Site icon IMLebanon

وصمة عار في الذاكرة

  

في زوايا بيروت وشوارعها، وعلى أرصفتها، لا تزال رائحة الرصاص الغادر تفوح مذكرة بزوال شرعية سقطت في امتحان الوطنية.

هو تاريخ مفصلي في الحياة السياسية اللبنانية، ترك بصمته على مجريات الأوضاع العامة. فالسابع من أيار 2008 أدخل البلد في لعبة الدم المتنقل من جراء ممارسات سلاح انحرف عن مقاومة الاحتلال وباتت وجهته قمع الكلمة وخنق الصوت وزهق أرواح الأبرياء.

لا تزال صورة تلك الأحداث مرسومة في مخيلة أهالي العاصمة وراسخة كوصمة عار في ذاكرتهم التي لم تستطع أن تنسى حالة الرعب والخوف التي حاصرهم بها «حزب الله» ليحقق مشروعه الهادف الى إقامة دولة بشروطه وإلا.

بدلت السنوات الست التي تلت تلك الأحداث من قناعات الناس، فحطمت هالة الاعتزاز بالمقاومة التي، بحسب البيارتة، باتت طرفاً في النزاع السياسي الداخلي وتلطخت بدماء أبناء الوطن بدلاً من أن تكون وجهة سلاحها فقط محاربة العدو الصهيوني.

عشية الذكرى، وفي جولة لـ»المستقبل» شملت أحياء وشوارع العاصمة من الطريق الجديدة والمزرعة فالحمراء، وما بينها من مناطق، كانت الأمنية واحدة، بأن لا تتكرر تلك الأحداث، على الرغم من أن ما جرى خلال السنوات المنصرمة واللجوء الى التلويح بالسلاح مع كل استحقاق سياسي في البلد، يؤشر الى أن كل شيء ممكن في ظل عدم الاحترام للدولة ومؤسساتها والممارس من الذين كانوا أساس أحداث أيار.

«لا نستبعد أن يكرر «حزب الله» فعلته، فكل شيء ممكن بالنسبة اليهم. فهم مستعدون لتدمير البلد في سبيل الدفاع عن مصالحه ومصالح حلفائه في سوريا». هذا ما أوضحه رامي العطار الذي اعتبر أن أحداث 7 أيار كشفت صورة حزب الله الحقيقية بعدما استطاع على مدى أعوام، الاختباء وراء قناع المقاومة التي اتضح أنها لم تكن سوى ستاراً لتمرير مشاريعه التخريبية».

«لن ننسى ولن نسامح»، بتلك العبارة اختصرت سميرة جوهر موقفها من الأحداث التي اعتبرت بأنها عكست ما تضمره نيات شريحة كانت تدعي بالكلام فقط الولاء للوطن، مشيرة الى أن «الحريص على أبناء وطنه لا يقتلهم ويهاجمهم في بيوتهم».

يتساءل أحمد فتاح عن مصير المؤمنين بدولة المؤسسات في ظل تنامي نفوذ شريحة اعتادت أن تفرض ما تريده بقوة السلاح. وقال: «نحن على أبواب استحقاق رئاسي على ما يبدو أنه لن يكون إلا كما يريده أصحاب السلاح»، معرباً عن الأمل في أن تحصل معجزة تخلص البلد والمنطقة برمتها من أولئك الساعين الى خنق الحرية».

استذكر محمد هواري صورة المسلحين الذين كانوا وحدهم يجوبون شوارع العاصمة. واعتبر أن أحداث أيار هي نموذج عن حرب أراد حزب الله زج لبنان فيها، لكنه لم ينجح، مشيراً الى أن ما حصل سيبقى راسخاً في العقول والنفوس ليبقى عبرة نستخلص منها أنه لا خلاص للوطن إلا بحصر السلاح بيد الدولة فقط.

وجددت سعاد الكعكي أملها في أن تحمل الأيام المقبلة الأمن والأمان للبنان. ولفتت الى أن بيروت كانت على مر التاريخ حاضنة لكل اللبنانيين، وهي كما أبنائها، ستطوي تلك الصفحة، على الرغم من أن الجرح لا يزال حياً، مشددة على أن الحل في أن ينحصر السلاح بيد السلطات الشرعية فقط.