مرّ 6 أيار على اللبنانيين كأنه يوم عادي، أقل من الوسط. ولو يا شباب الصحافة؟!
لا نقرأ شيئاً عن شهداء الصحافة في حين نقرأ في بعض الصحف عن أحداث اجتماعية، منها مثلاً: رُزق زوزو وزوجته زوزافين بطفل ذكر سمّياه جو، كما تمّت خطوبة عفيف على عفيفة (في الصورة الخطيبان وبعض الأصدقاء الذين جاؤوا مهنئين).
للمناسبة أذكر عندما كنّا طلاباً في مدرسة الحكمة في الصفوف الثانوية، كان أستاذ التاريخ قبل يوم من الذكرى، يذهب بنا الى ساحة الشهداء ويشرح لنا ما حدث لشهداء 6 أيار ذاكراً أسماءهم الشهداء من رجال دين من كل الطوائف، ومفكرين وصحافيين من كل الطوائف اللبنانية (لم يتغيّر شيء مع شهدائنا الجدد).
أهذا قدر أم ماذا؟ لا أعرف!
للمناسبة أيضاً، أخبرني الزميل والصديق جورج عقل وهو داموري، أن أهل الدامور لا يزالون يتداولون أخبار شهداء أيار، وخصوصاً عائلة أو أقارب الشهيد سعيد عقل.
كان عمره 27 سنة وكانت امرأته حاملاً بإبنه فاضل في شهرها السابع، وكانت كل مقالاته في جريدة “البيرق” ضد الحكم التركي، وقد نصحه أصدقاؤه بالتروي ولو قليلاً، وخصوصاً انه كان من سكان بيروت والاتراك يراقبون مقالاته وتنقلاته.
بعد النصح الكثير غادر بيروت الى بلدته الدامور ليبقى قرب زوجته وأهله. فلاحقه الاتراك الى بلدته، فجاء من يقول له إن بعض العسكر التركي وصل الى الدامور باحثاً عنك، فلم يهرب بل ظل صامداً في بيته حتى إلقاء القبض عليه. اقتيد الى ساحة الموت مباشرة، وعندما وضع الجلاد الحبل حول عنقه سأله ماذا تطلب؟
أجاب: الموت للمستعمرين الاتراك وليحيا لبنان، ولبط الكرسي الواقف عليه، غير تارك للجلاد مأثرته، ولحق بزملائه الشهداء.