أهلاً ومرحباً بالزعيم الكبير، زعيم الإعتدال يعود الى بيته، الى أهله، الى شعبه، الى وطنه.
نعرف أنّ سعد الحريري عاد لأنّ الإعتدال في حاجة الى قائد، ولا يجوز أن يكون القائد بعيداً عن قيادته.
ونعرف أيضاً أنّ سعد الحريري مكلّف، اليوم، رسمياً من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن يشرف على تنفيذ الأمانة التي هي في رقبته… وعبارة «يشرف» على صرف الأمانة هي عبارة كبيرة جداً!
ونعرف أنّ لبنان بحاجة الى زعيم معتدل كبير مثل الرئيس الحريري خصوصاً في ظروف المنطقة (وبالذات ما يرتبط بسوريا والعراق و»داعش»).
ونعرف أنّ الحريق السوري يقترب جدياً من لبنان، وما جرى في عرسال ليس قليلاً أبداً، وكان بمثابة فخ نُصب للجيش ليشتبك مع أهالي عرسال، ولكن الحمد لله تمّ تجاوز هذا القطوع الكبير.
ونعرف أكثر أنّ بشار الأسد لن يسكت عن عودة الشيخ سعد الى بيروت.
ونعرف أكثر وأكثر أنّ جماعة مشروع ولاية الفقيه لن تسكت هي أيضاً عن عودة الحريري الى بيروت.
كما نعرف أنّ ما يحرق قلب سعد الحريري هو عدم وجود رئيس للجمهورية في هذا البلد العربي الوحيد حيث للمسيحيين حضور ودور في قمة السلطة وسائر مواقعها…
وعليه، نعرف أنّ الرئيس سعد الحريري عاد الى لبنان وإنْ كنت أتمنّى لو مدّد إقامته، في هذه الظروف، أقلّه حتى نهاية نظام بشار الأسد… فالنيات التي يضمرونها لسعد الحريري معروفة منه ومنّا ومن الجميع.
ونعرف أنّه عندما أبدى استعداده متعالياً على الجرح في سبيل مصلحة لبنان، لأن يضع اغتيال والده جانباً ليفتح صفحة جديدة مع النظام السوري كان هذا النظام يخطط ضده… وما زلنا نذكر كيفية إسقاط حكومته، حكومة الوحدة الوطنية، لحظة كان على أهبّة الدخول الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض ليلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما حاملاً قضية لبنان واللبنانيين.
ونعرف كيف خطط بشار ومعلّمه قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني لمثل تلك المؤامرة التي باتت مكشوفة الأهداف لتفريغ لبنان من مقوّمات الدولة فيه… وهذا ما نجحوا فيه بعدما مهّدت له تمهيداً حقيقياً الحكومة السابقة…
نعرف ذلك جيداً… ولكن أمّا وقد عاد الشيخ سعد، فليس في اليد حيلة… وليس لدينا سوى الدعاء والصلاة الى رب العالمين لأن يحميه ويقيه كل أذى وشرّ ويسدّد خطاه في سبيل لبنان بأطيافه كافة كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكما يريده الرئيس سعد.