Site icon IMLebanon

وساطة الأسرى العسكريين في بداية التعقيدات التمديد بين الرفض المسيحي و”المؤتمر التأسيسي”

على رغم عودة الملفات الاجتماعية وازماتها المفتوحة الى صدارة التطورات الداخلية في اليومين الاخيرين، لم تغب تداعيات مواجهة عرسال عن الواجهة وخصوصا قضية الاسرى العسكريين لدى التنظيمات الاصولية المتطرفة التي تحتجزهم ولا تزال مطالبها مشوبة بكثير من الغموض، الامر الذي يخشى معه نشوء فصول معقدة وطويلة في اطار وساطة “هيئة علماء المسلمين” التي تتولى منفردة الاتصال بالجهات الخاطفة والحكومة اللبنانية.

وقالت مصادر عسكرية بارزة لـ”النهار” امس ان الجولة الميدانية التي قام بها امس قائد الجيش العماد جان قهوجي على المواقع والمراكز العسكرية والامنية في عرسال خلفت ارتياحا واسعا لدى القيادة العسكرية لجهة تلمس المعنويات الممتازة لدى الوحدات العسكرية المتمركزة والمنتشرة في المنطقة ناهيك باستكمال الاستعدادات لدى الجيش وخطواته الاحتياطية الدائمة لكل الاحتمالات. واشارت الى تجاوز الكثير من الاخطار التي احدقت بعرسال وبمحيطها وعبرها بمناطق اخرى كانت هدفا للارهابيين، ومع ذلك فان حال الجهوز لدى الجيش ستبقى متحسبة لاي احتمال. اما في موضوع الاسرى العسكريين فقالت المصادر ان الوساطة جارية حاليا مع الحكومة ومن المتوقع ان يحصل لقاء بين الجهة الوسيطة والعماد قهوجي في نهاية الاسبوع.

وكانت معلومات افادت امس ان “هيئة علماء المسلمين ” نقلت مطالب تنظيم “داعش” الى رئاسة الحكومة مع شريط فيديو يظهر سبعة من العسكريين الاسرى فيما لم تسلم “جبهة النصرة” بعد مطالبها الى الجهة الوسيطة. وافيد ان مطالب “داعش” تتناول ضمان امن المدنيين في عرسال والافراج عن سجناء من دون تحديد اسماء بعد في انتظار جواب الحكومة. لكن بعض المعطيات المتوافرة في هذا السياق أظهر ان ثمة مؤشرات لكون الخاطفين الموزعين على عدد من التنظيمات الاصولية يزمعون ادراج شروط للافراج عن ارهابيين موقوفين لدى السلطات والاجهزة اللبنانية في عمليات تفجير ارهابية او التخطيط لعمليات ومن هؤلاء زوجة سراج الدين زريقات مسؤول كتائب عبدالله عزام في لبنان التي أوقفت قبل فترة، وكذلك امرأة من آل حميد كانت أوقفت لدى محاولتها تفجير حاجز عسكري في الهرمل، الى موقوفين آخرين في عمليات ارهابية جرت قبل احداث عرسال. فاذا صحت هذه المعلومات فانها تشير الى ان المطالب الاساسية للخاطفين تتصل بارهابيين من هذه التنظيمات في الدرجة الاولى، كما ان كتائب عبدالله عزام كانت مشاركة في الهجوم الارهابي على عرسال مع “النصرة” و”داعش”.

مجلس الوزراء

في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية اليوم في السرايا، وعلمت “النهار” ان ملحقا ببنود جديدة في جدول الاعمال تسلمه الوزراء امس عشية الجلسة وفيه تمديد عقود لشركات ومطامر النفايات والتي قد تشهد مناقشات اضافة الى بنود في الجدول مثل انشاء جامعات وكليات جديدة. واوضحت مصادر وزارية ان التحركات المطلبية التي تشهدها البلاد ستحضر في المناقشات من زاوية ما سيعرضه وزير التربية الياس بو صعب. أما في ما يتعلق بهبة المليار دولار التي قررتها المملكة العربية السعودية لتلبية حاجات الجيش والقوى الامنية، فمن المنتظر ان تناقش من قبيل استيضاح مسلكها الى الخزينة وآلية صرفها ومرجعيتها وما هو دور الدولة والحكومة على هذا الصعيد. وكان الرئيس سعد الحريري غادر لبنان امس الى جدة حيث سيجري اتصالات بالمسؤولين السعوديين في شأن تنفيذ الهبة السعودية.

