IMLebanon

آخر خبر.. في الجمهورية.. والجامح

 

 

مرّة أخرى لا يملك اللبنانيون أينما كانوا سوى الانبساط والانشراح والفرفشة لأن أسلحة معركة الانتخابات الرئاسية تقتصر على السياسة ومشتقاتها.. من دون مدافع وقذائف ورصاص ورمي وتفجير وخطف ونسف وقنص وقطع طرق وتهبيط بنايات وتخريب ساحات واستهداف طلاب في الباصات!

هل يمكن تصوّر ماذا كان سيحصل لو أن أمر أحد المرشحين المحدّدين المميزين الدائمين والأبديين، غير مضبوط! أو فالت على وسعه وغاربه وشارقه وهواه؟ مثلما حصل سابقاً؟!

وهل يمكن تصوّر معنى العودة في الزمن الى تلك المرحلة السوداء والى تفاصيلها وعمومياتها التي ادّت في خلاصتها الى تكسير الكيان اللبناني وتشليع مؤسساته وتقديمه مشويّاً مستوياً منتوفاً منتهياً الى نظام الوصاية الأسدي!

ما كانت أحوال لبنان واللبنانيين لتبلغ ذلك الدرك لولا الخدمات المدرارة التي قُدّمت من الداخل الوطني، ولولا تقديس الذات والغلو في ذلك التقديس، وافتراض نوازع خلاصية في تلابيبها، ثم الذهاب في الحلم والوهم الى حدود الإجرام التام: تلبّس أثواب الرُسل والتصرف بمنطق الشياطين وغواياتهم!

قصة الجمهورية ما كانت لتُكتب بكل ذلك الحبر الأسود لولا خبريات وأوهام ذلك الواهم الكبير. ولولا الشطط في الصغيرة والكبيرة عنده. ولولا غدرات الزمان وغفواته ومناخات النكبات الأهلية والوطنية الكبرى وإفرازاتها، وأولها وفي رأسها ضمور ملكة العقل لمصلحة الغريزة وفلتاتها والتي أوصلت الى ترفيع شأن الهلوسة واعتبارها برنامجاً للخلاص، وتقديم ضروب الاحترام الى بيان العته والجنون واعتباره طريقاً ثابتاً مستقيماً «مزفّتاً» ومضاءً للإنقاذ والإصلاح؟!

ما كانت قصّة الجمهورية لتحتوي على ذلك الكمّ من الدمار الكياني والفكري والأخلاقي، وكل ذلك التشويه اللعين لآليات السياسة والعسكر والأصول والأعراف ومنظومة القيم النبيلة والجليلة برمّتها لولا تلك الظاهرة المنتشية بهلوساتها ونوازعها وعوارضها وارتكاباتها وتجاراتها وإمعانها في السفالة والكيد.. والتي لا تزال الى اليوم والساعة تتوعّد اللبنانيين بالمزيد وتبشرّهم بأن ضناهم لم يكتمل بعد. ومصائبهم لم تَفِضْ كفاية. وموعد نزولهم عن الشجرة لم يحنْ أوانه؟!

.. ومع ذلك وبرغم منه، يمكن أن يكون ذلك الجامح الواهم في مكانه!.. ألا يستعد بشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة؟! وألا يفترض المرشح الأبدي عندنا أن لبنان مثل سوريا تماماً بتاتاً! أليس ذلك هو طموحه الفعلي والوحيد: أن يكون لبنان مثل سوريا وهو مثل الأسد؟!