرية.

ويشكل سلاح الجو نقطة الضعف الأساسية لدى الجيش، فهو لو كان يمتلك طائرات مروحية من نوع «أباتشي» أو مثيلات لها، لكان قادرا على حسم معركة عرسال الأخيرة، بحسب خبراء عسكريين. كما هو بحاجة لمقاتلات حربية وطائرات مساندة أرضية وهيلكوبتر، إضافة إلى طائرات تحمل القوات البرية لضرب أوكار المسلحين في الجبال.

ويحتاج الجيش حاليا إلى تطويع أعداد كبيرة من العسكريين، خصوصًا بعد إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية قبل سنوات، والتي كانت ترفد المؤسسة بمجندين يتراوح عددهم بين 5 و8 آلاف مجند سنويًا. ويضم الجيش اللبناني نحو 40 ألف ضابط وعنصر، يتوزعون على ألوية وأفواج مقاتلة، ووحدات لوجيستية. وتحاول الحكومة اللبنانية ملء هذا النقص، وهي قررت أخيرا تطويع 12000 عسكري ورجل أمن في الجيش وسائر الأسلاك الأمنية.