ولم يطرأ جديد أمس على المشهد المطلبي باستثناء الاجتماع الذي ضم هيئة التنسيق النقابية ووزير التربية والنائبة بهية الحريري التي نقلت الى الهيئة باسم الرئيس الحريري ان سلسلة الرتب والرواتب ستقر. ونقل نقيب المعلمين نعمة محفوض عن الحريري تشديدها على انها “ضامنة شخصياً لحقوقنا وهذا هو موقف الرئيس الحريري”، لكنها لفتت الى ان تحديد جلسة لمجلس النواب لاقرار السلسلة “ليس عندها بل هو موضوع يتعدى ذلك ويتعلق بالخلاف الرئاسي والنيابي”، على ما نقل محفوض. وعلم ان النائبة الحريري التقت وزير المال علي حسن خليل وعرضت عليه فكرة دفع سلفة بقيمة محددة من السلسلة، لكنه أكد لها ان “أي سلفة لن تمر ما لم تقر في مجلس النواب”.

وقالت مصادر نيابية لـ”النهار” إن المعطيات المحيطة بالمناقشات في شأن سلسلة الرتب والرواتب تفيد ان حلحلة ستظهر على هذا الصعيد الاسبوع المقبل.

وهذه الحلحلة تعبّر عن قرار بتفعيل عمل مجلس النواب في فترة يجري فيها طرح موضوع تمديد ولاية المجلس. ورأت ان لا شيء مستعجلاً على صعيد اتخاذ قرار بالتمديد ما دام مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لم يصدر بعد. واعتبرت ان عدم انجاز التمديد الذي ترفضه كتل مسيحية رئيسية في ظل العجز عن اجراء الانتخابات الرئاسية ينطوي على احتمال دفع الامور نحو “المؤتمر التأسيسي” الذي سبق لبعض القوى السياسية ان طرحته.

وكرر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس رفضه التمديد للمجلس متسائلاً عن “فائدة التمديد لمجلس معطل لا يؤدي دوره كاملاً، فيما بدا ان “كتلة الوفاء للمقاومة ” قد تتجه الى اتخاذ موقف مماثل. غير ان بري أبدى تفاؤلاً بالتطورات الاقليمية الاخيرة آملاً “ان تنعكس بدءاً من العراق انفراجاً في لبنان”.

ومن المقرر ان تكون اطلالة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء غد الجمعة عبر محطة “المنار” في ذكرى انتهاء حرب تموز بعد نشر مقابلة معه اليوم في صحيفة “الاخبار”.

جعجع

في المقابل، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية “سمير جعجع “انه يخجل مما سيقوله للناس ويتحير عندما يتكلم عن الإستحقاق الرئاسي، خصوصاً اننا قادرون بكل بساطة على ان ننزل الى مجلس النواب وننتخب رئيسا للجمهورية”، مشيرا الى ان “هناك كتلتين نيابيتين تعطلان رئاسة الجمهورية هما لرئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون من جهة و”حزب الله” من جهة اخرى”. ورأى انه “بعد ما جرى في العراق صار من الصعب على “حزب الله” ان يحلحل الأمر”، مؤكدا “اننا لن نستسلم لهذا الواقع وسنكمل”. واضاف جعجع في حديث الى برنامج “بموضوعية ” في محطة “ام تي في ” انه “عندما نراجع كل التحركات يبقى هناك حس من المسؤولية يمنعنا من التصعيد”، مشيرا الى ان “البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كانت له أفكار من هذا القبيل، لكن التحرك في هذا الاتجاه لا يضمن احد الى أين سيؤدي بنا”.

وأكد “انه لم يشعر أبداً بوجود صفقة بعد وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وليس قبل وصوله، والقرار بسحب ترشيحي للرئاسة يلزمه دقيقة ولكن لا اراه في موقعه”.

واضاف “انه لا يرى اي اتفاق بين الذين ينادون بمؤتمر تأسيسي”، واذ استبعد امكان عقد مؤتمر تأسيسي دعا الى “عدم العبث باتفاق الطائف”، لافتاً الى ان “حزب الله لا يريد الطائف منذ البداية”. وأعلن ان نواب”القوات” سيصوتون ضد التمديد لمجلس النواب.

وتحدثت معلومات مساء أمس عن انتقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من عمان التي كان في زيارتها أمس الى جدة في المملكة العربية السعودية للقاء الرئيس الحريري والبحث معه في عدد من القضايا وخصوصاً الملف الرئاسي.