الاستنتاج الأول: رأس المال، وبذروة إنتشارو وسيطرتو عالكرة الأرضية، يعني بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ابتداءً من تسعينيات العصر الماضي حتى أيامنا الحالية، تراجعت عندو النوعية بشكل مضطرد وما زالت، بشهادة المتنافسين الكبار نفسن وبمباركة وموافقة الشعوب من الشرّايين واللي بسهولة دغري بيقارنو مع نوعية الأفضل المعهود أو الماضي بشو ما كان.
طيب سؤال؟ إنّو بعد ما انفكّ الاستنفار الشديد اللي كان ضروري بالحرب الباردة عند كل أجهزة المخابرات الغربية والأميركية، لدرجة الاستلشاق ببعض الحالات واللي اتهمت فيها مثلاً الـ «سي آي ايه» بأميركا خاصةً بعدم التوقع والاستحياط الكافي لأحداث 11 أيلول، وبعد هبوط الميزانيات العسكرية المخصصة لمحاربة المعسكر المنهار، وبالتالي تحوّل جزء كبير من مال الدول الرأسمالية للرخاء مفروض، والاختراع والتحسين والتطور، ليش عميصير العكس؟ ما البعبع الاشتراكي وقع، وفوكوياما فظّع وطمّن الجميع بتنبؤاتو عن نهاية التاريخ مثلاً يا بابا… عيّط للماما لنخبّرها. في شي تاني إذن، وهوّي «توك»، والتوك هوّي المشكل المزمن. بيوازي المرض اللي بيجي باللغة الشعبية: خِلقة. هيدا اللي اعتمدولو إسم مع بداية عهد الكومبيوتر: by default. إيه نعم في توك بالرأسمالية، توك ــ خِلقة، وهوّي ببساطة: برأس المال ما في تنين! وفي حال في تنين يعني عميتنافسو حتّى واحد يسيطر، أي يربح السوق وحدو، وإذا أمكن يكون السوق كلّ الكرة الأرضية، بيكون أفضل!!! هه، هون فعلاً بتعرف شو هوّي أفضل الأفضل، أفضل التفضيل. بعدين مين قال إنّو الفرد عدوّ المجتمع؟ ما هيّي كلّ النظريّات المادية والأديان السماوية، إذا في شي وحيد مشترك بيناتها، هوّي فكرة المجموعة وأهميتها للفرد، الفرد بيحتمي بالمجموعة وهاي طبيعتو. هيدا عكس تمام ما الإعلام الغربي داير يسوّق. ما أساساً كل شي، والبشري ضمناً، حوّلو رأس المال لمنتج (Product). ومتل ما اعتمد بالسياسة والحرب مبدأ فرّق تسد، السلعة عمبيصنعها ويسوّقلها على نفس المبدأ. يعني: بيشقّف المنتج، بيبيعو شقف، وعَ مراحل (شقّف الوقت كمان)… إنّو هيدا المنتج الجديد بيجي بهالطريقة… إنّو في 200 غرام شوكولا ما رح نضلّ فينا نبيعن بنفس الشكل… والنتيجة صارت موجودة بالسوبرماركت: شي بالكدشة، وشي بنص لوح، شي بأكياس، شي مش معقول. هاي بشكل أو بآخر خطة «شقّف تسد» ــ مستعد الرأسمال يوضع الفرد مقابل المجموعة. لاحظوا كيف دايماً المعلن بيخاطب المشاهد ـــ الزبون بصيغة المفرد، وهنّي مليارات عالتالفزيون، وطبعاً بيجلّي بالفرداوية بس يخاطب المرأة. بيخاطبو وبيخاطبها بحميمية حتّى، وبينفخ فين وبقوتن وبشخصيتن وبجمالن اللي هيي أكتر من الباقيين. ليه مين هنّي الباقيين؟ ما هنّي زباين كمان! الغبا فظيع، بس لا بدّ منّو الظاهر. والفرد اللي ما بيتوفّق بمبادرتو الفردية، يعني يللّي بيطحنو السوق من ورا فشلو إجتماعياً، أي بالأساس مالياً/ معيشياً، السوق ما بيتركو. إخترعلو كمّية من الجمعيّات والمؤسسات اللي بتدرلو البزّ قبل ما يبكي ويكفر بالنظام. هيدي هالمؤسسات والمناهج بيطلع فيها لايحة بتطعمي جزء من أفريقيا لو الأموال اللي بتنصرفلها ما بتنصرفلها. بس إنت حبيبي قادر تحكي الـ «يو أس أيد» بهيك فكرة؟ ريتك تسلم لأمّك شو هالشبّ.
الاستنتاج التاني: الشعارات الكلاسيكية التاريخية لرأس المال اللي كان أهمها: الخبرة، العراقة، الأقدمية، وطبعاً المتانة والضَيان، هيدي الشعارات صارت ضد اللي أطلقها، ولسبب بسيط وغير متوقّع خالص، لأنّو رأس المال موصوف بقصر النظر، وليه؟ لأنّو بيجي من العمى الخالص اللي بيصيب الانسان قدّام الربح الكبير، وبالتحديد قدّام منظر تكدّس المصاري. منظر بالنسبة للبعض أهم من الاغراء النسائي، إيه والله… مثال بسيط، وللتذكير، الإشتراكية برّات المنافسة وبرّات التهديد العسكري: إنّو شركة الدودج شو في عندها أو شو في وراها لحتّالي عم بتقلّع هالقد عمّال عبيوتن، وبالألوف، غير الخوف من الخسارة. ومن شو الخسارة؟ من أي سيارة أرخص، حتى لو هالسيارة دودج كمان، بس موديل أرخص من موديل دودج تاني. معقول!!؟ إيه نعم معقول كتير وبدليل كل موديل بطّل يبيع متل قبل، وقّفتو الدودج وبعتت اللي كانوا يشتغلوا فيه عبيوتن بكل رياحة مش ضمير، بكل رياحة صندوق (العولمة) ــ إنّو شو بدا الدودج بالله بسيارة بتبقى عندك شي 15 سنة؟ إنّو هيي بهالوقت شو بتعمل يعني. شو بتبيع كعك بسمسم وألّيطا؟ أو فوط غبرا ومطبخ؟ ولا يمكن طبعاً ــ إنّو قليلة، سيارة إنت صمّمتها وصنّعتها وسوّقتلها وفلقت اللي خلقنا فيها السنة الماضيي، تصير عدوتك إلك السنة؟ وأنا شو بعمل؟… ما إلك رب إنت.